سؤال يشغل العالم: هل لا يستجيب «دلتا بلس» للقاحات؟

«دلتا بلس».. متغير سلالة فيروس كورونا المستجد، الذي اعتبره البعض الأكثر ضراوة، والأكثر سرعة، ما يسبب المزيد من العدوى، بات حديث أطباء وباحثي العالم، حول مدى تأثره باللقاحات، وما أكثر اللقاحات التي يمكن أن تحمى منه، خاصة في ظل أبحاث أشارت إلى فاعلية لقاحات موديرنا وفايزر في الحماية من المتغير الأكثر حيرة عالميا الآن.
فوفقًا لحوار أجراه موقع «هندوستان تايمز»، مع الدكتور تانو سينغال، استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية في مومباى، حول تأثير متغير دلتا بلس، سلبًا على فاعلية اللقاحات، قال: «بعد اكتشاف متغير دلتا الأصلى لأول مرة في الهند، والذي قاد الموجة الثانية، شهد العالم طفرتين جديدتين، وهذا المتغير قابل للانتقال بشكل كبير وربما أكثر ضراوة وأقل تأثرًا باللقاحات».
وكشف أن هناك طفرة أخرى لمتغير دلتا بلس تم اكتشافها، وتوجد أيضًا في متغيرات بيتا وجاما، وهى المتغيرات الأمريكية الجنوبية والبرازيلية، لكن التجربة العملية مع متغير دلتا بلس كانت أقل، نظرًا لوجوده فقط حوالى 50 حالة فردية تم تسلسلها في الهند حتى الآن، مؤكدًا أن العلماء لا يملكون معرفة كافية حول قابلية الانتقال أو الخصائص المؤثرة على المناعة من متغير دلتا بلس.
بحسب تقرير نشرته رويترز، هناك امرأة واحدة تم تطعيمها أصيبت ب«دلتا بلس»، لكن الأعراض كانت خفيفًة، وكان السؤال: ماذا يحدث إذا أصيب المتعافى بالعدوى مرة أخرى بدلتا بلس؟، وأجاب «سنغال»: «حالات الإصابة كانت قليلة حتى الآن، وهذا يعنى أن معظم المرضى الذين أصيبوا في الموجة الأولى لم يصابوا بالعدوى في الموجة الثانية، وبالتالى فالإصابة السابقة بالفيروس الأصلى أعطت حماية طويلة الأمد ضد متغير دلتا بلس، وكانت جميع حالات العدوى خفيفة ولا تتطلب دخول المستشفى إلا إذا كان الشخص ضعيفًا».
وعن أعراض الإصابة بمتغير دلتا بلس، وهل تختلف عن متغيرات دلتا أو ألفا، أوضح سنغال أن الأطباء لا يملكون بيانات تثبت أن الأعراض أكثر اعتدالًا أو حدة مقارنة بمتغير دلتا، موضحًا أن الأطباء يعتمدون على أن نحو 60 إلى 70٪ من سكان الهند محصنون بنسبة تتراوح بين 25 و30٪ في نهاية الموجة الأولى، ولذلك من المحتمل أن تكون المناعة الطبيعية أعلى نسبيًا الآن مما كانت عليه بعد الموجة الأولى، فضلا عن أن مستويات التطعيمات الآن أفضل بكثير، وبالتالى فإن احتمالية أن تكون الموجة الثالثة شديدة مثل الموجة الثانية أمر غير مرجح.
فيما نشرت شركة موديرنا بيانا، أعلنت فيه فاعلية لقاح «موديرنا» في الحماية من متغيرات كورونا بما في ذلك سلالة دلتا بلس، مؤكدة أنها أجرت دراسة معملية على دم 8 أشخاص بعد أسبوع واحد من تلقيهم جرعتهم الثانية من لقاح موديرنا، وأظهرت النتائج أن المجموعة التي تم تلقيحها قد أنتجت أجسامًا مضادة ضد أنواع مختلفة من فيروس كورونا، بما في ذلك طفرة دلتا شديدة العدوى في الهند.
«النتائج مشجعة»، هكذا أكد الرئيس التنفيذى لموديرنا «ستيفان بانسل»، وقال: «هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية الاستمرار في تطعيم السكان بلقاح أولى فعال من السلسلة الأولية».