سن الأربعين.. «اليأس» لا يعرف «الأصحاء»

يأتى سن الأربعين، للرجال والنساء، وبدء ظهور الشعر الأبيض فى الرأس، وتسلل بعض الخطوط والتجاعيد فى الوجه وتحت العين، ليبدأ إحساس الخوف من السيدات فيما يعرف ب«سن اليأس» الذى عنده تبدأ التغيرات البيولوجية، مع انقطاع الدورة الشهرية، وانقطاع الأمل فى الحمل والإنجاب، ولكن ما لا يعرفه الرجال أن هذه السن، لا تقتصر على السيدات فقط، فهناك « سن يأس» للرجال أيضا، الذى يتأثر فيه الرجل بقلة إنتاج بعض الهرمونات، فى الجسم خاصة «هرمون التستوستيرون » المسؤول عن إنتاج الحيوانات المنوية، حيث تقل القدرة الجنسية والإنجابية تدريجيا بانخفاض مستويات هرمونات الذكورة فى الجسم، وذلك بسبب بعض العوامل، على رأسها الاكتئاب والتدخين وتناول بعض الأدوية، ولكن تبقى «كلمة السر»، لعدم تأثر السيدات بسلبيات الوصول إلى سن اليأس، وعودة القدرة الجنسية للرجل فى هذه السن، هو الحفاظ على «الصحة» ببعض الخطوات البسيطة أهمها الحرص على الفحوصات الدورية، والتحاليل لبعض الهرمونات، ونظام غذائى صحى.
مرونة الجلد، ظهور بعض التجاعيد، تساقط الشعر، ظهور حبوب البشرة، تغيرات بيولوجية تصيب المرأة، مع بلوغها سن الأربعين، فينتابها الإحساس بالخوف من الشيخوخة مبكرا، أو الوصول ل«سن اليأس».
سن الأربعين، هو سن النضوج، كما عبر عنه الدكتور محمد نبيه الغريب، أستاذ النساء والتوليد بكلية الطب بجامعة طنطا، وقال: «يعانى الكثير من النساء من الإحساس بالاكتئاب خوفا من تقدم العمر، لكن هذا يعد من الاعتقادات القديمة الخاطئة، خاصة أن المرأة الآن تبدأ حياتها بعد سن الأربعين، وتبدأ فى تحقيق أحلامها، التى أجلتها بسبب الحمل والإنجاب وتربية الأبناء، ولكن ماذا عن صحة المرأة فى هذه السن، بالتأكيد هى مرحلة كسائر مراحل العمر الطبيعية التى مرت بها المرأة منذ أن كانت طفلة صغيرة، فهناك تغيرات فسيولوجية تطرأ على جسمها، وقد تنعكس بطبيعة الحال على الحالة النفسية والمزاجية لها، فالكثير من النساء حينما يصلن إلى سن ال 40 يتعرضن لعدة عوامل قد تؤثر على حياتهن الجنسية، منها انقطاع الطمث وزيادة الوزن وجفاف المهبل، بالإضافة إلى انخفاض مستويات هرمونى «الأستروجين والتستوستيرون» المسؤولان عن الرغبة الجنسية، غير أن العديد من الدراسات أكدت أن الأمر يرجع إلى الإحساس النفسى لدى المرأة وليس إلى هذه العوامل الجسمانية التى يمكن أن يتم التغلب عليها بسهولة».
وأضاف الغريب: «على المرأة أن تدرك جيدا، أن الحالة التى تصل إليها بعد الأربعين، هى ثمرة الطريقة التى اختارت أن تعيشها قبل ذلك، وأن الطريقة الصحية التى تتبعها المرأة بعد الأربعين، هى التى تحدد ما ستواجهه خلال هذه الفترة من مشكلات صحية ونفسية، تحولها من امرأة تضج جمالا ونضوجا، إلى أخرى تعانى مشكلات تقدم العمر وأعراض سن اليأس المبكرة».
