«بلال» ينحت حكايات تاريخية على حواف الأقلام الرصاص

عبر سنّ قلم رصاص لا تتعدى مساحته مليمترات، يبنى الفنان التشكيلى الشاب، إبراهيم بلال، ذو ال28 عامًا، جسرًا بين التاريخ المصرى العريق وفن الميكروآرت المعاصر؛ إذ ينحت حكايا تاريخنا على حواف أقلام رصاصية ليحولها إلى منحوتات متناهية فى الصغر، من شأنها منافسة رواد فن المصغرات فى العالم.
باستخدام مجهر وسكين، تفاصيل استطاع «بلال» لفت أنظار العالم إلى أعماله بعدما نحت تماثيل محاكاة شخصيات التاريخ المصرى القديم مثل حتشبسوت وتوت عنخ آمون، ونفرتارى، وخفرع، على حواف سنون أقلام رصاصية.
يحكى بلال ل«المصرى اليوم» عن علاقته بهذه المنحوتات التى يعتبرها مقدسات، وأن تلك الأعمال التى تتراوح مساحتها بين 4 و8 يستغرق كل منها 20 ساعة عمل على أقل تقدير، غير أنها تستلزم إلى جانب المهارة الإبداعية والولع بفن النحت مهارتى الصبر والدأب.
ويضيف: «شغفى بالفنون التشكيلية بدأ قبل 7 سنوات؛ حين كنت هاويًا للرسم عقب أن تخرجت فى كلية الحقوق».
احترف «بلال» النحت قبل أن يدرسه من خلال المصادر الأكاديمية المفتوحة التى تتيحها الشبكة العنكبوتية، لافتًا إلى أن مشواره مع فن المصغرات وتوجهه إلى فن النحت على سن القلم الرصاص تحديدًا، جاء بعد انبهاره بأعمال التايوانى الشهير شينشولى؛ إذ قاده الفضول والشغف إلى خوض هذه التجربة الفريدة وبدأ تنفيذها بأدوات بدائية قبل ثلاث سنوات.
يستهدف «بلال» بمشروعه الفنى الترويج للسياحة فى مصر عبر تجسيد محطات التاريخ المصرى فى منحوتات متناهية، ثم عرضها والترويج لها عبر قناة دشنها بيوتيوب، وكذلك خلال ستخدام مواقع التواصل الاجتماعى حتى تمكن بالفعل من جذب أنظار العالم، وحاورته عدد من المحطات العالمية كرويترز وإندبندنت، وحسب ما قاله بلال ل«المصرى اليوم»: «لم يكن يعلم أن بمقدوره لفت نظر الفنان التايوانى شينشولى الذى أقدم على متابعته عبر إنستجرام، وأبدى إعجابه بما يقدمه من أعمال».
يحتفى بلال بأنه يستمد هويته الفنية من هوية مصر التاريخية؛ ورغم أنه اشتهر بنحت أعمال محاكية لوجوه التاريخ المصرى القديم إلا أنه يسعى لتجسيد مراحل التاريخ المصرى قديمًا وحديثًا.
ويسعى عبر أعماله المتناهية فى الصغر إلى تحطيم الأرقام القياسية للأعمال الفنية المسجلة بموسوعة جينيس العالمية منذ العام الماضي؛ ويرى أن الموسوعة تميز ضد العرب؛ إذ أقدم قبل عام على تسجيل عمل فنى بمساحة 6 مليمترات لكن الموسوعة رفضت تسجيله بحجة أنه يقترح وحدة جديدة؛ إذ كان أصغر عمل فنى مسجل لديها بوحدة السنتيمتر؛ لكنه فوجئ قبل شهر ونصف الشهر بأن الموسوعة سجلت منحوتة لقطعة شطرنج حجمها 8 مليمترات؛ لذا عاود تحطيم أرقام جينيس بنحت رقعة شطرنج لا يتجاوز حجمها ال4 مليمترات، أى نصف الحجم المُسجل بالموسوعة.