يؤكد دكتور جورج يواقيم، استشارى أمراض النساء والتوليد، أن سن اليأس هو مرحلة انقطاع الدورة الشهرية لفترة تزيد عن 6 أشهر، وهى ظاهرة طبيعية تحدث لدى كل النساء عندما تصل المرأة عمر 45-55 سنة، وتمثل مرحلة انتقال من سن الخصوبة إلى مرحلة عدم القدرة على الإنجاب، والسبب غالبا ما يكون انتهاء عدد البويضات الموجودة فى المبيض، وبالتالى توقف المبيض عن إنتاج هرمون الاستروجين، ويصاحب هذه المرحلة الكثير من الأعراض والتى تختلف شدتها بين امرأة وأخرى، وغالبا ما تصل المرأة إلى سن اليأس بصورة تدريجية، حيث يحدث عدم انتظام فى الدورة الشهرية فى السنة التى تسبق سن اليأس، حيث تحدث الدورة الشهرية على فترات متقاربة، ثم تبدأ بالتباعد كل شهرين أو أكثر، ولكن أحيانا تصل المرأة إلى سن اليأس بصورة فجائية، حيث تنقطع الدورة الشهرية فجأة بعد أشهر أو سنوات من الدورات المنتظمة. ويرى الدكتور جورج أن هناك عددا من الأعراض لسن اليأس ومنها: - الشعور بنوبات حرارة فى الوجه والرأس والتعرق الكثير وتحدث فى 70-80٪ من النساء فى هذا السن، وتختلف شدة هذه الأعراض من سيدة إلى أخرى فقد تستمر هذه الأعراض لمدة 10 سنوات، وكذلك عدم القدرة على النوم والكآبة والقلق وتغير فى المزاج، وكذلك ألم عند الجماع وذلك لأن نقص هرمون الاستروجين يؤدى إلى قلة إفرازات المهبل وبالتالى جفافه وضمور جدار المهبل وبالتالى الإحساس بألم عند الجماع. وأضاف أن من الأعراض أيضا هشاشة العظام، حيث تصاب بعض النساء فى سن اليأس بلين العظام أو هشاشة العظام، فتقل كثافة العظم وتصبح عملية الهدم فى العظم ضعف عملية البناء وتشعر المرأة بألم فى العظام غالبا الرسغ وفقرات الظهر وعظام الحوض وتكون العظام عرضة للكسر، ووجد أن المرأة ذات البشرة البيضاء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من المرأة ذات البشرة الداكنة، وكذلك المرأة نحيلة الجسم أكثر عرضة لهشاشة العظام من المرأة المصابة بالسمنة، والتدخين من العوامل التى تؤثر فى التمثيل الغذائى لهرمون الاستروجين وتزيد من فرصة التعرض لهشاشة العظام فى سن اليأس. ومن الأعراض أيضا أمراض القلب فتزيد نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين عندما تصل المرأة إلى سن اليأس وذلك لأن هرمون الاستروجين يدخل فى التمثيل الغذائى للدهون، ويسهم فى حماية المرأة من تصلب الشرايين وأمراض القلب قبل سن اليأس، حيث وجد أن نسبة حدوث الجلطة القلبية قليلة جدا فى النساء قبل سن اليأس مقارنة بالرجال. أما عن العلاج فيرى جورج أنه يتمثل فى: العادات الغذائية: حيث تعتبر العادات الغذائية إحدى العوامل المهمة التى تقلل من أعراض سن اليأس وتعتبر حبوب الصويا من الأغذية التى تسهم فى التقليل من أعراض سن اليأس، فالدراسات التى أجريت فى أمريكا أظهرت أن وجود كميات كافية من بروتين الصويا فى الغذاء أو الأدوية تساهم فى تقليل الكولسترول فى الدم وتقلل من الإصابة بتصلب الشرايين وتحسن من وظائف الشرايين وبذلك تقلل نسبة الإصابة بأمراض القلب، وأثبتت الدراسات أنه لا توجد أضرار جانبية من استعمالها لفترات طويلة. التقليل من الأغذية الدهنية وتناول كميات كافية من الخضروات والفاكهة. الحرص على تناول منتجات الألبان مثل الجبن الأبيض والزبادى واللبن لتعويض الجسم بالكالسيوم. التمارين الرياضية -ممارسة التمارين الرياضية مهم لسلامة العظام والوقاية من أمراض القلب، حيث إن ممارسة الرياضة مرتبط بنقصان الوزن وانخفاض ضغط الدم وانخفاض مستوى الكولسترول فى الدم، حيث وجد أن النساء الأكثر حيوية واللاتى يمارسن الرياضة بصورة منتظمة اقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكرى وأقل عرضة للإصابة بأعراض سن اليأس، حيث تسهم الرياضة فى التقليل من الكآبة وتحسين حالة النوم إضافة إلى تقليل العرق والحرارة الذى تشعر بها النساء فى سن اليأس وأبسط أنواع الرياضة والتى يمكن ممارستها من قبل جميع النساء هى المشى، حيث وجد أن المشى لمدة ساعة كل أسبوع تقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب إلى النصف. الأدوية والهرمونات البديلة: وجد الباحثون أن تناول أقراص تحتوى على المعادن والفيتامينات مثل فيتامين "ه" بمقدار 400-1200 وحدة فى اليوم يقلل من الحرارة و التعرق الذى تشعر به كثير من النساء فى سن اليأس وتحتاج المرأة فى هذا السن إلى أقراص غنية بالكالسيوم وفيتامين "د" حيث تقلل من نسبة التعرض لكسور الحوض وهشاشة العظام. تستخدم هذه الهرمونات منذ أكثر من 25 سنة وما يزال استخدامها فى تزايد مستمر وتسهم هذه الهرمونات بصورة فعالة فى علاج أعراض سن اليأس وحماية المرأة ومنع إصابتها بهشاشة العظام وتؤخذ هذه الهرمونات بمتابعة طبية ويجب إجراء فحص دورى للثدى وفحص مستوى الدهنيات فى الدم وفحص كثافة العظام قبل البدء بالعلاج ومن ثم سنويا بعد البدء بالعلاج. تجنب التوتر والضغوط النفسية وفى بعض الأحيان يصف الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب.
