«عطية» للمحامين الجدد: أنتم أمام تحدٍ كبير والمحامي يحلق خارج السرب

عقدت نقابة المحامين، اليوم، رابع جلسات حلف اليمين القانونية للمحامين الجدد، لشهر مارس الحالي، برئاسة رجائي عطية، نقيب المحامين وحضور الأمين العام للنقابة الأستاذ حسين الجمال، وعقدت الجلسة لنقابات: «المنوفية – شمال الدقهلية – جنوب الدقهلية – طنطا – كفر الشيخ – بورسعيد»، بقاعة اتحاد عمال مصر، وتعقد الجلستين المتبقيتين يومي 13 و15 مارس الجاري.
وقال نقيب المحامين إن المحامي يحلق خارج السرب ويجب أن يكون معتدًا بنفسه، كما أن المحاماة علم بالقانون، وخلق وعلم بالمعارف في شتى بحورها، ومن يقرأ كتابي رسالة المحاماة سيجد أنني متشبع بهذا كله وراغب في نقله للأجيال، وأن هذا الحديث ليس انحيازًا لأنفسنا وإنما هو واقع وحقيقة.
وأضاف «عطية»: «كما يجب أن نتوافق أن المحامي الذي نقصده، والمحامية التي نقصدها بهذا الوصف هم من يرتفعون إلى مقام وجلال المحاماة، أما إن بقي ساكنًا لا يحركه الشوق إلى المعرفة، وزيادة في محصولها، فسوف يبقى بعيدًا في الواقع عن المحاماة، ولا يملك منها إلا الاسم فقط، وشتان بين أن تكون حامل اسم، وبين أن تكون حامل قدرة، فحينما نقول دائمًا على أحمد الخواجة -رحمه الله- إنه نقيب النقباء، فأناس كثر يؤخذونها بشكل سطحي لأنه كان نقيبًا مدة طويلة، وأتيح لي أن أتصادق وإياه ويفصلنا في التخرج والسن عشر سنوات وإلى آخر يوم في حياتي أوقره وأبجله، وسأقول لكم لماذا كان عظيمًا وستنقضي السنون والأعوام دون أن تهتز مكانته، لأنه كان محاميًا بمعنى الكلمة، وجدته حاضرًا في القانون المدني، حاضرًا في قانون المرافعات، حاضرًا في القضايا الجنائية وما يتعلق بها من قانون عقوبات، وإجراءات جنائية، واستنباط وحجه».
وتابع: «ما ذكرت شيئًا قط في الشعر، إلا وجدت لديه رصيدا كبيرا في الشعر، وما طرحت شيئًا في القرآن الكريم، إلا وجدته أسبق مني، وما تحدثت في النحو والصرف إلى ووجدته حاضرًا في كل ذلك، وهو حضور يتبين في مرافعاته ومحادثاته، فمجموعة المواهب التي توفرت في أحمد الخواجة، هي أولًا التي صنعت منه محاميا متميزا في القضايا الجنائية، والمدنية، والإداري، والدستورية، وفي شتى شؤون الحياة والوطن».
واستكمل: «وبالنسبة لمحمد عبدالله، فهو أبي الروحي وأقول عنه إنني ما ولدت إلا على يديه، وأني بعده صرت غير ما كنت قبله مع أنني تعرفت عليه وسني 38 عامًا، وأبي رحمه الله كان نقيبًا، ولكن أثره كان هائلًا، ولا يزال وهو الوحيد من المحامين الذي ألفت عنه كتابًا، اعتزازًا بقيمة هذا الرجل العلامة، وأسميته في صحبة محمد عبدالله محمد، فهو أنبغ أبناء عصره»، راويًا مواقف جمعته مع العملاقين الأستاذين الراحلين أحمد الخواجة ومحمد عبدالله محمد.
ووجه «عطية» حديثه للمحامين الجدد قائلا: «أنتم أمام تحدٍ كبير جدًا ولكي تشقون طريقكم في المحاماة لابد أن تبذلوا الجهد كي يحدث النمو والاقتراب من سقف المحاماة الحقيقي وذلك من خلال القراءة والتأمل والتفكير، فكل العظماء في كافة المجالات كانوا من المحامين أو خريجي كليات الحقوق أمثال: الرئيس محمد نجيب قائد الثورة، الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور يوسف بطرس غالي، عظماء الأدب والصحافة: محمد حسين هيكل، يحيي حقي، توفيق الحكيم، محمد التابعي، إحسان عبدالقدوس، وفكري باشا أباظة».
واختتم كلمته قائلًا: «أينما وليتم ستجدون النجوم في الأدب، الصحافة، الفكر، والوطنية والوزراء ورئاسة الوزراء، والبرلمان هم المحامين، وهذا هو النصف الثاني الذي خصصته في كتابي رسالة المحاماة».