"عيونها عسلية..شعرها أصفر اللون..وجهها كالملاك"..كانت المرة الأخيرة التي نظرت الأم "أميرة حمدان" صاحبة الثلاثون عامًا، لصغيرتها "ريتاج" صاحبة ال3 سنوات، بعدما تحول الهوس الشيطاني لحقيقة، ليجعلها تقتل نجلتها الصغيرة دون وعي، وتغطيها وتجلس بجوارها، لتنتظر عودة الأب من عمله، لتخبره أنها نائمة، ولكن بعد ساعات قليلة أخبرته أنها خنقتها وماتت، في البداية لا يصدق الأب، فذهب لغرفتها ووجد روحها ذهبت لخالقها. خلال أسبوع تغيرت أحوال تلك الأسرة، بعد قرر الأب أن يأتي بأحد الشيوخ الدجالين اعتقادًا أنها ملموسة من الشيطان، ولكن لا يعلم أن الوضع ينقلب رأسًا على عقب، فغادر أشقاء الطفلة المنزل، وكانت الطفلة ضحية الهوس الشيطاني. انتقلت محررة "الفجر" لمكان واقعة مقتل الطفلة "ريتاج" البالغة من العمر 3 سنوات، بعد خنقها وقتلها على يد والدتها داخل الشقة بمركز أوسيم. الأم كانت تحب أطفالها قال الحاج" سعيد" أحد الجيران في حديثه إلى بوابة "الفجر"، أن "أميرة حمدان" تبلغ من العمر 30عامًا متزوجه من "سلامة عبد الباسط" 36 عامًا ويعمل تاجر مواشي البالغة من العمر 30 عامًا، يعيشان بمركز أوسيم منذ سنوات، ومنذ 4 سنوات، اشترى"سلامة" قطعة أرض بجوارنا ليعيشان في هدوء وسلام، وكانت زوجته أم طيبة وحسنة الأخلاق، وكانت تحب أطفالها الأربعة (ريتاج 3 سنوات، أمير 11 سنة، كريم 14، عبد الباسط 10)، مشيرة أنها كانت تذهب بالطفلة دائمًا للحضانة، ولكن لاحظنا عليها آخر 3 أيام أنها مريضة قليلًا، دائمًا متوترة، وفي صباح يوم الحادث حدث شئ غريب. نجل المتهمة: أمي ضربتني وكانت عايزة تعورني بالسكين وتابعت الجار في حديثه، جاء شقيق الطفلة "ريتاج"، يبكي، وعند سؤاله أخبرني أن والدته ضربته وكانت هتعدي عليه (بالسكين)، فهدئته قائلة "معلش ياحبيبي تلاقيك عملت حاجة غلط وماما عاقبتك"، فذهبت لسؤالها لماذا كنتي هتضربي الطفل بالسكين، فكان الجواب مفاجأة،" أنا ماضربتوش". وأضاف الجار، أن "أمير" نجل المتهمة، أثناء هروبه من والدته أصيب في حديده في ساقه، فقومت بتهدئته، وقال لى،" مش عايز أروح خايف من أمي"، فقولت له "خليك قاعد معايا"، وبالفعل ظل معي حتى الساعة 10 مساء يوم الحادث، وكان والده وأشقائه الاثنين (كريم وعبد الباسط)، برفقه والدهم في العمل لبيع المواشي، وعندما جاء المساء قرر الطفل أن لا يذهب للمنزل خوفًا من والدته، وذهب لمنزل خاله بذات المنطقة. وتابع الجار، كعادة "سلامة"، عاد مساء الجمعة مرهقًا من العمل، ولحسن الحظ كانا الطفلين ليسوا برفقتها، فكانا ذهبا إلى منزل العم ليقضوا هذا المساء، ولكن كانت الطفلة "ريتاج" برفقه الأم في هذا اليوم المشئوم. الأم للجيران: خنقت البنت وخلاص بلغوا عني والتقط الحديث "نافع" أحد الجيران، الذي عاش هذا اليوم المشؤوم، فقال في يوم الواقعة، جاء "سلامة" والد الطفلة يطرق باب منزلنا في حدود الساعة ال 5 صباحًا بقوة، ليخبرنا "الحق ياعم نافع (أميرة) خنقت البنت وموتتها" وكان كل جسده يرتعش، فذهبت مسرعًا معه لنجد الأم في عالم آخر، لا تشعر بشئ، قائلًا،"كانت الطفلة نايمة على السرير ومغطاه (بكوفرته) حتى وجهها ومخنوقة بإيشارب والأم جالسة جنبها لا تبكي ولا تفعل أي شئ" كان شئ لا يصدق. واستطرد الجار حديثه، قمنا بسؤالها، لكي نفهم لماذا حدث هذا، "ليه عملتي كدا خنقتي البنت ليه"، لترد " خنفتها كدا وخلاص بلغوا عني..