أ.د. منى الجنزورى تكتب: «اللقاح» يحمى أطفالنا من «متلازمة كورونا»

فى البداية يجب أن نطمئن الأمهات بأن ظهور أى أعراض لمتلازمة كورونا على أطفالهن، بعد شفائهم من الفيروس نفسه، يمكن علاجها بنسبة شفاء عالية جدًّا، بشرط بدء العلاج مبكرًا، ولكن الأهم هو إسراع الأمهات والآباء بتلقى تطعيمات كورونا المتوفرة حاليًا فى مصر، من بينها اللقاح الصينى، لأن هذا اللقاح ممنوع عن الأطفال، وبالتالى يجب حمايتهم من الإصابة عن طريق أقرب الناس إليهم وهم الآباء والأمهات، فهذا التطعيم متاح لمن هم فوق سن 40 عامًا، أو من يعانى من الأمراض المزمنة مثل السكرى والسرطان والفشل الكلوى، أو السدة الرئوية، فهو يمنع من دخول المستشفى بنسبة 95% ويقلل خطورة المرض والوفاة.
وجميعنا يعرف أن الفيروس يصيب كل الأعمار، ولكن الخطورة تختلف حسب السن والحالة الصحية للفرد قبل الإصابة، وقد يظهر المرض فى صورة برد وحرارة بسيطة، وتظل الأعراض الأكثر شيوعًا هى الكحة الجافة، وفقدان حاستى التذوق والشم الذى يعد العرض الأشهر والأهم لأنه لا يحدث إلا فى حالة الإصابة بكورونا فقط، وقد يتطور المرض ليصبح شديد الأعراض مثل صعوبة فى التنفس وعدم القدرة على الكلام والنهجان، وضغط الدم، وألم فى الصدر، وقد تم تشخيص مرض جديد وشديد الخطورة يحدث من سن 4 سنوات إلى 15 سنة، ومتوسط سن 10 سنوات وهوMIS-c، أو متلازمة الالتهاب المناعى فى الأطفال والذى يحدث بعد تعرض الطفل لشخص مريض، ويظهر المرض على الطفل بصورة بسيطة تحت الإكلينيكية، ثم بعد أسبوعين إلى 3 أسابيع، تظهر الأعراض فى صورة احمرار بالعين بدون إفرازات، وحرارة شديدة جدًّا غير قابلة للعلاج والمخفضات بسهولة، ووجع فى البطن، وطفح جلدى ويكون أكثر فى اليدين والقدمين، بلون أحمر فاتح، مع تضخم فى الغدد الليمفاوية تحت الفك.
تكمن خطورة المرض فى أن الأطفال يصابون بهبوط بضغط الدم، ويتم علاج المصابين به فى الرعاية المركزة، وقد تصل نسبة الشفاء إلى 100%، إذا عولج الطفل مبكرا خلال 3 أيام من ظهور الحرارة، ومع العلاج بالأجسام المضادة lvlg والكورتيزون والمتابعة الدقيقة يتم الشفاء، بخلاف خطورته فى إصابة جميع أجزاء الجسم، وخصوصًا القلب، فهو يصيب عضلة وصمامات القلب، ويسبب خللًا فى كهرباء القلب.
ويظهر هذا المرض نتيجة لتهيج مناعى ضد الفيروس، وقد تم تشخيص نحو 100 حالة فى الموجتين الأولى والثانية، من بينها حالات نادرة، تعد فى طب الأطفال شديدة الخطورة.
ويظل سؤال الأمهات الدائم لنا كأطباء أطفال، هو: هل يقى الأكل من الإصابة بفيروس كورونا المستجد؟ بالتأكيد لم تثبت الدراسات أنه يوجد نوع محدد يقى من هذا المرض، ولكن يجب الإكثار من الخضروات والفاكهة المعززة لجهاز المناعة، لمحاربة الفيروسات والميكروبات بشكل عام، وتناول الليمون والثوم واللبن والمكسرات واللحوم الحمراء بكميات قليلة مع تقليل الدهون، مع منع أى زيت أو سمن مهدرج فى طهى الطعام.
* رئيس أقسام الأطفال جامعة عين شمس