نشكر ربنا

سُئل ملك القلوب العالمى الدكتور مجدى يعقوب من قِبل كبير المحاورين فى الوطن العربى الكاتب مفيد فوزى فى أحد أهم الانفرادات الصحفية بجريدة «المصرى اليوم» عن الذى يُمرض القلب فيختل نظامه وتتصارع دقاته أو تتباطأ نبضاته، وعنها يفقد الوعى والاتجاه والسبيل، فقال بالحرف الواحد «بخلاف المسببات البدنية من أعراض سمنة مفرطة وضغط عال وعيوب خلقية، وما إلى ذلك، لكن أصعبهم هو الشعور بالحزن، مع الأسف معظم المرضى الذين يعانون من مشاكل فى القلب على اختلاف أنواعها وأعراضها وتتطوراتها بيكون السبب الرئيسى لحدوثها هو الزعل، الزعل بيوجع القلب وقادر على أنه يضعف أجزاء كثيرة منه، كسرة القلب وجُرح القلب كفيلة بإضعاف عضلة القلب، وقد تقضى على الإنسان إذا حدثت مضاعفات قبل رجوع العضلة إلى وضعها الطبيعى، إذن الزعل والحزن وكسرة القلب بالفعل بيّموت ومش مجرد شعور إنسانى، ولازم تحذروا منه، الحزن زى المسدس اللى بتوجهه لنفسك وطلقاته تصيبك أنت ولا تصيب مَن أحزنك».
ومعنى الكلام أن الدموع على المخدة بالليل مش دلع، والانعزال فى غرفة مغلقة من الاكتئاب مش رفاهية، وضيق الخلق والإرهاق مش تمثيل، الحزن والزعل والقهرة فعلاً بينهى الحياة. هذا كلام ملك القلوب وطبيبها الأمين وهو ليس مجرد كلام مُرسل وإنما مجموعة حقائق علمية تم اختبارها على حالات فخرجت نتائجها على هذا النحو من الألم وضرورة الحذر الشديد، وعلينا أن نراجع أنفسنا بفهم وإدراك وضمير حى ومش عيب نتراجع ونتصافى لأن حسرة القلب وكسرة النفس ووجع الروح مميت وفى بنى آدمين حواليا أضعف من أنها تحتمل الخسارة النفسية فارحموا مَن فى الأرض يرحمكم مَن فى السماء وبدل الحزن افرحوا، مش لازم يكون فيه إنجاز مهنى أو مكسب مادى أو تقدير اجتماعى عشان نفرح، مش ضرورى يكون فيه عامل خارجى مسبب للفرح أو داعم له، الفرحة بتتولد مع نور نهار جديد كتبه ربنا فى سجل حياتنا، مع فرصة تانية لحياة أفضل، افرحوا أول ما تفتحوا عيونكم لشمس النهارده واشكروا ربنا إن الصورة واضحة، فى ناس محرومة من نعمة البصر، افرحوا أول ما تسمعوا صوت صديق جاى من بعد غيبة واشكروا ربنا على نعمة الإرسال والاستقبال الربانى، فى ناس بتتعامل مع الدنيا بالإشارة، افرحوا وانتوا بتاكلوا اللى على هواكم واشكروا ربنا على نعمة العطاء والستر.
فى ناس محرومة من لقمة العيش، افرحوا وانتو بتجروا علشان تلحقوا معاد مهم واشكروا ربنا على نعمة الصحة والعافية، فى ناس على سرير المرض من سنين ما بتتحركش افرحوا وانتوا نازلين المدرسة أو الجامعة أو المعهد واشكروا ربنا على نعمة العَلام، فى ناس محرومة من مصاريف التعليم افرحوا لما أولياء أموركم والقرايب والمعارف يسألوا عنكم ويتابعوا تحركاتكم، واشكروا ربنا على نعمة لمة العيلة، فى ناس لا عندها مأوى يضمها ولا حضن يحتويها، افرحوا لما التجارب الصعبة تزيد والدنيا تضيق، واشكروا ربنا على نعمة النجاة والسلام، فى ناس هايصة صحيح لكن ربنا بعيد أوى عنهم، لا بيفتكرهم ولا قابل صلاتهم، افرحوا فى الأيام العادية، الأيام اللى بدون أحداث وتفاصيل كتير واشكروا ربنا إنها أيام عادية هادية من غير مفاجآت أو صدمات، لأن فى لحظة ممكن يتقلب كل شىء، نتيجة تحاليل، مكالمة تليفون، قرار غلط، اللحظات دى كفيلة إنها تشقلب كل الترتيبات ولا هينفع معاها قوة ولا علم ولا فلوس، تصوروا أن اليوم العادى زمان كان (ممل وخنيق)، إنما حالياً اليوم العادى الهادى أصبح نعمة وبركة من عند ربنا إنه مر بسلام وأمان.