اعملوا اللي عايزينه"، كان الأب واقفًا مرتعشًا من هذا الموقف الصعب، الذي لا يصدقه عقل، ولا ينطق بأي كلمات غير دموعه التي تنهمر من أعينه على صغيرته. الأب للجيران: كانت رايحة تأكل وقالتلي موت البنت واشار الجار في كلامه إلى الفجر، إلى أن الطفلة كان وجهها أزرق بالكامل، ومخنوقة، كانت ميته منذ ساعات كثيرة، "معرفناش نلحقها"، ليبلغنا "سلامة" بالمفاجأة الصادمة عن كواليس ليلة الحادث، قائلًا،"بعد مالعيال راحوا يباتوا عند عمهم، رجعت للمنزل لأنام، وبدخول للمنزل كان كل شئ طبيعي، لأسأل عن (ريتاج) فأبلغتني زوجتي، هي نايمة، وبالفعل ذهبت للنوم" وفجأة حدث شئ غريب. ليتابع الأب كلامه للجيران، مع دقات عقارب الساعة ال5 فجرًا، وجدت زوجتي استيقظت من النوم، لاسألها "رايحة فين..قالتلي رايحة أكل جعانة"، وفي لحظات قليلة لتبلغني بشئ آخر،" اصحي ياسلامة..أنا موت البنت"، لأنهض فجأة وأذهب للطفلة لأجدها جثة هامدة. كانت بتحب الطفلة وراحت الكُتاب عشانها ويتابع الجار، كلامه، ليتذكر معاملة (أميرة) مع أطفالها، قائلًا،"كانت بتحب البنت جدًا لأنها بنت على 3 أولاد، كان لو حد من الأطفال ضربها، كانت بتزعق فيه، كانت بتنام دايما جنبها وتاخدها في حضنها وبتشتريلها أحسن لبس، وكانت دايما توديها الحضانة لتعلمها، دي راحت الكُتاب عشان تتعلم لتذاكر للطفلة". واضاف "نافع" أحد الجيران، أن المتهمة (أميرة)، كانت دائمًا تحب جيرانها وتتعامل بكل لطف مع السيدات، ودائمًا نشاهدها تذهب بالطفلة (ريتاج) للحضانة، ودائمًا كانت تلقي علينا التحية كعادة قريتنا، لا يظهر أي علامات أنها مريضة أو أي شئ. نجل المتهمة: بابا جاب لماما الشيخ من أسبوع واوضح الجار، قبل الحادث أخبرنا نجلها "أمير"، أن والدته متعبه، فإن والده منذ أسبوع جاء بشيخ للمنزل، اعتقادًا أنها (ملموسة أو عليها جن)، مشيرًا إلى أن لم نلاحظ أي شئ "البيوت أسرار، وربنا يشفي كل مريض" وقال "نافع"، إن "أميرة" جايز أن يكون لمسها جن أو أي شئ آخر، نظرًا لرجوعها في وقت متأخر من عند منزل أسرتها، والقرية هنا مظلمة ظلامًا دامسًا، نظرًا لأننا نقطن على أطراف القرية وفي الخلاء، ولكن لا أحد حدث له مثل ذلك في وقت سابق. واختتم الجيران في حديثهم إلى "الفجر"، "ربنا يرحم هذه الطفلة المسكينة، شاكرين الله أنه كان لا يوجد أشقائها في هذه الليلة، الله أنقذهم، وطالبين الصبر لقلب الأب، ربنا يشفي كل مريض". تحقيقات النيابة وحبس الأم وأمرت نيابة أوسيم، بشمال الجيزة، بحبس المتهمة، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامها بخنق نجلتها وقتلها بأوسيم. وكشفت تحقيقات نيابة أوسيم، بشمال الجيزة، عن تفاصيل خنق طفلة تدعى "ريتاج سلامة" تبلغ من العمر 3 سنوات على يد والدتها بمركز أوسيم، حيث اعترفت الأم بإرتكاب الواقعة واعترفت الأم أمام النيابة، أنه مساء الواقعة، كان شقيقها الأكبر الذي يبلغ من العمر 11 عامًا يلعب خارج المنزل، وكانت الطفلة برفقتها تلهو وتلعب في صالة الشفة وفجأة قامت بخنقها، وعقب ذلك أخذت الطفلة ووضعتها على السرير، وجاء الزوج من عمله اعتقادًا أن الطفلة نائمة، وفي صباح اليوم التالي أبلغت زوجها أنها خنقت الطفلة، وعلى الفور أبلغ الشرطة. وكشفت تحقيقات النيابة، أن والدة الطفلة تعاني من مرض نفسي منذ فترة، مما دفعها لخنق نجلتها. كان بلاغ ورد لضباط مباحث قسم شرطة أوسيم منغرفة النجدة بمصرع طفلة على يد والدتها، على الفور انتقل رجال المباحث لمكان الحادث، وبالفحص تبين وجود جثة طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات، وبها آثار خنق حول الرقبة. وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة والدة طفلة تعانى من مرض نفسي وتتلقى العلاج، وقامت بخنق طفلتها، تمكنت القوات من ضبط المتهمة وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.