وعن الوقاية من الأمراض التى قد تصيب المرأة فى الأربعين، يوضح أستاذ النساء والتوليد، أن هناك الكثير من الحالات الصحية التى قد تتعرض لها المرأة بعد سن الأربعين، ومنها ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وسرطان الثدى، والقولون وعنق الرحم، التى كانت فى مأمن منها أيام الدورة الشهرية، لذا يفترض على المرأة القيام بعمل فحوص دورية منها: فحص عنق الرحم، كل سنتين إلى 3 سنوات للتشخيص المبكر لسرطان عنق الرحم، وقياس معدلات ارتفاع ضغط الدم كل سنتين إلى 3 سنوات أيضا، مع اختبار الحوض كل سنتين على الأقل، للتشخيص المبكر لأورام المبيضين، وقياس الكوليسترول كل عام لتشخيص تصلب الشرايين، وفحص وتصوير الثدى بالأشعة كل 3 سنوات.
فيما ينصح خبراء الصحة النفسية والاجتماعية المرأة ببعض النصائح، لعبور هذه المرحلة بشكل طبيعى، ما يجعلها تستمتع بحياتها فى سن النضوج، فتقول الدكتورة نرمين رفيق، أستاذ علم النفس بجامعة السادات: «تطرأ على المرأة فى سنّ الأربعين، تغيّرات كثيرة مما يدفعها للاكتئاب، وتشعر باقترابها من سنّ اليأس، وهذا خطأ شائع، فعليها أن تدرك أن انقطاع الطمث ما هو إلا انقطاع لعملية الحمل والإنجاب فقط، وليس انقطاع الحياة، بل بداية فترة جديدة من تطوير النفس وإعادة ترتيب الاهتمامات والأولويات لديها، وتختلف صورة المرأة المعاصرة عن صورتها فى الأجيال السابقة بسبب دخولها مجالات العمل والإنتاج وزيادة الضغوط الاجتماعية والأسرية والنفسية عليها فعليها الاهتمام بممارسة الرياضة: مثل الركض والسباحة والرياضات الروحية مثل اليوجا، واتباع نظام غذائى صحى، والابتعاد عن الانفعالات النفسية والتوتر، والابتعاد عن توقع الأسوأ، فهذا يعطيها طاقة إيجابية، مع ارتداء الملابس ذات الألوان المبهجة والمناسبة لها فى الوقت نفسه، وأخذ قسط كاف من الراحة والنوم، مع الحرص على التسوق، وتغيير جو المنزل».
وأضافت: «يجب أن تحرص السيدة الأربعينية على تناول قطعة من الشيكولاتة، التى تساعدها على تحسين المزاج وتخفيف الاكتئاب، ولكن دون الإكثار منها، مع تكوين علاقات اجتماعية ايجابية، والابتعاد عما كل ما هو مزعج، فضلا عن التخلص من كل ما يجلب الطاقات السلبية، وللعلم فالمرأة فى هذه السن تكون أكثر حساسية ورومانسية، وبالتالى أى شىء بسيط قد يؤثر فيها ويزعجها عكس الفترات السابقة عليها، ولهذا فيقع على الزوج والأبناء أو المقربين منها التعامل معها باهتمام ولطف عما ذى قبل».
«التستوستيرون».. كلمة السر فى«سن اليأس»للرجال
تجاهل الكثيرون طوال المرحلة الماضية، أن «سن اليأس» لا يقتصر على النساء فحسب، بل يصاب به الرجال أيضا والمثير أنه لا يرتبط بعمر معين، ولكن مع تقدم العمر يقل إنتاج بعض الهرمونات، فى جسم الرجل، خاصة «هرمون التستوستيرون »المسؤول عن إنتاج الحيوانات المنوية.
