«أشد فتكًا وأرخص ثمنًا».. تقرير يكشف أسباب اتجاه الجيش الأمريكي لطائرات «الدرون»

لجأ الجيش الأمريكي إلى تغيير أساليب الحرب على نحو جذري في غضون العقدين الماضيين، وذلك مع استخدامه المتميز للطائرات المسيرة المزودة بالأسلحة في ميدان المعركة، والمعروفة باسم طائرات «الدرون» وهي طائرات دون طيار.
وذكر تقرير لصحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية، الأحد، أن هذا «التغيير الجذري» في أساليب الحرب تسبب في مهمة جديدة عاجلة أمام وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، والتي تتمثل في الدفاع ضد طائرات «درون» لدى الآخرين.
وتحمل طائرات «درون» في الغالب حمولة لأداء مهامها كأجهزة كاميرات أو حتى القذائف، حيث يكون الاستخدام الأكبر لها في الأغراض العسكرية كالمراقبة والهجوم، لكن استخدامها في الأعمال المدنية مثل مكافحة الحرائق ومراقبة خطوط الأنابيب شهد تزايدا كبيرا حيث تستخدم في المهام الصعبة والخطرة بالنسبة للطائرة التقليدية، كما صار المتحكم في الطائرة بمعزل عن أية أخطار حقيقة.
واكد التقرير أن الطائرات دون طيار أصبحت وبشكل رئيسي أكثر سرعة وأرخص ثمنا وأشد فتكا وأوسع انتشارا حول العالم، مشيرا إلى أن مخططي الجيش الأمريكي يتسابقون لتطوير دفاع حيوي لحماية القوات والسفن والدبابات التي قد تتعرض على نحو مباغت للهجوم.
ونقل التقرير عن المحللين والباحثين العسكريين قولهم إن الدول، فضلا عن الجماعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية، تعي حاليا القيمة الاستراتيجية الهائلة التي تتميز بها طائرات الدرون إلى جانب عجز معظم الخصوم في التصدي لها بشكل فعال.
ونبه التقرير إلى المنصات المضادة لطائرات الدرون التي أصبحت حاسمة بشكل خاص في العقود المقلة، حيث تقوم الصين وغيرها من المنافسين في الاستثمار بكثافة فيما يعرف ب«تكنولوجيا الأسراب المرعبة» التي تسمح بعشرات أو حتى مئات من الطائرات بالتحرش بالتشكيلات العسكرية التقليدية وتفكيكها أو تدميرها.
وقال إنه من خلال أرقام واضحة وقدرة على ضبط الاستراتيجية أثناء الطيران سوف تكون أسراب الدرون الآلية من أدوات تغيير الأساليب القتالية الحديثة والتي تجمع بين طائرات هجوممية دون طيار والذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن «عناقيد» من طائرات الدرون تستطيع أن تحبط أجهزة الاستشعار لدى العدو بكفاءة أو تتغلب على القوات البرية وتشل قدرة الناقلات القتالية من خلال قذفها بقنابل صغيرة.
ولفت التقرير إلى أن أسراب الدرون سوف تغير بشكل أساسي من أسلوب الجيوش في إدارة عمليات الاستطلاع أو مهمات البحث والانقاذ من خلال توفير صورة أكثر شمولا لميدان القتال.
وذكر التقرير أن طائرات الدرون حظيت بأهميتها مع قدرتها على تغيير ميزان القوى في الصراعات «المجمدة» مثل المواجهة التي وقعت بين أوكرانيا والانفصاليين المواليين للروس أو بين أذربيجان وأرمينيا، وهو صدام يعكف الاستراتيجيون العسكريون على دراسته بدقة.
وأشار إلى أن سرعة طائرات الدرون الحديثة أثبتت أنه من الصعب مواجهتها بمعظم الأساليب التقليدية المضادة للطائرات، موضحا أن الصراع المستمر على إقليم ناجورنو كارباخ بين أرمينيا وأذربيجان فتح نافذة لرؤية فعالية «الدرون» الصغيرة المزودة بالأسلحة، فكل جانب تكبد خسائر ضخمة نالت حتى من تشكيلات المدرعات جراء استخدام طائرات درون غير باهظة الثمن.
وأردف التقرير أن طائرات الدرون الصغيرة أصبحت أدوات مفضلة لتنظيم «داعش» الإرهابي خلال القتال في سوريا والعراق، حيث تمكن غالبا من إرباك المقاتلين الذين حاولوا إصابة الطائرات بالرشاشات، وقاذفات القنابل وغيرها من الأسلحة المألوفة.