يتوجه وفد أمريكى رفيع المستوى إلى السودان، الأحد، فى زيارة له تستغرق يومين، لبحث تطورات قضية «سد النهضة»، ضمن جولة إقليمية تشمل مصر وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى. ووصل الوفد الأمريكى، أمس، إلى إثيوبيا، بعد ساعات من تأكيد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن الوفد الأمريكى سيزور كلا من كينشاسا وأديس أبابا والقاهرة والخرطوم، للتواصل مع شركاء الولاياتالمتحدة بشأن القضايا المتعلقة بسد النهضة الإثيوبى. ونقلت قناة «الحرة» الأمريكية عن المتحدث، الذى فضل عدم الكشف عن اسمه، قوله إن الوفد «يضم المبعوث الأمريكى الخاص إلى السودان، السفير دونالد بوث، والنائب الرئيسى لمساعد وزير الخارجية للشؤون العلمية والبيئية الدولية والمحيطات جوناثان مور ونائبه مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى كارين ساساهارا». وأضاف المتحدث أنه «من خلال بعثة تقصى الحقائق هذه نأمل أن نستمع من جميع الأطراف المهتمة بما فى ذلك الاتحاد الإفريقى حول أفضل السبل التى يمكن أن تدعمها الولاياتالمتحدة لجهودهم لإيجاد مسار بناء للمضى قدما». وتأتى هذه الزيارات فى وقت تشهد فيه قضية السد تعثرا كبيرا مع بدء العد التنازلى للموعد الذى حددته إثيوبيا للملء الثانى، وهو يوليو المقبل، فيما دعت السودان مؤخرا إلى إشراك أطراف دولية فى المحادثات (الأممالمتحدة، والولاياتالمتحدة، والاتحاد الإفريقى والاتحاد الأوروبى)، وفيما وافقت مصر على المقترح، رفضته إثيوبيا بشكل قاطع. فى أديس ابابا، استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبى ديميكى ميكونين الوفد الأمريكى، أمس، ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن ميكونين قوله إن إثيوبيا ليس لديها مصلحة فى الإضرار بدولتى المصب، مجددا رفض بلاده ضمنيا، الوساطة الدولية، عبر التأكيد على التمسك باستمرار المحادثات التى يقودها الاتحاد الإفريقى تحت رئاسة جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأضاف أن «من حق إثيوبيا القانونى والسيادى استخدام مياه النيل لأغراض التنمية بشكل عادل ومنصف»، مشيرا إلى أن 60% من مواطنى إثيوبيا يعيشون فى الظلام، «وتهدف إثيوبيا إلى تلبية احتياجات مواطنيها للكهرباء من بناء سد النهضة». من جانبه، أعرب وزير الرى السودانى، ياسر عباس، عن استغرابه من موقف إثيوبيا وحججها «غير المقنعة» لرفض الوساطة الدولية، مؤكداً أن السودان لن يقبل على الإطلاق أى ملء أحادى، لسد يهدد حياة مواطنيه ومنشآته المائية. وحذر «عباس»، أمس الأول، أديس أبابا من أى خطوة أحادية للملء الثانى لسد النهضة، تشكل تهديداً لحياة أكثر من 20 مليون سودانى على ضفاف النيل الأزرق، كما تهدد خزان «الروصيرص» وكل المنشآت على النيل، وقال: «هذا أمر غير مقبول إطلاقاً للسودان». وقال إن سد النهضة يجب ألا يكون مهدداً لأمن الإقليم، وإنما يجب أن يكون محلاً للتعاون وتبادل المنافع، وحسن الجوار. ويلوح السودان باللجوء إلى خيارات قانونية أخرى، حال استمرت أديس أبابا فى الملء الثانى لسد النهضة، من بينها الذهاب إلى مجلس الأمن الدولى أو التحكيم الدولى.