يقول الدكتور على المزين، استشارى أمراض الذكورة والعقم، إن سن اليأس عند الرجال غير مرتبط بالوصول لسن معين، ولكن فى الأغلب يبدأ من بعد سن الأربعين، حيث تقل القدرة الجنسية والإنجابية تدريجيا بانخفاض مستويات هرمونات الذكورة فى الجسم، وذلك نتيجة حالة من الضعف التى تصيب خلايا معينة فى المخ، وتفقد حساسيتها تدريجيا، مما يجعل القدرة الجنسية للرجل تقل بالتدريج وتتأثر بالفعل، علاوة على أن هناك بعض العوامل التى تتسبب فى انخفاض إنتاج الجسم من «هرمون التستوستيرون» بخلاف التقدم فى العمر، منها اضطرابات بعض الغدد كالغدة النخامية أو التعرض لإصابات شديدة فى الرأس، وقد يرتبط بتناول بعض الأدوية التى تكون من آثارها الجانبية انخفاض مستوى التستوستيرون، فضلا عن الإدمان والتدخين وأمراض الكبد وسوء التغذية وزيادة الوزن.
وأضاف المزين: «هناك بعض الأعراض التى يجب أن ينتبه لها الرجل عند حدوثها مثل انخفاض الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب، وبعض المشاكل التى تصيب الجهاز البولى نتيجة تضخم البروستاتا، بالإضافة إلى بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب ومشاكل النوم وقلة النشاط والحيوية».
وشدد استشارى أمراض الذكورة والعقم، على ضرورة الذهاب إلى الطبيب مع ظهور أى من الأعراض السابق ذكرها لإجراء الاختبارات والتحاليل اللازمة للتأكد من طبيعة المشكلة، وعدم استسهال تناول المنشطات الجنسية، التى يلجأ لها الكثير من الرجال، ويكون لها العديد من الآثار الجانبية على القلب والصحة العامة، والتى قد تصل إلى حدوث وفيات خاصة مع تقدم السن، موضحا أنه فى حالة كشف الاختبارات والفحوصات التى يخضع لها المريض عن نقص هرمون التستوستيرون عن المعدلات الطبيعية للرجال فى نفس الفئة العمرية، يقوم الطبيب بكتابة أدوية تحتوى على الهرمون والتى تتوفر فى صورة لصقات توضع على الجلد، وحقن وجل، ويجب أن تحتوى الخطة العلاجية على طرق للسيطرة والتحكم فى بعض الأعراض مثل اتباع نظام غذائى حال زيادة الوزن، وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، والامتناع عن شرب الكحول والإقلاع عن التدخين، كما يمكن المتابعة مع إخصائى نفسى فى حالة الإصابة بالاكتئاب والقلق للخضوع لعلاج نفسى، وبصفة عامة ظهور أعراض أو عدم ظهورها فإن اتباع نظام حياة صحى يفيد فى السيطرة على ظهور أعراض تقدم السن.
ونصح المزين بإجراء بعض التحاليل عند الدخول إلى سن الأربعين أو شعور الرجل بضعف جنسى، منها قياس نسبة هرمون التستوستيرون، والسائل المنوى، والسكرى، والغدة الدرقية، بجانب فحص الخصيتين، والبروستاتا.
النوم والاستيقاظ بموعد ثابت لإنتاج «هرمون النمو».. والتقليل من النشويات لمنع «السكرى»
سن الأربعين
نصائح بسيطة قدمها الدكتور نبيه الغريب، أستاذ النساء والتوليد، لحفاظ المرأة بعد سن الأربعين على جمالها وحيوتها، خاصة أن الوصول لهذه السن يحتاج إلى دعم الجسم صحيا، بسبب تباطؤ إنتاج الجسم لبعض الهرمونات، وجاءت هذه النصائح كالتالى:
· النوم والاستيقاظ فى ميعاد ثابت: لأن ذلك يعمل على ضبط الساعة البيولوجية داخل الجسم. ويجب الحصول على نحو 7 أو8 ساعات من النوم كل ليلة، فعند عدم الحصول على ما يكفى من النوم، يبطئ إنتاج الجسم من هرمون النمو، لأنه يُفرز أثناء النوم العميق، هرمون النمو يساعد الجسم على الشفاء وتجديد شباب نفسه، والأشخاص الذين يعانون من نقص فى هرمون النمو لديهم نسبة أعلى من الدهون فى الجسم حول الخصر وأقل كتلة عضلية، وهذا يمكن أن يؤدى إلى مظهر ذابل وغير جيد.
