قتلت البنت.. «صباح» تخنق ابنتها «ريتاج».. وترجو زوجها إبلاغ الشرطة (صور)

«قوم يا سلامة خنقت البنت وماتت.. قوم اطلب الشرطة يجيوا يقبضوا علىّ».. قالتها «صباح.م»، الشابة الثلاثينية، لزوجها سلامة الخرصة، والذى لم يصدق ما كررته الزوجة على مسامعه مرة واثنتين، حتى خلد إلى النوم بعد يوم عمل شاق في فلاحة الأرض، وقال لها: «عندى شغل بدرى.. اتركينى انام».. وإزاء إلحاح الزوجة في الصباح الباكر، توجه إلى غرفة ابنتهما «ريتاج»، 3 سنوات، حيث وجدها وقد فاضت روحها إلى بارئها «جريت في الشارع زى المجنون.. واستنجدت بجارٍ وزوجته»- يبكى الأب المكلوم، متذكرًا أحداث الجريمة التي تركت أصداءً حزينة بمنطقة أوسيم شمال الجيزة.
يوم الجريمة، لم يكن عاديًا، كادت الزوجة تقتل ابنها «أمير»- 12 سنة «ضربته في رجله بالسكين، وقالت له: تعال اقتلك»، تدمع عين «سلامة» وهو يحكى التفاصيل: «الولد تمكن من الهرب إلى بيت خاله.. وشقيقاه كريم وعبدالباسط- أكبرهما 14 سنة، لم يتواجدا بالمنزل، وربنا سترها ولادى ال3 نجوا من مذبحة»، يعاود كلامه: «زوجتى استغلت صغر سنّ ريتاج وخنقتها بإيديها».
«سلامة» عرف بتلك التفاصيل من زوجته وابنهما «أمير»، إذ كان الرجل الأربعينى يعمل بالأرض طيلة النهار، وحين عاد مساءً خلد إلى النوم، فعاتب ابنه «يا حبيبى ليه لم تقل إن أمك ضربتك بالسكين كنت أنقذت أختك»، فرد عليه الصغير: «روحت بيت خالى وخيط الدكتور بالصيدلية رجلى 5 غرز».
الأب وهو يسرد المأساة ل«المصرى اليوم»، يختنق صوته «معرفش صباح خنقت ريتاج ليه؟»، قبل أن يكشف أن زوجته المتهمة كانت تعانى من اضطرابات عقلية قبل شهر «كنّا بنوديها لشيخ في القرية يقرئ عليها، وأحيانًا كان يعطيها مهدئات!!».
والد المجنى عليها يشرح متاعب زوجته «كانت تعانى من ضغوط تربية العيال.. أحيانًا كانت تصرخ ويعلو صوتها بالشتائم وهى تحمم طفلاً أو تعد له طعامًا».
تنابته مشاعر حزنٍ، وهو يقول: «ريتاج كانت أصغر أولادى وبنت وحيدة وقريبة إلى قلبى.. وكانت مطيعة وبتروح الكُتاب تحفظ القرآن.. مراتى كانت ناوية ترتكب مذبحة بولادنا كلهم».
عم «نافع» أحد الجيران، وشاهد العيان، حضر وزوجته بعد استغاثة «سلامة» به: «إلحقنى مراتى بتقول إنها قتلت البنت»، دُهش من ثبات وسلامة القوى العقلية للمتهمة، وهى تعترف قبل وصول أجهزة الأمن بالجريمة: «قتلت ريتاج بإيدى كنت عاوزة أقتل أي حد من ولادى».
القرية البسطية التي شهدت الجريمة، تحولت لسرادق عزاء، الجميع يردد «ريتاج كانت آية تمشى على الأرض.. الجميع يحبها على صغر سنها».
النيابة العامة ناظرت جثمان المجنى عليها وتبين وجود اختناق حول رقبتها، ولم تزل تباشر التحقيقات مع الأم المتهمة بعد حبسها لمدة 4 أيام، جدّدها قاضى المعارضات ل15 يومًا احتياطيًا، فيما أفادت التحريات الأولية بأن الأم تعانى من مرض نفسى.