البقية فى حياتكم، البقية فى حياتنا، الشهداء أحباب الله، الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، إنا لله وإنا إليه راجعون، إنا لله وللوطن راجعون، إنا فداء للوطن، شبابنا فى ذمة الله، شبابنا فى رحاب الجنة، فى رحاب الرحمن، وكفى بالله شهيدًا عليهم وعلى ما قدموا من حسن الفداء. من مات دون دينه فهو شهيد، ومن مات دون أهله فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون أرضه فهو شهيد، ومن مات دون دمه فهو شهيد، سلام عليكم أيها الشهداء، سلام على البررة الكرام، سلام على شباب فى عمر الزهور فتحوا صدورهم للموت دون خشية ولا خوف، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. درس بلون الدم، مصر تعلم العالم، وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف أبنى قواعد المجد وحدى، وشهداء التحرير فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى.. درس صعيب بلون أحمر، لون علمك يا مصر، ليست صدفة أن علم مصر به لون أحمر قان، لون أحمر بديع المنظر، لون الثورة، لون الحياة الحرة التى تمناها مئات الألوف من الشباب، نفر منهم رزقهم الله بالشهادة، أما النصر فمن عند الله، نصر ليس لأحد الحق فى جنى ثماره سوى هؤلاء الذين ستسجل أسماؤهم بحروف من نور فى سجل الوطنية المصرية الخالصة الصاعدة إلى وش النشيد. عاجزون عن البكاء عليهم، تفضحنا عيوننا، الصب تفضحه عيونه، لن نبكيهم أبدًا، سنطوف بنعوشهم، بصورهم، العالم مباهين فخورين.. نصب تذكارى عظيم يجب أن يقام لهم فى ميدان التحرير، الذى لم نكن نعرف معنى لاسمه حتى حرره هؤلاء بدمائهم، تسجل أسماؤهم اسماً، اسماً على شجر الورد فى «جزيرة النباتات» فى أسوان، عند أول نقطة فى مياه النيل تروى مصر عن المصب فى رشيد، مخضبة بدمائهم الزكية، مضمخة بروائحهم العبقة. لا نستثنى منهم أحدًا، لا نفاصل فى دمائهم، هم شهداء ولو كره المرجفون، دماؤهم درس وعظة لأجيال تولد فى ربيع الحرية، وأخرى تشب عن الطوق، فى حجرنا ترى بأعينها دماء الشهداء، ومواكب النور تزفهم إلى جنات الحور، لا إلى مقالب الزبالة فى مشهد يقطع نياط القلوب، من قدميه هكذا تجرون الشهيد، حرمة الموتى، يرحمكم الله. دم الشهداء سيعلمنا ويعلم الأجيال المقبلة كيف تنتزع الحقوق، كيف تنتزع الحريات، كيف تكون الحياة، لن تضيع حياتهم بعد اليوم سدى، لابد من تحقيق أمين من رجل أمين على الدعوى العمومية، نائب عموم الشعب المصرى المستشار عبدالمجيد محمود، دم الشهداء أمانة فى عنقه وزملائه المحققين، وإنهم لفاعلون، ثقة فى ضمائر حية، وإنا لمنتظرون. شهداء التحرير زهدوا لقمة العيش المغموس فى الذل والهوان، صاموا وصلوا فى محراب الحرية فى ميدان الكعكة الحجرية وعلى الأبواب وعلى رؤوس الكبارى، وعلى نواصى الشوارع التى أخلاها الجبناء حذر الموت، قدم هؤلاء أرواحهم ثمنًا غالياً لحماية العرض والولد وقبلهما الوطن الذى استحق الحياة، ما استحق الحياة من عاش لنفسه وحيدًا، لستم وحدكم، نحن جميعاً خلف نعوشكم، تحفكم الملائكة فيمن عنده. لا نعرف أسماءهم، محمد ومحمود وجرجس وموريس، وعبدالشهيد، شهيداً، شهيداً، شهيداً، ليسوا من المشاهير ولا انتهازيى الفضائيات المتقلبين، كل شهيد منهم صار علماً وثورة ونشيداً، بلادى بلادى لك حبى وفؤادى، حفظوا النداء برهنوا على الحفظ بتسميع النشيد ليس بالحناجر بل بالقلوب، ما وقر فى القلب، وإن القلب ليجزع وإن العين لتدمع وإنا لفراقكم لمحزونون.. البقاء لله.