ما علاقة «الاستحمام تحت الدُش» ب«التسمم العصبي»؟

مع بداية فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير خلال الأيام الحالية، يكون الملجأ للكثيرين هو الجلوس «تحت الدُّش» فى الحمامات، والاستمتاع بالمياه الفاترة، فى الوقت الذى يخشى فيه البعض «الاستحمام المتكرر»، دون أن يعرف هؤلاء أن الاستحمام ليس نظافة فقط، بل له الكثير من الفوائد الصحية الأخرى للعضلات والأعصاب والصحة النفسية.
الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أكد أن الاستحمام أكثر السلوكيات البشرية متعة، وهو مطلوب للغاية فى وقتنا الحالى، بسبب استمرار جائحة كورونا، محددًا فوائد الاستحمام بعيدًا عن النظافة الشخصية فقط، فى عدة نقاط، أهمها:
■ الترفيه والتسلية، والتداوى، حيث يفيد الاستحمام العضلات والأعصاب والجلد والاسترخاء والتدليك، وتحسين الصحة النفسية العامة، إضافة إلى أنه يساعد الجسم على طرد حمض اللاكتيك بسهولة أكبر، وهذا يُكسب العضلات الاسترخاء ويُخفف الأوجاع والآلام، ويساعد كثيرًا مع التهاب المفاصل والجلد، وآلام الظهر ونزلات البرد والإنفلونزا.
■ الاستحمام «استجمام»، أغلب ما نقوم به خلال الاستحمام نفعله بلا تفكير، أو إجهاد للمخ، فهو عملية روتينية تعطى المخ «إجازة».
■ الاستحمام يقى من التسمم العصبى، الذى أصبح إنسان هذا العصر عرضة له، نتيجة الملوثات البيئية، ومن علاماته: حدوث تغيرات فى التفكير، والإدراك، والمزاج والسلوك وصعوبة الخلود للنوم، فالاستحمام بماء دافئ يفيد فى التخلص من السموم عن طريق فتح مسام الجلد، مما يسمح للسموم بأن تُفرز من خلال العرق، ويعجل بالصفاء الذهنى، وزيادة الاستقرار العاطفى والشعور العام بالسعادة، وتيسير الخلود للنوم.
■ الاستحمام يُكسب الشعور بالأمان، الخصوصية والتحرر، بسبب التواجد فى مكان مغلق لا يستطيع أحد اقتحامه، بجانب أن الماء البارد مهدئ للأعصاب، والماء الدافئ لطيف، ومريح، ومهدئ للعضلات.
■ خرير الماء «موسيقى للمناعة».. حيث يرتبط الاستماع لأصوات المياه المتدفقة بالاسترخاء والتأمل، وتذكرنا أصوات المياه دومًا بالبحر وأمواجه، مع إعادة ذكريات الطفولة، والغريب أن أصوات السائل الأمنيوسى فى رحم الأم الحامل أشبه بأصوات أمواج البحر، وبالتالى يرتبط بها الإنسان منذ تخليقه.
■ جريان الماء يعطينا الإحساس بالنظافة، وبالتالى فتحسين الصحة النفسية يأتى من خلال أصوات المياه التى تغسل نفوسنا من المنغصات والمؤرقات والهموم.
■ الاستحمام يُحسن الدورة الدموية، حيث يتدفق الدم فى جميع أنحاء الجسم وإلى الأطراف، ما يجعل الدم أقل لزوجة، ويجعل الأوعية الدموية تعمل بشكل أفضل، ويقلل الماء الدافئ من ضغط الدم المرتفع وتحسين وظيفة القلب.
■ الاستحمام يحسن صدورنا.. فغمر أنفسنا فى الماء يساعد على التنفس بشكل أسهل، سواء فى وعاء للاستحمام أو بانيو أو بحر أو حمام سباحة أو خلال الغوص، مما يسمح بمرونة أفضل للعضلات، وتنشيط أعلى للحجاب الحاجز، والتخفيف على عضلات الصدر، وزيادة التخلص من البلغم وإفرازات الصدر والأنف، وتحسين أداء القلب والرئتين، كما يسمح بنمو أفضل للرئة فى الأطفال.
■ الاستحمام تحت الدش والسباحة فى البحر، أو الجلوس بجوار نافورة، يجعلنا نتنفس هواء قليل الأتربة والبكتيريا، ويقلل من الاكتئاب والغضب، ويحسن الحالة المزاجية، ويزيد من تدفق الأكسجين إلى الدماغ، واليقظة.
■ كثيرون يقومون بالغناء خلال الاستحمام، والمثير أن هذا يزيد من تعزيز الثقة فى النفس.