أستاذة علم نفس تربوي تكشف أسباب الغيرة المرضية وعلاجها

قالت الدكتورة مايسة فاضل، أستاذة علم النفس التربوي، إن الغيرة المرضية، والمعروفة باسم الغيرة الوهميّة، وهي تعد اضطرابًا نفسيًا يكون فيه الشخص منشغلًا بالاعتقاد بأن شريكه العاطفي غير مخلص دون وجود أي دليل حقيقي، فتصدر منه تصرفات غير مقبولة اجتماعيًا أو سلوك غير طبيعي يتعلق بهذه الأفكار.
وأضافت «فاضل»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية منال سلامة، في برنامج «حلو الكلام»، المذاع على قناة «صدى البلد»، اليوم الثلاثاء، أن الغيرة المرضية تسبب الكثير من الأمراض النفسية ومن أشكال الأمراض النفسية شيوعًا هي مرض الوهم ومرض الشك، وقد تسبب الاكتئاب وتُعد الغيرة المرضية نوعًا فرعيًا من الاضطرابات الوهمية ومن أعراضها الشك المُبالغ فيه في دوافع الشريك وسلوكياته، وإظهار الخوف وعدم الأمن بشكل غير عادي، بالإضافة إلى الانخراط في سرد القصص والاتهامات غير الصحيحة.
وأوضحت أستاذة علم النفس التربوي أنه من الضروري معالجة الغيرة المرضية ومحاولة تقييم الحالة وتحديد أسبابها قبل أن تتسبب بمشاكل بين الشريكين وفقد السيطرة على علاقتهما، مشيرة إلى أن هناك علاجًا لكل سبب، منها علاج طبي ونفسي وعلاج اجتماعي، مثل علاج الحالة النفسية الأولية، والأدوية المضادة للذهان، والأدوية المضادة للاكتئاب، والإرشاد النفسي والسلوكي، وخلق جو من الثقة والتواصل البنّاء بين الشريكين.
وذكرت أن الغيرة مشاعر ترتبط بالتملك وترتبط بعدّة مشاعر مُعقّدة تتملّك المرء وتُسبب له عدم الراحة والانزعاج أحيانًا، وهي تنبع من إحساسه بالخوف، والتنافس، وانعدام الأمن، أو عدم الثقة، والشك.
وأضافت «فاضل»، أن مشاعر الغيرة تجعل الإنسان يخشى دائمًا فقدانَ وخسارة ما لديه، سواء كان ذلك مُمتلكات شخصية أو أشخاصٍ مُقربين له، أو أن يرغب بشدة في امتلاك شيء يمتلكه الآخرون بغض النظر عن ماهيته، وقد تتطور للشعور بالحسد اتجاههم، وهنا يُصبح المرء مُضطربَ الفكر ومُشتت التركيز، وغير صافي الذِهن؛ بسبب سلسلة المشاعر السلبية التي تسكنه.
وتابعت: «عندما تُهاجم الغيرة العلاقات بين الناس تُصبح خطرًا يُهدد أمنها واستقرارها، خاصة عندما تكون زائدة عن حدّها، وبدون مُبرراتٍ واضحة، وقد تُسبب المشاكل بين أطراف تلك العلاقات، وتصنع فجوةً كبيرّةً بينهم، وبالتالي لا بد من التخلّص منها وعلاجها.