ثورة 25 يناير بعثت الحياة فى قلوبنا من جديد .. جعلتنا نتنفس .. نرى .. نحلم .. جعلت الأمل يداعب نفوسنا بعد أن نسينا رحيقه .. جعلتنا نرى مستقبلنا بعد أن حجبته غيوم الظلم والقهر والفساد .. فعندما ضاقت علينا الدنيا بما رحبت .. وضاقت علينا أنفسنا .. وظننا ألا ملجأ إلى الله إلا إليه .. جاء الفرج من عند الله .عندما أخرج الله أجمل ما فى قلوبنا .. وأرقى ما فى حنايا نفوسنا .. عندما قال العالم أجمع : لازال المصريون يحملون تلك الجينات الحضارية التى جعلت أجدادهم يصنعون حضارة أبهرت العالم على مر العصور .عندما شاهد العالم الملايين فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر .. عندما شاهد العالم الشباب والرجال والعجائز .. عندما شاهد الفتيات والسيدات والجدات .. عندما شاهد العالم المصريون يضحون بحياتهم .. ويجنبون مصالحهم الشخصية ويقدمون مصلحة مصر .. عندها علمنا العالم كيف تكون التضحية بالغالى والنفيس .. عندها بهرنا العالم بقوة العزيمة والاصرار على الهدف .. وقتها نبذنا انتماءاتنا الحزبية والسياسية .. وكنا فى كل ميادين مصر .. على قلب رجل واحد عندها فقط .. زالت الغمة .. وانقشع الضباب .. وعادت الشمس تشرق علينا من جديد شمس الحرية .. شمس الحضارة .. شمس الأمل فى مستقبل أفضل ولكننا الآن .. عدنا .. عدنا كما كنا .. يبحث كل واحد منا عن هدفه الخاص .. عاد كل واحد منا ينظر لمصلحة تيار ما .. عاد كل واحد منا يسعى لمكاسب حزبية أو فئوية أو شخصية .وعاد مارد الظلم .. يحاول النهوض .. وعاد زبانية الفساد يحاولون تنظيم صفوفهم من جديد هل كنا وقت الثورة نعيش حلم جميل .. نفيق منه الآن ؟! هل نحن مثل العاشق الذى يعيش فى عالم من الرومانسية .. فيرى حبيبته كالملاك المعصوم ؟! وفجأة يفيق على واقع أليم !!هل تلك هى أرض الواقع التى يجب أن نعيش فيها .. أبمجرد أن يفر الأعداء .. نتهافت على الغنائم ؟! ويسابق بعضنا بعضاً بعد أن كنا صفاً واحداً ؟! ويكيد بعضنا لبعض بعد أن كنا فريقاً واحداً ؟! ويبحث كل منا عن مغنمه الشخصى .. بعد أن كنا جميعاً نبحث عن المغنم الأعظم ؟!إذا كنا ممن يعتقدون أن تلك هى السياسة ؟؟ وأن هذا هو الواقع ؟؟فنحن لا نستحق نتاج تلك الثورة التى وهبنا الله إياها ...فاذا لم تندلع الثورة فى نفوسنا قبل ان تندلع فى ميادين بلادنا .. فهى ليست بثورة وانما هى هباءً منثورا.فالثورة هى التى تجعلنا نصنع السياسة البيضاء الشريفه التى تتسم بالشفافية والحقيقية والديمقراطية العملية .. وليست شفافية الشعارات أو ديمقراطية الشفاه . http://wael-ebrahim.blogspot.com/2011/09/blog-post_11.html