· الحرصِ على أخذ قسط كافٍ من النوم، إذ تعتبر قلة النوم من الأسباب التى تؤدى لظهور التجاعيد، ويفضل ألا يقل عدد ساعات اليوم عن 8 ساعات.
شرب ما لا يقل عن 8 أكواب يوميا، للحفاظ على رطوبة الجلد ونضارة البشرة، والحرص على تناول مشروبات «الديتوكس» مرة أسبوعيا للتخلص من سموم الجسم.، وأشهرها مشروب ماء الليمون والزنجبيل والعسل.
· تناول مشروبات الكافيين باعتدال، فربما تقلل هذه المشروبات من الإصابة بألزهايمر وتزيد من قدرة الجسم وتحتوى على مضادات أكسدة التى تقلل من التقدم فى السن، لكن تكمن المشكلة فى شربها بكثرة حيث تؤدى إلى الجفاف، والإفراط فيها يؤثر على مستوى الضغط فى الجسم.
· التقليل من السكريات والنشويات لأن المرأة فى هذه السن عرضة للإصابة بمرض السكرى.
· تناول الألياف: لأنها تعمل على تخليص الجسم من الدهون، كما تعمل على علاج الإمساك وتنظيم حركة الأمعاء.
· تناول الأغذية الغنية بفيتامين سى: إذ إنه ضرورى ومفيد لتقوية مناعة الجسم وحمايته من الأمراض، كما أنه مفيد لحماية البشرة من ظهور التجاعيد، ويقلل الشعور بالإجهاد والتعب، وتناول حصص من الفواكه والخضروات يوميًا، التى تكون غنية بمضادات الأكسدة وخواص مكافحة السرطان، التى يمكن أن تساعد على أن تبدى السن أصغر قليلا، فمضادات الأكسدة هى المواد الغذائية التى تحيد الجذور الحرة المسببة للضرر على المستوى الخلوى.
· تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين «د»: مثل اللبن الحليب، ومنتجات الألبان عامة للحماية من الإصابة بهشاشة العظام، إذ إن المرأة أكثر عرضة للإصابة بالهشاشة أكثر من الرجل، خاصة بعد سن اليأس، وللحماية من تقلّص حجم العضلات.
· الحفاظ على الوزن: المرأة معرضة لزيادة الوزن بعد انقطاع الطمث، كما أن الجسم بعد سن الأربعين وكلما تقدم فى السن يصبح أقل فى القدرة على الحرق، لذا يجب على المرأة الابتعاد عن السمنة، ومراقبة نوع وكم الغذاء الذى تتناوله، مع الحرص على ممارسة شىء من الرياضة حتى ولو كان المشى يوميا لمدة ساعة.
· تجنب التعرض الزائد للشمس، والتدخين، حفاظا على بشرتها.
· الاهتمام بالمظهر والجمال، فاعتناء المرأة ببشرتها وشعرها، عامل مهم فى الإحساس بالراحة النفسية والسعادة، كما يمنحها طاقة إيجابية تجعلها أكثر إقبالا على الحياة والعطاء، فلابد من زيارة طبيب متخصص بالجلد لمتابعة حالة البشرة، والحرص على استعمال كريمات مناسبة ومرطبة للبشرة، واستخدام كريمات تحتوى على مادة «الريتينويد» ليلا، لإعادة إنتاج الخلايا وتكوين الكولاجين، وكذلك تقشير الوجه بانتظام ولطف لإزالة الخلايا الميتة.
· الحرص على ممارسة الرياضة بشكل يومى، والمشى نصف ساعة على الأقل يوميًا، للتخلص من سموم الجسم، والتمتع بالصحة والرشاقة.