تبادل إطلاق النار بين القوات المغربية ومقاتلي «البوليساريو»

تبادل الجيش المغربى ومقاتلو جبهة البوليساريو، الأحد، إطلاق النار على طول الجدار الذى يفصلهما فى الصحراء الغربية، والممتد لمسافة 2700 كيلومتر، وقال الجيش المغربى إن قوات البوليساريو «قامت باستفزازات عبر إطلاق النيران على طول الجدار الأمنى دون إحداث أى أضرار بشرية أو مادية بصفوف القوات المسلحة الملكية».
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية المغربية، الأحد، أن الجيش المغربى قام بإطلاق النار «ردا على استفزازات» مقاتلى جبهة البوليساريو، على طول الجدار الذى يفصلهما فى الصحراء الغربية المتنازع عليها، وقالت الوكالة: «منذ 13 نوفمبر الجارى، قامت ميليشيات البوليساريو باستفزازات عبر إطلاق النيران على طول الجدار الأمنى دون أى أضرار بشرية أو مادية بصفوف القوات المسلحة الملكية»، وأضافت: «تنفيذا لأوامر بعدم التساهل مع أى استفزاز من هذا النوع، فقد ردت القوات المسلحة الملكية بشكل حازم على هذه الاستفزازات، ما خلف تدمير آلية لحمل الأسلحة شرق الجدار الأمنى بمنطقة المحبس». وتقع المحبس شمال «الجدار الدفاعى» الذى يفصل منذ نهاية الثمانينيات، بين القوات المغربية ومقاتلى البوليساريو، وتحيط به المنطقة العازلة وعرضها 5 كيلومترات من الجهتين. وتحدثت البوليساريو، التى تدعمها الجزائر، عن «استمرار المعارك بشكل متصاعد» فى أقصى جنوب الإقليم، مؤكدة أن «آلاف المتطوعين» يتم تجنيدهم للالتحاق بالقوات المسلحة الصحراوية.
وكانت الجمهورية العربية الصحراوية التى أعلنت البوليساريو قيامها فى الجزائر منذ 1976، أعلنت «حالة الحرب» ردا على العملية التى قام بها الجيش المغربى الجمعة الماضى، لإعادة فتح معبر الكركرات الحدودى، بعد «عرقلة» المرور منه من طرف أعضاء فى البوليساريو، وتم استئناف حركة المرور فى المعبر الحيوى لنقل البضائع نحو موريتانيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، واعتبرت البوليساريو العملية التى قام بها المغرب إنهاء لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل 30 عاما، بينما أكدت الرباط «تشبثها بقوة بالحفاظ على وقف إطلاق النار». ويسيطر المغرب على 80% من مساحة الصحراء الغربية ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، فى حين تطالب جبهة بوليساريو باستقلالها، وتنظيم استفتاء حول مصيرها، وقد شهدت المنطقة نزاعا مسلّحا استمر حتى وقف إطلاق النّار فى 1991 بين المغرب وجبهة البوليساريو، وأعلن المغرب ضم المنطقة لسيادته فى 1975.
وترعى الأمم المتحدة منذ عقود جهودا لإيجاد حل سياسى ينهى النزاع حول الصحراء الغربية، لكن المفاوضات التى تشارك فيها الجزائر وموريتانيا توقفت منذ 2019 بعد استئنافها فى 2018.