تشييع جثمان مصطفى محرم وسط غياب النجوم .. وحضور شعبي (صور)

شيع جثمان الكاتب والسيناريست الكبير مصطفى محرم، من مسجد السيدة نفيسة، بعد صلاة الجمعة، إلى مثواه الأخير، بغياب النجوم والوسط الفني، إلا أن الجنازة شهدت حضورا شعبيا من المصلين في مسجد السيدة نفيسة الذين حرصوا على أداء صلاة الجنازة على الراحل كما حرص الحضور على ارتداء الكمامات وعدم التصافح بالأيدي بسبب فيروس كورونا.
وتوفي الكاتب الكبير مصطفى محرم عن 82 عاما أمس بأحد المستشفيات إثر تدهور حالته الصحية ودخوله العناية المركزة، وقدم الراحل العديد من الاعمال الشهيرة في السينما والدراما، منها «لن أعيش في جلباب أبى»، «عائلة الحاج متولى» و«ريا وسكينة» وفازت ب4 جوائز، كما قدم أكثر من 35 مسلسلا، وكتب سيناريو أكثر من 105 فيلما روائيا نال معظمها العديد من الجوائز السينمائية.
الكاتب والسيناريست والناقد السينمائى مصطفى محرم من رواد الثقافة السينمائية في العالم العربى، وثق مسيرته بنفسه في كتابين، أحدهما عن الدراما في كتاب «حياتى في التليفزيون.. فن الكتابة الدرامية»، «والآخر عن السينما وهو «حياتى في السينما» والذى اعتبره الكثير من النقاد مرجعا مهما في تاريخ السينما المصرية.
ولد مصطفى محرم في 6 يونيو عام 1939، ووفقا لكتابه «حياتى في التليفزيون» قدم جميع أنواع الدراما من التمثيلية القصيرة وتمثيلية السهرة والمسلسل الذي كانت تبلغ حلقاته 7 حلقات ثم 13 حلقة، ثم تطور بعد ذلك وفقا لرغبة المنتج المنفذ والمحطات التليفزيونية إلى ما يزيد على 30 حلقة، وأوضح السيناريست مصطفى محرم الأسباب الحقيقية وراء هذا التطور الذي يراه البعض وبالا على الدراما التليفزيونية وأيضاً من أهم أسباب تدهورها كما سجل رأيه فيمن قابلهم في مسيرته التليفزيونية.
علاقته بالتليفزيون تعود إلى عام 1962 عندما عمل في لجنة القراءة والإعداد بالشركة المصرية العامة للإنتاج السينمائى (فيلمنتاج)، وقام بإعداد أول عمل في التليفزيون عن قصة ليوسف السباعى من مجموعة «هذه النفوس» وهى قصة «نفس مدمرة»، وبعدها كتب أول تمثيلية للمخرج محمد فاضل وذلك عن رواية للأديب محمود تيمور بعنوان «قلب امرأة».
وبعد ذلك كتب سيناريو أول فيلم سينمائى له عام 1963 وهو فيلم «وداعاً أيها الليل».. كما توالت الأعمال التليفزيونية التي حاول فيها الاقتراب من الشكل السينمائى والتحايل على الانتقال من مشهد إلى آخر بطريقة سلسة أقرب إلى انتقالات الفيلم السينمائي.
كان مصطفى محرم ووفقا لما رواه في كتابه يضع السيناريست فتحى زكى قدوة لنفسه معتبرا إياه أفضل كاتب للتليفزيون في ذلك الوقت، وإنه أكثر اكتمالا من الناحية الدرامية والحرفية وعمق الفكر في أعماله، يتفوق في سيناريوهاته على النص الأدبى الذي كان يقوم بمعالجته مهما كان صاحب القصة أو الرواية، كما أصبحا صديقين عندما تزاملا في العمل في إدارة السيناريو في مؤسسة السينما.
وانشغل مصطفى محرم في أواخر الستينيات بالعمل السينمائي حتى إنه لم يعد يكتب للتليفزيون إلا تمثيلية كل عدة شهور ثم امتنع تماماً عن تمرسه الكتابة للسينما وأوضح بقوله: «إن كاتب السيناريو السينمائى هو خير من يكتب المسلسلات التليفزيونية، وكاتب المسلسلات التليفزيونية هو أسوأ من يكتب للسينما وهناك الأمثلة كثيرة عندنا في مصر».
وبعد فترة توقف عاد للكتابة التليفزيونية بمسلسل «القناع الزائف» بطولة حسين فهمى وميرفت أمين ونجح نجاحاً كبيراً خاصة في الدول العربية، والمسلسل الثانى هو «برديس» عن رواية بالاسم نفسه من جزءين لإبراهيم الوردانى، وتوالت أعماله الفنية منها: «لن أعيش في جلباب أبى» و«رد قلبى» عن رواية يوسف السباعى و«بريق في السحاب» عن رواية ثروت أباظة و«حديقة الشر» و«ولمن أترك كل هذا» و«خلف الأبواب المغلقة» و«ابن سينا» و«الباطنية» و«العطار والسبع بنات» و«عيش أيامك» و«زهرة وأزواجها الخمسة» و«مولد وصاحبه غايب».
كما كتب سيناريو أشهر الأعمال السينمائية منها «ليل وقضبان، أهل القمة، ليلة القبض على فاطمة، الحب فوق هضبة الهرم، الغرقانة».