فى السيدة زينب هذا الحى العريق، نشأ الكاتب والسيناريست «مصطفى محرم»، الذى ساعدته نشأته فى أسرة تمتلك مكتبة كبيرة وتحب القراءة، على أن يلم بجميع المعارف والفنون، فكان قارئًا نهمًا لكل ما يقع تحت يديه، خصوصًا الروايات، ما جعله يقرر فى البداية أن يتخصص فى كتابة الرواية الأدبية. لذلك التحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، ليلعب القدر لعبته بعد ذلك ويتجه عن طريق الصدفة إلى السينما ليكتب ما يزيد على المائة فيلم وعشرات المسلسلات، والتى وضع بها اسمه بين نجوم كتابة السيناريو.. يتميز «محرم» بصراحته التى تُعرِّضه أحيانًا للانتقادات، إلا إنه لا يبالى، ويصر على عرض رأيه وقول ما يؤمن به، وقد قمنا باستغلال هذه الصراحة فى هذا الحوار: كيف لعبت الصدفة دورًا فى تحويل رغبتك من كتابة الرواية إلى كتابة السيناريو؟ - بدأ حبى للسينما منذ الصغر، وقد نبع هذا الحب من خلال زياراتى لعمتى؛ حيث كانت تسكن فوق إحدى دورالعرض السينمائى، وكنا نذهب إليها لنقف فى البلكونة ونشاهد الأفلام، وحتى الآن لاأزال أحفظ حوار بعض الأفلام التى شاهدتها من البلكونة مثل أفلام «محمد عبدالوهاب» و«محمد فوزى»، ولكننى لم أكن وقتها أفكر فى الكتابة للسينما، حيث كنت أتمنى أن أصبح كاتبًا للرواية، وبعد تخرجى عملت مدرسًا بمدرسة فى الإسماعيلية، ولكن صديق العمر «رأفت الميهى» زميل الدراسة من المرحلة الإعدادية حتى تخرجنا فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، التحق بمعهد السينما الذى كان حديثًا وقتها، ولفت نظر الأستاذ «صلاح أبوسيف» أستاذه بالمعهد، الذى كان أيضًا رئيس مجلس إدارة أول شركة إنتاج سينمائى قطاع عام تتبع مؤسسة السينما والتى كانت تضم السينما والمسرح والتليفزيون، وكان «صلاح أبوسيف» قد أنشأ بالشركة قسمًا خاصًا لقراءة السيناريوهات، واختار «رأفت الميهى» فى هذا القسم، ومن هنا رشحنى «الميهى» للعمل فى الشركة، وبالفعل ذهبت لمقابلة «صلاح أبوسيف»، وأعطانى رواية (شمس الخريف) ل«محمد عبدالحليم عبد الله»، وطلب منى قراءتها وكتابة تقرير عنها، وفعلا أخذت الرواية وكتبت التقرير الذى أعجبه بشدة وطلب منى الالتحاق بالشركة. ومن أين اكتسبت الحرفية فى كتابة السيناريو رغم عدم دراستك الأكاديمية للسينما؟ عندما عملت فى شركة الإنتاج مع «صلاح أبوسيف»، توسّم خيرًا بنا أنا و«رأفت الميهى» وكان يعطينا واجبًا مثل واجب الإنشاء، أو يعطينا موقفًا أو موقفين دراميين لتطويرهما، ثم يناقشنا ويعلمنا من خلالهما، وهو أستاذى الأول ودائمًا أكرر لولا «صلاح أبوسيف» ما كان «مصطفى محرم».. وفى هذا الوقت أيضًا كان يأتى إلى قسم القراءة، المعدون ومخرجو التليفزيون، الذين يسعون للإخراج فى السينما، ليقدموا موضوعاتهم، فقررنا أن نستفيد من خبراتهم لنتعلم كتابة الدراما التليفزيونية، فكانت هذه الشركة بمثابة المدرسة التى تعلمنا فيها كل ما يخص السيناريو، خاصة أنهم شعروا بشغفنا للتعلُّم فكانوا يأخذوننا معهم إلى التليفزيون ويشرحون