"الذئبة الحمراء" هو مرض ناتج عن حدوث خلل مناعي، حيث يتمرد الجهاز المناعي، فيهاجم خلايا وأنسجة الجسم، بكل قوة، بدلا من الدفاع عنها ويصيب هذا المرض "خمسة" في كل مليون طفل سنويًا. ولمعرفة أعراض هذا المرض الخطير وكيفية علاجه، يقول دكتور مصطفى وهمان محمد، دكتور الأطفال بمستشفى أطفال مصر للتأمين الصحي: إن بداية ظهور أعراض المرض نادرًا ما تكون قبل سن الخامسة، وغير شائعة قبل البلوغ، وتعتبر السيدات في سن الخصوبة من 15 إلى 45 سنة، هن الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وتكون نسبة الإصابة بين السيدات، بالمقارنة مع الرجال نحو 1:9، وإنه حتى الآن لم يتم اتهام، سبب معين أو حدث بعينه، لحُدوث هذا المرض، ولكن أشارت بعض الدراسات، مؤخرًا إلى أن العوامل الوراثية والبيئية كالأشعة فوق البنفسجية، والتعرض لبعض الفيروسات قد تكون سببًا لحدوث هذا المرض، كذلك وجد أن بعض الأدوية لها علاقة بالإصابة، إضافة إلى العوامل الوراثية، ممثلة في الجينات تلعب دورًا واضح أيضًا في الإصابة، حيث وُجِد أن أقارب المصابين لديهم احتمال أكبر للإصابة. أعراض مرض الذئبة الحمراء يوضح دكتور "وهمان" أن المرض يستهدف معظم أجهزة الجسم، وبالتالي تختلف الأعراض باختلاف الجهاز المصاب، ويتفاوت المرض ما بين فترات من النشاط، حيث تظهر الأعراض واضحة وفترات أخرى تكون كأمنة، فليس من الضروري أن تحدث جميع هذه الأعراض جملة لأن شدة المرض تختلف من شخص لآخر، فقد تظهر الأعراض في صورة حرارة مزمنة مجهولة السبب أو فترات من ألم المفاصل والعضلات والحساسية المفرطة للضوء أو احمرار في الوجه يأخذ شكل فراشة مع ملاحظة أن أهم الأعضاء في أجسادنا وأخطرها في حالة مهاجمة المرض لها، هي الدماغ، الكبد والكلى، كما يحدث غالبًا نقص في جميع خلايا الدم، والذي يؤدي إلى زيادة خطر الالتهابات، أما في حال وصول الالتهاب إلى الدماغ، فقد تحدث للمريض نوبات من التشنج أو الإغماءات، فقدان الشعر يعد من الأعراض السائدة مع المرض أيضًا. مشيرًا إلى أن المرضى، ممن لديهم أعراض بسيطة، لا يحتاجون إلى العلاج، ولكن المتابعة مهمة، حيث توجد فترات نشاط للمرض، وهنا يصف الأطباء أدوية مضادة للالتهابات، حتى يعود المرض للكمون مرة أخرى، فبعض الحالات تستدعي العلاج بالكورتيزون، كذلك يستخدم أحيانًا علاج آزاثيوبيرين "كابح المناعة". أعراض المرض عند الأطفال يشير دكتور "وهمان" إلى أن أعراض مرض "الذئبة الحمراء" يختلف من شخص لآخر، وبالتالى فلا يتشابه المرض عند الأطفال المصابين، ولكن تظهر الأعراض السابق ذكرها، على فترات مختلفة، سواءً عند بداية ظهور الأعراض أو بعد فترة من بداية المرض، ولا توجد علاجات سحرية لمرضى "الذئبة الحمراء"، وقد يسمع المريض عن علاجات غير تقليدية عديدة، إلا أنه يجب التفكير جيدًا في مثل هذه النصائح الغير طبية وتأثيراتها الجانبية إلا أنه ينصح دائمًا، بأن يأخذ الطفل التطعيمات المقررة له في أوقاتها، إلا أن