توجه الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته، دونالد ترامب، من خلال الطائرة الرئاسية إلى فلوريدا مقر إقامته بعد انتهاء ولايته، وقال فى كلمة الوداع، من قاعدة أندروز المشتركة، إنه فخور بما حققه خلال ولايته، وتمنى التوفيق للإدارة الجديدة للرئيس المنتخب جو بايدن، لكن دون ذكر خليفته بالاسم، ووعد ترامب أنصاره بالعودة مجددًا للحكم، وقال: «أتمنى ألا يكون وداع البيت الأبيض لفترة طويلة.. سنعود بطريقة ما». وأعرب ترامب عن فخره كونه كان رئيسًا للولايات المتحدةالأمريكية، قائلا: «فخور بأننى كنت رئيسًا للولايات المتحدة». وهتفت الجماهير فى قاعدة أندروز: «نحن نحبك»، ليرد عليها ترامب: «ونحن نحبكم أيضًا. شكرًا لكم أيها الأنصار». وقال ترامب: «سنعود مجددًا بطريقة أو بأخرى»، وأضاف: «سأناضل دائمًا من أجلكم وأراقب كل ما يدور من حولى». وفى خطابه، سرد ترامب إنجازاته خلال فترة ولايته التى استمرت أربع سنوات بما فى ذلك بناء «أعظم اقتصاد» على الإطلاق، وتأمين اتفاقيات سلام تاريخية فى الشرق الأوسط، ودفع أعضاء الناتو على المساهمة ماليًّا، وحشد الدول للوقوف فى وجه الصين «كما لم يحدث من قبل، وعدم إدخال الجيش الأمريكى أى حروب جديدة». وقال: «لقد كانت 4 سنوات استثنائية وأشكر عائلتى على جهودها التى كانت تبذلها دون كلل أو ملل.. لم تكن إدارة عادية. أعدنا بناء الجيش الأمريكى وقدمنا أفضل العناية إلى العسكريين القدماء وأسسنا قوة فضائية عسكرية». وشدد على أن إدارته قامت بإصلاح ضريبى تاريخى، مضيفًا «آمل ألا يرفعوا الضرائب عليكم»، فى إشارة إلى إدارة بايدن. وحمل ترامب فى كلمة الوادع الأخير، الصين مجددًا مسؤولية انتشار فيروس كورونا عالميًّا، وقال: لدينا الكثير لنقوم به وأول شىء الاعتراف بحبنا واحترامنا للأسر التى تأثرت بالفيروس الصينى، مؤكدا أن إدارته قامت بجهد لتجاوز الأزمة التى أوجدتها جائحة كورونا». وذكر ترامب أيضًا أحداث اقتحام مبنى الكونجرس وقال: «إن الجميع فى الولاياتالمتحدة أصيبوا بالرعب من أعمال الشغب التى وقعت فى مبنى الكابيتول بواشنطن العاصمة فى وقت سابق من هذا الشهر». كما قال ترامب إنه سيصلى من أجل نجاح الإدارة الجديدة فى الحفاظ على أمريكا آمنة ومزدهرة، لكنه لم يذكر جو بايدن بالاسم. وتابع: «لم تكن أجندتنا تتعلق باليمين أو اليسار، ولم تكن تتعلق بجمهورى أو ديمقراطى، بل تتعلق بصالح أمة، وهذا يعنى الأمة بأكملها»، مشيرا إلى أن إدارته «أعادت القوة الأمريكية فى الداخل، والقيادة الأمريكية فى الخارج، وبنت أعظم اقتصاد فى تاريخ العالم». وتفاخر ترامب بالانسحاب الأمريكى من عدد من الاتفاقات الدولية، قائلا: «استعدنا سيادتنا بالوقوف إلى جانب أمريكا فى الأممالمتحدة والانسحاب من الصفقات العالمية الأحادية الجانب التى لم تخدم مصالحنا أبدًا، ودول الناتو تدفع الآن مئات المليارات من الدولارات أكثر مما كانت عليه عندما وصلت». أما عن آخر قراراته التى اتخذها أمس، فتضمنت العفو عن المستشار السابق للبيت الأبيض، ستيف بانون، ضمن قرارات عفو شملت 73 شخصًا وتخفيف أحكام آخرين أصدرها فى الساعات الأخيرة له فى السلطة، لكنها لا تشمل الرئيس المنتهية ولايته وأفراد أسرته ومحاميه رودى جوليانى. كما أصدر ترامب قرارا بالعفو عن إليوت برويدى الذى كان فى السابق أحد أبرز جامعى التبرعات فى حملته. كما أمر ترامب برفع السرية عن ملف تحرى مكتب التحقيقات الفيدرالى بشأن «التدخل الروسى» المزعوم فى انتخابات 2016. وقال ترامب فى مذكرة له: «تم إجراء بعض التنقيحات على الوثائق من أجل السماح بالكشف عنها علنًا». وكان توصل تحقيق قاده المدعى الخاص روبرت موللر إلى استنتاج أكد «عدم دخول روسيا وحملة ترامب فى أى تآمر خلال فترة انتخابات 2016»، إلا أنه لم يدحض المزاعم حول محاولات السلطات الروسية التأثير على سير الانتخابات الرئاسية والتشريعية فى الولاياتالمتحدة، وهو ما نفته موسكو مرارًا.