لنا جميع التفاصيل، فأصبحنا رواد الدراما التليفزيونية قبل ظهور «وحيد حامد» أو «أسامة أنور عكاشة» أو «محفوظ عبد الرحمن»، فهؤلاء جميعًا كانوا تلامذتنا ولكنهم تنكروا لنا بعد ذلك، تطبيقًا للمثل الشهير «اتق شر من أحسنت إليه»، حتى إنهم أصبحوا يذكرون وقائع لم تحدث للتقليل من شأنى بسبب الغيرة والحقد على مكانتى والمجد الشديد الذى حصلت عليه ولم يحصل عليه أحد من قبلى أو من بعدى بسبب الإخلاص فى العمل. كيف بدأت مسيرة الكتابة للتليفزيون ثم السينما؟ - نتيجة التردد على التليفزيون، وتعلم الكتابة التليفزيونية، قررنا أن نقدم أعمالنا هناك، وبالفعل كان أول مسلسل هو (قلب امرأة) الذى كتبت له السيناريو عن قصة «محمود تيمور»، وكان من إخراج «محمد فاضل»، وبعدها بشهر قدمت مسلسل (النفس المدمرة) عن قصة ل«يوسف السباعى». وبعد أن تأكد «صلاح أبوسيف» من قدرتنا على كتابة السيناريو بدأ يكلفنا بكتابة أعمال سينمائية، وكان فيلم (وداعا أيها الليل)، أول أعمالى السينمائية، و كان بطولة «شكرى سرحان» و«ناهد شريف»، وإخراج «حسن رضا» واستمرت أعمالى بعد ذلك، إلى أن جاء «سعد الدين وهبة» خلفا ل«صلاح أبو سيف»، الذى اتهمنا بالولاء ل«صلاح أبوسيف»، وأوقف كتابتنا للشركة، وكان هدفه هو الانتقام لأننا عندما كنا فى قسم القراءة كنا نرفض أعماله السينمائية لأنه لا يجيد كتابة السيناريو، فركزنا فى الكتابة التليفزيونية لفترة قبل العودة للسينما. عملت فى مسيرتك مع كثير من المخرجين، أيهم كنت تفضل؟ - جميع المخرجين الذين تعاملت معهم كانوا أصدقائى، وكان «أشرف فهمى» من أوائل المخرجين الذين تعاملت معهم فى فيلم (ليل وقضبان)، ثم «على عبد الخالق»، فى فيلم (أغنية على الممر)، ثم تعاونت مع كل المخرجين الذين كانوا موجودين وقتها. لكن «أشرف فهمى» هو أكثر مخرج جمعت بيننا كيمياء خاصة فهو كان صديقًا وقريبًا من تفكيرى،وكنا نتفق بسهولة على كل الأمور. هل ندمت على كتابة أحد الأعمال، أو العمل مع أحد المخرجين؟ - لم أندم على أى عمل قدَّمته، لأننى لا أقدم سوى ما أقتنع به، لكننى ندمت على العمل مع المخرج «عاطف سالم» لأنه كان يقوم بالوقيعة بينى وبين زملائى باختلاق وقائع كاذبة، فتعاونا فى فيلم واحد، وقررت ألا أتعامل معه ثانية، المخرج الثانى الذى ندمت على العمل معه هو «حسام الدين مصطفى» بسبب الفارق الكبير بيننا فى الفكر والثقافة والمستوى الفنى. كيف كانت العلاقة بينك ككاتب للسيناريو وبين المخرج، هل تسمح له بالتدخل فى السيناريو الأصلى لأنه هو المسئول النهائى عن العمل؟ - طيلة سنوات عملى لم أنس نصيحة «صلاح أبو سيف» الذى قال لنا إن «المخرج والسيناريست لازم يتجوزوا بعض»، وهناك طريقتان فى التعامل، الأولى أن السيناريست يكتب السيناريو منفردا ثم يقدمه للمخرج كاملا، أما الطريقة الثانية وهى التى أفضلها، هى التكامل والتوحد، حيث نختار الموضوع سويًا، ونتناقش لمدة طويلة، ونصل لنتيجة نرضى عنها ووقتها أبدأ الكتابة ولو المخرج لديه أي ملاحظات نتناقش فيها وأعتقد أن هذا التكامل هو أساس العمل الناجح. يصنف البعض الكثير من أعمالك بأنها تجارية، هل توافق على هذا التصنيف؟ - أنا قدمت للسينما 105 أفلام، منها 80 مثلت مصر فى مهرجانات مصرية وعربية وعالمية، وأنا من المؤمنين بأن الفيلم لا بُدّ أن يحقق جماهيرية، وينجح فى تحقيق إيرادات حتى تستمر الصناعة، وقد تمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة وهى عمل أفلام جماهيرية وفى الوقت نفسه مستواها الفنى عالٍ،لأننى لا أؤمن بالتقسيم الدارج بين الأفلام الفنية أو أفلام المهرجانات من جهة والأفلام التجارية من جهة أخرى، ومن يقولون على أنفسهم أنهم يقدمون أفلامًا فنية هم فى الحقيقة عاجزون عن تقديم أفلام جماهيرية لأن السينما فى الأساس هى فن المتعة والتعلُّم، إذا لم تستطع إمتاع المشاهد حتى وأنت تعرض قضية خطيرة فأنت فاشل، فصناع الفيلم لا بُد أن يكون فى ذهنهم الجمهور وليس النقاد فقط. كيف كانت علاقتك بالنجوم الذين عملوا فى أفلامك، هل كنت تسمح لهم بالتدخل فى السيناريو؟ - أنا معروف عنى أننى لا أسمح بتدخل أى نجم ولا أقبل تعديلات فى النسخة النهائية، بعد انتهاء المناقشات، وجميعهم كانوا ملتزمين بذلك، فيما عدا مرة واحدة فقط فى مسلسل (قاتل بلا أجر)، حيث حاول «فاروق الفيشاوى» إضافة بعض المشاهد لأحد أصدقائه، ولكننى رفضت بشدة، ف«فاروق» صديقى ولكننى لا أقبل التدخُّل فى عملى. ولكن فى فيلم (حتى لا يطير الدخان) اعترض «عادل إمام» على النهاية الأصلية، وقمت بكتابة أكثر من نهاية؟ - كان ذلك قبل كتابة النسخة النهائية، حيث كان قلقًا من وفاة البطل فى نهاية الفيلم، فقلت له إننى لأول مرة سأكتب ثلاث نهايات مناسبة حتى يختار منها، إلا أنه اختار النهاية الأصلية. أيضًا فى مسلسل (لن أعيش فى جلباب أبي) غيرت فى أحداث الرواية حتى يكون «نور الشريف» هو بطل المسلسل؟ - طلبت منى «ناهد فريد شوقى» تحويل الرواية إلى مسلسل، ولكن الرواية لم تعجبنى فطلبت منى المحاولة، وهى بنت صديقى «فريد شوقى» الذى أعلم أنه سيطلب منى كتابتها، فكتبت ملخصًا للرواية نفسها، وكان «محمود عبد العزيز» هو المرشح الأول لبطولة المسلسل، لكنه كان مشغولا بأعمال أخرى، وقررنا إسناذ الدور ل«نور الشريف»، وعندما أرسلوا له الملخص، اتصل بى وقال إنه لا يجد نفسه فى المسلسل، فطلبت منه أسبوعًا واحدًا، وقررت أن أنسى هذه الرواية وأكتب المسلسل عن رجل عصامى بدأ من الصفر، وحقق نجاحًا رغم أنه غير متعلم ولكن عقله أكبر من كثير من المتعلمين، وكتبت الملخص وحلقتين وأرسلتهما إلى «نور الشريف» فأعجبه بشدة، وقد حقق المسلسل نجاحًا كبيرًا. إلا أن أنجح مسلسل فى تاريخ الدراما المصرية والعالمية هو (عائلة الحاج متولى) حيث عرض 300 مرة، وحقق إيرادات 34 مليون دولار حتى الآن. أكدت فى أكثر من لقاء أنك لا ترى أن «أحمد زكى» هو أفضل ممثلى جيله فمن هو الأفضل برأيك؟ أنا أرى أن «محمود ياسين» كان الأفضل وقد عملت معه 22 فيلمًا، وأدركت حجم موهبته وحضوره، وكان «محمود عبدالعزيز» أكثر الممثلين امتلاكًا لخفة الظل وعملت معه 9 أفلام، ثم يأتى بعدهما «نور الشريف» فهو يمتلك كثيرًا من المقومات مثل الموهبة والثقافة، لذلك أنا أرى ترتيبهم كان يبدأ ب«محمود ياسين» و«محمود عبدالعزيز» ثم «نور الشريف» ثم «أحمد زكى»، وهذا كان أيضا ترتيب شباك التذاكر، أما «عادل إمام» فهو فى منطقة مختلفة وخاصة جدا، وأرى أنه ليس كوميديان فقط بل لديه إمكانيات كبيرة ظهرت فى عدد من الأفلام منها (حتى لا يطير الدخان).. ورغم موهبة «أحمد زكى» الكبيرة، فإنه كان ينقصه حب الناس والجاذبية، وأنا أذكر أننا عندما كنا نقوم بالتحضير لفيلم (دانتيلا) الذى يدور حول شخص تقع فى حبه صديقتان وتتنافسان عليه، كان «أحمد زكى» يريد تقديم الشخصية لكننى قلت ل«إيناس الدغيدى» مخرجة الفيلم إنه صديقنا لكنه لا يصلح للفيلم، لأنه لا يمتلك الجاذبية، ولو سار فى الشارع كشخص عادى وليس نجمًا لن تنجذب إليه النساء، واقتنعت «إيناس» بوجهة نظرى، وقالت لى عندك حق ولكنه سيغضب، قلت لها المهم مصلحة الفيلم، وبالفعل غضب منى فترة طويلة ولكننا تصالحنا بعد ذلك وقلت له أننى أعمل لمصلحته فى الأدوار التى تناسبه، وقد كتبت خمسة أفلام قام ببطولتها. هل كنت ترى أن «محمد رمضان» مناسب لأداء شخصية «أحمد زكى»؟ «محمد رمضان» نظر فى المرآة فوجد لونه أسمر قتوهم أنه «أحمد زكى»، وأنا رأيى أن «رمضان» يمتلك كاريزما لكنه لا يوظفها بشكل صحيح، وهناك فرق بين التقليد والتمثيل، فأنا على سبيل المثال لم أرض عن أداء «أحمد زكى» لشخصيتى «ناصر» و«السادات» لأنه وقع فى فخ التقليد. قلت أن حياة «أحمد زكى» لا تصلح لعمل مسلسل درامى،فى حين أنك تكتب مسلسلًا عن «محمد فوزى»؟ - حياة «محمد فوزى» كلها دراما من منذ كان عمره 8 سنوات، حيث كانت والدته تقوم بضربه عندما يغنى، فهو من بيئة فلاحين أثرياء، اعتبروا الفن «مسخرة»، ثم هرب «محمد فوزى» إلى القاهرة، ومر بمصاعب عدة وتزوج من امرأة وأنجب منها بنتًا توفيت، إضافة لعلاقته بأخته «هدى سلطان» التى قاطعها فترة بسبب اتجاهها للفن، ثم كانت الطامة الكبرى بتأميم شركته. من هو الممثل الذى ترشحه لأداء الدور؟ - رشحت فى البداية «تامر حسنى» لكنه قال أنه مشغول بعدة أعمال فى الفترة القادمة، وهناك عدة بدائل منهم «آسر ياسين» و«رامى جمال» و«مصطفى قمر». رغم إيمانك بموهبة «عادل إمام»، لماذا لم تقدم معه أعمالا أخرى بعد (حتى لا يطير الدخان)؟ - بسب «نادية الجندى» و«نبيلة عبيد»، فكنت كأننى متزوج الاثنتين فنيا، إذا قدمت فيلما لإحداهما ونجح تبدأ الأخرى فى الإلحاح علىّ لكتابة عمل لها، فكنت معظم الوقت مشغولًا بالكتابة لهما، رغم أننى كنت أعلم أن الكتابة ل«عادل إمام» مربحة أكثر، لكن «نبيلة» و«نادية» كانتا من أصدقائى، رغم أنهما كانتا على خلاف دائم، وعندما كتبت مسلسل (ريا وسكينة)، كان يجب أن تكونا بطلتى المسلسل، ورغم إعجابهما الشديد بالمسلسل، فإن كلتيهما رفضتا العمل معا. ولكنهما وافقتا على العمل معا مؤخرا فى مسلسل (سكر زيادة)؟ وافقتا على العمل معا بعد تغير الظروف، وقد كان مسلسلًا ضعيفًا جدا ولا يناسب تاريخهما ولا تاريخ «سميحة أيوب». بمناسبة الحديث عن «نادية الجندى» و«نبيلة عبيد»، يرى كثيرون أنك كنت تقوم بتفصيل الأعمال لهما؟ لا يوجد شيء اسمه تفصيل، ولكن كتابة أعمال مناسبة للممثلين موجود فى كل العالم، فقد كانت هناك أعمال تكتب خصيصا ل «نجيب الريحانى» وغيره، فالعبرة فى النهاية بجودة العمل الفنى، وكما كان لأعمالى دور كبير فى نجومية «نبيلة عبيد» و«نادية الجندى» وإنقاذهما من أعمال سيئة، ساهمت أيضا فى نجومية العديد من النجوم والنجمات مثل «غادة عبد الرازق» التى كان أجرها فى أول عمل معى سبعة آلاف جنيه، ثم وصل أجرها بسبب أعمالى إلى 11 مليون جنيه، وهى أيضا من النوع الذى ينطبق عليه مقولة «اتق شر من أحسنت إليه». لماذا ترفض إعادة تقديم فيلم (حتى لا يطير الدخان) فى مسلسل، رغم أنك بالفعل قدمت إعادة لأعمال سينمائية فى مسلسلات مثل (الباطنية) و(رد قلبي)؟ لأن فيلم (حتى لا يطير الدخان)، الذى يعرض على الشاشة ليس نفسه الموجود على الورق فما يعرض على الشاشة هو ملكى أنا وليست القصة الأصلية، وليس من حق أحد إعادة تقديمه.. وعندما قدمت (رد قلبي)، لم أُعد تقديم الفيلم فهو مختلف عن الرواية التى كتبها «يوسف السباعى»، فبطل الرواية هو الملك، ومع ذلك فالملك ليس موجودًا فى الفيلم، فقدمت الملك كشخصية رئيسية، كما وضحت دور النخبة السياسية التى كانت متحكمة فى تاريخ مصر ولم يظهروا فى الفيلم مثل «النحاس باشا» و«فؤاد باشا». لكن المسلسل تعرض لهجوم شديد وقتها؟ «هند رستم» و«مريم فخر الدين»،هما أول من هاجمتا المسلسل، لكننى أوقفتهما عند حدهما وأكدت أن «دينا» أفضل فى الدور من «هند رستم»، كما كان دفاعى عن الملك «فاروق» أحد أهم أسباب الهجوم على المسلسل. لماذا قلت أن «مصطفى شعبان» لا يصلح لبطولة مسلسل (حتى لا يطير الدخان) رغم أنك من أوائل الذين تحمسوا إليه ؟ - أنا أول من قدمت «مصطفى شعبان» فى السينما، فى دور صغير فى أحد أفلامى،ثم دور أكبر فى فيلم (فتاة من إسرائيل)، وأنا الذى رشحته لمسلسل (عائلة الحاج متولي) الذى كان انطلاقة كبرى له، لكن دور البطولة فى (حتى لا يطير الدخان) دور صعب ويحتاج لقدرات تمثيلية كبيرة غير موجودة عند «مصطفى شعبان». كانت لك تجارب مختلفة فى القطاعين العام والخاص؛ أيهما تفضل فى العمل السينمائي؟ نحن نستنجد بالقطاع العام بسبب تدهور القطاع الخاص الذى قدمنا من خلاله أعمالًا رائعة، ولا بُدّ من وجود دعم من الدولة للسينما، بداية من اختيار السيناريوهات الجيدة وعلى وزارة الثقافة أن تلعب دورها الغائب فى دعم السينما. ولماذا لا تلعب الوزارة هذا الدور برأيك؟ - لأنها أقل الوزارات ميزانية، وهذا مصدر خطورة كبير، فأى دولة لا ترقى إلا اذا دعّمت الفن. خاصة إن الإخوان رحلوا عن الحكم ولكن أفكارهم لاتزال منتشرة، ولا سبيل لمواجهة هذه الأفكار سوى بدولة مدنية راقية تهتم بالتعليم والثقافة والفنون ولابد من فصل الدين عن الفن.