بدأت فكرة الاستثمار في غزو مجال كرة القدم المصرية من أوسع أبوابه، بعدما فتحت الدولة المصرية ذراعيها لتشجيع الاستثمار في شتى القطاعات ومن بينها القطاع الرياض ليعود بالنفع على الجميع. المقاولون يضع اللبنة الأولى للاستثمار الرياضي في مصر مع بداية سبعينيات القرن الماضي، قررت شركة المقاولون العرب للإنشاءات إطلاق فريق كروي يمثل الشركة المتخصصة في المقاولات برعاية رجل الأعمال عثمان أحمد عثمان، وبناء استاد خاص به، وسرعان ما استطاع الفريق التأهل للدوري الممتاز واللعب مع «الكبار»، بعد التعاقد مع لاعبين من أصحاب الأسماء الرنانة في القارة السمراء، بل استطاع تسطير تاريخاً من ذهب بالتتويج بلقب الدوري في الثمانينات، وكذلك كأس مصر، وتشريف الكرة المصرية في المحافل القارية بمعانقة بطولة أفريقيا لأبطال الكؤوس في أكثر من مناسبة. وكذلك تجربة مزارع دينا بعد تحويل اسمه من «اتحاد عثمان» في منتصف التسعينات، ولكنها لم تكلل بالنجاح، ولم تفلح في الاستمرار وسط كبار هذا القطاع. أندية الشركات والمؤسسات تعود لرونقها ظهرت أندية المؤسسات والشركات في الدوري الممتاز لكرة القدم منذ قديم الأزل من خلال أندية «الترام» و«البلاستيك» و«مصنع 36» و«السكة الحديد»، وغيرها من الأندية، إلا أنها شهدت حالة من الاندثار لأسباب متنوعة من أبرزها قلة الإمكانيات المادية. مع بداية الألفية الجديدة، شهدت أندية الشركات والمؤسسات انتفاضة كبيرة، وحالة من الزخم في وجودهم وسط كبار الدوري الممتاز، بتوهج الثنائي البترولي «إنبي» و«بتروجيت»، وكذلك أندية المؤسسات العسكرية وسطوعها في سماء الكرة المصرية على رأسهم «طلائع الجيش» و«اتحاد الشرطة» و«حرس الحدود» مع كل من «الإنتاج الحربي» و«الداخلية». «دجلة» و«الجونة» و«الأسيوطي».. مرحلة جديدة من الاستثمار استمرت أندية الشركات والاستثمار في الظهور بقوة في الدوري المصري الممتاز من خلال ظهور كل من وادي دجلة والجونة ثم «الأسيوطي سبورت»، حيث تفاوتت الإمكانيات في توفير التمويل اللازم في ضخ الأموال وشراء اللاعبين. «بيراميدز».. تجربة جديدة من الاستثمار بالكرة المصرية في صيف 2018، ظهر للنور نادي «بيراميدز» أو «الأسيوطي» سابقًا، في واحدة من أكبر خطوات الاستثمار في الكرة المصرية عبر تاريخها برعاية المستشار تركي اّل الشيخ، وزير هيئة الرياضة السابق بالمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة الترفيه الحالي بالمملكة، بعد شراء نادي «الأسيوطي سبورت»، وتحويله من فريق على حافة الهبوط والعودة لدوري المظاليم إلى واحد من المنافسين على الألقاب المحلية والقارية في خلال أشهر قليلة. وخلق «بيراميدز» نوع من المنافسة مع قطبي الكرة المصرية «الأهلي والزمالك»، واحتلال المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الممتاز، والمنافسة على اللقب، وطرق أبواب المجد الأفريقي بالتألق وبلوغ المراحل الأخيرة من عمر الكونفدرالية هذا الموسم، والتعاقد مع صفقات كبرى أثّرت المسابقة المصرية بشكل كبير. تجربة «زد» في الاستثمار بالكرة المصرية مع الطفرة التي تعيشها كرة القدم في شتى أنحاء العالم بعد دخول الاستثمار في هذا المجال، بدأت الكرة المصرية السير على هذا النهج من خلال دخول المستثمرين في السنوات الأخيرة، والحالة التي أحدثتها تجربة «بيراميدز»، ما دفع شركة «زد» الاستحواذ على نادي «إف سي مصر» والاقتراب من عدد آخر من الأندية المحلية حاليًا.