هناك بعض الاستثناءت، مثل الأطفال الذين يشمل علاجهم الأدوية المثبتة للجهاز المناعى أو الكورتيزون، ولا يجب أن يأخذوا أية تطعيمات تحتوى على فيروسات حية مضعفة مثل تطعيمات الحصبة، التهاب الغدة النكفية، الحصبة الألمانى، شلل الأطفال، والجديرى المائى. كما يجب ألا يُعطى تطعيم شلل الأطفال الذي يؤخذ عن طريق الفم لأى من أفراد عائلة المريض والذين يعيشون معه في البيت. أهم الفحوصات التى يجب القيام بها. - تحليل دم للكشف عن الأجسام المضادة لنواة خلايا الجسم antinuclear antibodies - ANA. - تحليل دم للكشف عن أجسام مضادة للسائل الخلوي anticytoplasmic antibodies. - عدد كرات الدم البيضاء والحمراء، والصفائح الدموية، والتي تنخفض في حالات الإصابة بالذئبة. - تحليل "بول" للكشف عن وجود بروتين بالبول proteinuria، وكرات دم حمراء، وخلايا صديدية التشخيص تحاليل الدم " Renal Function TEST ،C-RP TEST، R. Factor TEST"
- الرسم الكهربي للقلب ECG والأشعة التلفزيونية للقلب "الأيكو". - الأشعة المقطعية للصدر والبطن. - أخذ عينات من العقد الليمفاوية المتورمة. - أخذ عنيات من السوائل المتجمعة حول القلب والرئتين وتحليلها. هذا ويتم تشخيص المرض عن طريق الأعراض والعلامات والفحوص الطبية، وتوجد معايير لدى الأطباء لتشخيص المرض، وهي معايير سريرية ومعملية "clinical and serologic criteria". خطورة مرض "الذئبة الحمراء" على السيدة الحامل وصحة الحمل يؤكد دكتور "مصطفى" أن المرض قد يظهر لأول مرة خلال الحمل، وقد ينشط المرض أثناء الحمل أو الفترة التي تلي الولادة، لذلك تنصح مريضة الذئبة أن تتجنب الحمل أثناء نشاط المرض، وأن لا يتم الحمل إلا بعد فترة من هدوء المرض، بشرط أن تخضع للمتابعة الدقيقة أثناء الحمل. وفي حالة حدوث حمل خلال نشاط المرض، ترتفع الخطورة على الأم والجنين معا، وهو ما قد يؤدي إلى الإجهاض، ومن جهة أخرى هناك أجسام مناعية قد تنتقل من الأم إلى الجنين عبر المشيمة، والتي قد تتسبب في بعض المشاكل الصحية للطفل عند الولادة، مثل الطفح الجلدي،ويزول مع الوقت في معظم الحالات، ومشاكل صحية أخرى قد تستمر لدى الطفل، مثل اضطراب نبضات القلب أو الأنيميا، إلا أن ذلك يحصل في حالات قليلة جدًا. فترة العلاج والنقاهة لا يتم إيقاف العلاج في الفترة الأولى أو السنوات الأولى، ولكن يمكن بعد ذلك التقليل من العلاج حتى الحد الأدنى لجرعة الكورتيزون، ويستمر عليه المريض فترة طويلة، حيث تستمر "الذئبة الحمراء" لسنوات طويلة، تمر خلالها بفترات من النشاط والكمون، ومن الصعب التنبؤ بالطريق الذي سيسلكه المرض، حيث إنه من الممكن أن ينشط المرض أي وقت، وبدون أية مسببات ملحوظة، كما أنه قد يحدث تراجع تلقائى لنشاط المرض ولذلك يصعب الإجابة عن ماهية الفترة التي سيستمر فيها نشاط المرض أو كمونه، ويجب الحذر من إيقاف العلاج دون الرجوع للطبيب المختص، وذلك لارتفاع احتمالية حدوث انتكاسه مره أخرى، وبصوره أكثر فتكًا.
