قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن مصر حريصة على تعزيز التعاون الثنائى مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، فى إطار علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين، والدور الحيوى لتلك الشراكة فى تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط. ونقل الرئيس، خلال لقاءٍ أمس مع وزير الخزانة الأمريكية، ستيفن منوشن، بحضور عباس كامل، رئيس المخابرات العامة، والدكتور محمد معيط، وزير المالية، تحياته إلى الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، مثمنًا دوره فى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والولاياتالمتحدة فى المجالات كافة، خلال السنوات الماضية. وقال بسام راضى، المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، بما فى ذلك تطورات ملف سد النهضة، حيث أعرب الرئيس عن التقدير لجهود الولاياتالمتحدة فى تلك القضية، والانخراط الشخصى ل«منوشن» فى الجولات المتعاقبة من المفاوضات الثلاثية المكثفة التى أجريت فى واشنطن مطلع العام الماضى. وأضاف «راضى» أن الجانبين استعرضا مستجدات القضية الفلسطينية، وسبل إحياء عملية السلام، وأشار الرئيس إلى موقف مصر الثابت فى هذا الخصوص؛ بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، معربًا عن تطلع مصر لاستمرار التعاون مع الولاياتالمتحدة فى هذا الإطار، باعتبار أن القضية الفلسطينية هى جوهر قضايا الشرق الأوسط، وأن تسويتها ستغير واقع المنطقة بأسرها إلى الأفضل، وذلك من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون على المستوى الإقليمى وتقويض الإرهاب والفكر المتطرف. وأوضح «راضى» أن ذلك التقدير نابع من خبرة طويلة وواقع عاشته مصر التى كانت سباقة فى انتهاج مسار السلام فى المنطقة منذ أكثر من 4 عقود، وهو المسار الذى استشرفت من خلاله السبيل الأمثل لتسوية القضايا سياسيًا، وتحقيق الاستقرار ومن ثم الالتفات إلى البناء والتنمية من أجل صالح الشعوب والأجيال القادمة. من جانبه؛ نقل «منوشن» تحيات الرئيس الأمريكى إلى الرئيس السيسى، مؤكدًا تثمين بلاده للعلاقات الاستراتيجية مع مصر، وذلك فى ضوء الثقل السياسى الذى تتمتع به مصر فى محيطها الإقليمى، بما يساهم فى تحقيق التوازن بالمنطقة، مشيدًا فى هذا الإطار بمواقف مصر الرشيدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى دفع أطر التعاون بين البلدين ثنائيًا وإقليميًا. وأشاد وزير الخزانة الأمريكية بالموضوعية والروح الإيجابية التى أبدتها مصر خلال جلسات مفاوضات سد النهضة. وبحث الرئيس، خلال لقاءٍ آخر مع المبعوث الخاص لرئيس جمهورية غانا، السفير أنان كاتو، عددًا من موضوعات التعاون الثنائى بين مصر وغانا فى مجالى التجارة والاستثمار، وتبادل الخبرات بشأن التعامل مع تداعيات جائحة كورونا، وكذلك دور مصر فى مساندة جهود غانا فى التنمية من خلال نقل تجربتها التنموية الشاملة. وأعرب «كاتو» عن تشرفه بلقاء الرئيس، ناقلًا إليه تحيات شقيقه الرئيس الغانى، مؤكدًا على ما يربط البلدين والشعبين الشقيقين من علاقات تاريخية وممتدة، مثمنًا فى هذا الإطار محورية الدور المصرى؛ باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار والأمن والسلام فى القارة الإفريقية. وأكد الرئيس محورية العلاقات التاريخية التى تجمع بين البلدين، والمكانة الخاصة التى تتمتع بها غانا لدى الشعب المصرى، مشيرًا إلى حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع غانا، والتى تمثل نموذجًا للبناء والتعاون بين الدول الإفريقية لصالح شعوب القارة من خلال الاستغلال الأمثل للطاقات والموارد فى إفريقيا. وأعرب الرئيس عن ثقته فى المساهمات الفعالة للرئيس الغانى فى ضوء استضافة غانا مقر سكرتارية اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، الأمر الذى سيكون له مردود إيجابى على دعم التعاون الاقتصادى وتنمية التجارة البينية على مستوى القارة، حيث تم التوافق على تعزيز الجهود المشتركة فى هذا الصدد، بما يضمن عمل منطقة التجارة الحرة القارية بشكل فعال، ويزيد من خطوات الاندماج الاقتصادى والتجارى بين دول القارة.