خبر لفت نظرى ولم تهتم به أجهزة الإعلام.. وخلاصته قيام النائب العام بالطعن على حكم قضائى نهائى صادر عن محكمة استئناف القاهرة للأحوال الشخصية بتطليق زوجين أرثوذكسيين لاستحكام النفور بينهما، وقالت المحكمة إن استمرار العلاقة بين الزوجين أصبح مستحيلاً مما يحتم معه تطليقهما، وقال سيادة النائب العام إن استناد الحكم إلى علة النفور ليس له سند من القانون، لأن الكنيسة القبطية لا تبيح التطليق بين الزوجين إلا لعلة الزنى فقط!! والجدير بالذكر أن قداسة البابا شنودة رفض الامتثال لحكم نهائى صادر من قضائنا الشامخ يتعلق بالزواج الثانى لذات السبب! فلا طلاق إلا لعلة الزنى فقط! والبابا شنودة له مكانة كبيرة عند الأقباط والمسلمين معاً! وأنا شخصياً كتبت أكثر من مرة قائلاً: أحلم بشيخ أزهر يدافع عن أهل الإسلام ويتحمس لقضاياهم على غرار البابا شنودة!! وفى عهده نهضت طائفته نهضة كبرى، وكنت دوماً منحازاً إلى الأقباط إذا حدث إخلال بالمواطنة والمساواة فى الوظائف العامة، أو قيود على بناء كنائس يحتاجون إليها، وكتبت صراحة، رافضاً رأى من ذهب إلى أنه لا يجوز لقبطى تولى الرئاسة، وطالبت بأن يحكم الشعب على المرشحين أن يكونوا من المسلمين والأقباط فى انتخابات حرة حقيقية وليست بالطريقة التى تجرى حالياً!! فضلاً عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن معاملة أهل الكتاب: «لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، فلا يجوز لإنسان إدخال استثناء على تلك القاعدة الواضحة. والخلاصة أن وقوفى إلى جانب الأقباط من منطلق إسلامى أمر لا ريب فيه، فإذا جئنا إلى رفض وقوع طلاق إلا لعلة الزنى فإننى أناقش هذا الموضوع من زاوية إنسانية قوامها الحب والمودة وليس من منطلق دينى أو قانونى! وأسأل حضرتك عن حكم المحكمة الأخير الذى قال إن النفور بين الزوجين مستحكم واستمرار العلاقة بينهما أصبح مستحيلاً، مما يحتم أن تحكم المحكمة بإيقاع الطلاق! فأنت إذا تأملت هذا الكلام تجده معقولاً ومنطقياً! ولا يعقل أن يأتى من يقول: لا.. هذا الزواج لابد أن يستمر رغم أنف الزوجين! طيب إزاى وليه وعلشان إيه؟؟ وكيف يعيش شريك العمر مع واحد يكرهه، خاصة إذا فشلت كل محاولات الإصلاح وأصبح الحب فى خبر كان، واستحكم النفور بين الطرفين؟؟ الطبيعى أن تنتهى تلك الحياة الزوجية الفاشلة، ويحاول كل طرف أن يبدأ دنيا جديدة أخرى سعيدة تعوضه عن الفشل الذريع الذى منى به فى حياته الأولى، أما أن تحكم عليه بالمؤبد باسم السماء وأن يعيش تعيساً عمره كله، فهذا ما لا أفهمه، لسبب بسيط يتمثل فى ربنا، فهو رحيم بعباده، يريد لهم السعادة، ولا يقبل أن يعيشوا تعساء.. أليس كذلك؟!