الطب الشعبي ومدى فاعليته في علاج "الذئبة" لا توجد علاجات سحرية لمرضى الذئبة، وللأسف الشديد يأتينا كثير من الأمهات على أمل العلاج بتلك الوصفات. لذلك إذا رغب المريض في تجربة أية علاجات غير تقليدية عليه، أولًا استشارة الطبيب، لأن المشكلة تكمن في اعتماد المرضى على تلك العلاجات غير التقليدية، والتوقف عن تناول الأدوية الطبية الأخرى، وعندما نحتاج دواء مثل "الكورتيزون"، للسيطرة على المرض، يكون من الخطورة إيقافه، خاصة إذا كان المرض لا يزال نشطًا. تأثير "الذئبة" على حياة الطفل الأسرية أو الدراسية بمجرد أن يتلقى الطفل المصاب علاجه، يستطيع أن يحيا حياة طبيعية، إلا إنه ينصح بأن يتفادى التعرض المباشر لأشعة الشمس، حيث إنها قد تؤدي إلى نشاط المرض، وذلك يشمل تفادى الذهاب إلى الشاطئ في الصباح أو الجلوس في الشمس عند حمام السباحة، ولامانع من ذهاب الطفل إلى المدرسة، ولكن لا يُلام الطفل على سوء نتائجه، لأنه يكون فاقد للتركيز بشدة أثناء فترة نشاط المرض، ما يؤدي أحيانًا إلى انقطاع مداومته في الدراسة. قائمة الأطعمة المباحة والممنوعة للمريض ؟ بالنسبة للطعام فلا يوجد أطعمة تمنع حدوث المرض، ولكن هناك أطعمة مفضلة تحتوي على كميات كبيره نسبيًا من فيتامين "د" أو الكالسيوم، لمنع مضاعفات المرض والعلاج، مع ملاحظة أن عظام الأطفال المصابة بمرض "الذئبة الحمراء"، عرضة للإصابة بالالتهابات الميكروبية، ولذا فمن الضروري أن يأخذ الطفل التطعيمات المقررة له في أوقاتها إلا في بعض الاستثناءت مثل: الأطفال الذين يشمل علاجهم الأدوية المثبتة للجهاز المناعى أو الكورتيزون، لا يجب أن يأخذوا أية تطعيمات تحتوى على فيروسات حية مضعفة مثل تطعيمات الحصبة، التهاب الغدة النكفية، الحصبة الألمانى، شلل الأطفال والجديرى المائى. ويجب ألا يعطى تطعيم شلل الأطفال الذي يؤخذ عن طريق الفم لأى من أفراد عائلة المريض، والذين يعيشون معه في البيت. فاعلية علاج "Benlysta" ويؤكد دكتور "مصطفى وهمان" أن الكثيرون تحدثوا عن ظهور علاج جديد يسمى "Benlysta"، العقار الجديد يتحكم فى الاستجابة المناعية ما بين خلايا المسئولة عن المناعة "T&B lymphocytes"، الجدير بالذكر، أن دواء "Benlysta"، لا يوقف الاتصال تمامًا بين النوعين من الخلايا، ولكنه يقلل من النشاط الزائد بالجهاز المناعي للجسم، وبهذا يصبح قادرًا على محاربة العدوى، بل ويجعل الجهاز المناعي مؤثرًا في مواجهة المرض، وقد تم تدعيم هذا الدواء الجديد بدراستين كبيرتين، وضعتا العام الماضي، حول فاعلية الدواء، ورغم تحفظ "إدارة الغذاء والدواء"، على هذا العلاج؛ بسبب مدى أمانه وارتباطه بالإصابة بالاكتئاب، بل وارتكاب جريمة الانتحار، إلا أن اللجنة الاستشارية فحصت بيانات السلامة، وأقرت الدواء.