منذ عدة سنوات، حدثت طفرة كبيرة فى كرة القدم النسائية على مستوى العالم وتحديدًا فى إفريقيا، وللأسف لم تتحقق هذه الأمنية لمنتخب مصر لكرة القدم النسائية، ليظل بعيدًا تمامًا عن التأهيل وعن كأس أمم إفريقيا لمدة 19 عامًا. ولعل طبيعة نشأة المنتخب أثّرت فى ذلك، فقد بدأت منافسات دورى كرة القدم فى النصف الثانى من التسعينيات بشكل واسع، ولم تكن هناك أندية شعبية سوى نادى الإسماعيلى الذى شارك بفريق من البنات اللاعبات، وكذلك نادى «المعادن» الحاصل على كأس مصر قبل انضمام فرق أخرى فى الأعوام التالية، مثل وادى دجلة، وقد صدر قرار وزارى تاريخى بالسفر لنيجيريا للمشاركة فى بطولة الأمم الإفريقية عام 1998، والمؤسف أن فريق الإسماعيلى تم رفعه بعد الموسم الأول. وعندما وجه الرئيس السيسى، العام الماضى، بإعادة المنتخب القومى لكرة القدم النسائية خلال فعاليات المؤتمر الوطنى للشباب، أصبحت الكرة النسائية جزءا أساسيا من توجه الدولة المصرية، وبدأ الشروع فى إحياء المنتخب من جديد، واستهل نشاطه بلعب مباراة ودية مع المنتخب اللبنانى، فاز فيها بإحراز ثلاثة أهداف، وقد عكس التنمر والتحرش باللاعبات عبر منصات التواصل الاجتماعى مدى الذكورية الكامنة والمعلنة تجاه اللعبة، رغم وجودها فى مصر مند أكثر من عشرين عاما. وقد أثيرت أقوال حول إلغاء دورى كرة القدم النسائية، وسرعان ما تم تكذيب ذلك بعد بداية الدورى، الأسبوع الماضى، ونحن نتساءل: لماذا تحظى الفرق النسائية لرياضات أخرى مثل السباحة والإسكواش والكرة الطائرة وكرة السلة بالاهتمام والرعاية والتغطية الإعلامية الهائلة من المسؤولين ومن الأندية واتحاد الكرة، بينما لا تحظى فرق كرة القدم النسائية بذلك؟ والجواب واضح، أن الرياضات السابقة لها رعاة ومعلنون، وبالتالى فهى مصدر دخل للاتحاد والأندية، والرياضة صناعة وموهبة وفن، لذلك هناك احتياج ضرورى لوجود رعاة ومعلنين أقوياء، وذلك لدعم كرة القدم النسائية، وعلى كل ناد وخاصة النوادى الشعبية، وعلى رأسها الأهلى والزمالك، أن تؤسس فرقا لكرة القدم النسائية، وفتح الباب أمام الفتيات من جميع محافظات مصر للتقدم للانضمام لهذه الفرق، والاستعانة بالفتيات المصريات اللاتى احترفن الكرة خارج مصر، مثل اللاعبة «سارة عصام»، وهى أول مصرية وعربية تحترف الكرة بالدورى الإنجليزى، و«منى عطاالله»، الحكم الدولى والمساعد الأول بالفريق، وعمل دورى للمدارس والأكاديميات، وتشجيع الفتيات على دخول مجال التحكيم وإدارة الفرق الرياضية. هناك الكثيرات الموهوبات، اللاتى يعشقن «ويتنفسن كرة»، حسب تعبير إحدى لاعبات منتخب مصر.
