اختطفت المليشيات زوجها.. فأنتجت فيلما يكشف المستور وخصصت عوائده لمساعدة الليبيين

رصد الفيلم الروسي شوغالي الضوء على ثورة فبراير في ليبيا التي تعد حلماً ومطمحاً للكثير من الليبيين الذين عانوا سنوات عجاف من سرقة لحرياتهم ونهب لخيرات بلادهم التي ترعرعوا فيها، وتحقيق الثورة والإطاحة بنظام الرئيس معمر القذافي كان له وقع مدوي على الشعب بأكمله مما بثّ البهجة والسرور في القلوب وكان بصيص أمل لمستقبل ليبيا المشرق.
وكما رصد الفيلم «كيف سُرقت الثورة وتم ركوب قافلتها من قبل العديد من الإنتهازيين مما أوصل حكومة الوفاق الوطني الغير المعتمدة إلى سدة الرئاسة وأدى لحدوث شرخ وتحييد كامل لآمال وتطلعات الشعب الليبي بثورته».
وبدأت مأساة «مكسيم شوغالي» حين دخل طرابلس مع زميل له لإجراء استطلاع للرأي العام الليبي قبيل عقد القمة الروسية الإفريقية وذلك بدعوة من حكومة السراج إلا أنه وبعد اصطدام العالمين بمعلومات تفيد استخدام السراج لإرهابيين خطرين ومعلومات أخرى تخشى حكومة السراج كشفها، قامت ميليشيات السراج باختطافه وزميله وإيداعهما سجن معيتيقة سيئ السمعة.
وتقول ناتاليا شوغالي أن الفيلم الذي يحكي مأساة زوجها بدأ عرضه في 1 مايو الجاري وشاهده ما يقرب من 100 مليون شخص حول العالم في الأيام الأولى من عرضه مضيفة أنه حقق عوائد مالية ضخمة فقررت شراء أجهزة التنفس الصناعي والتأكد من توصيلها إلى ليبيا لمساعدة النساء والأطفال المتضررين من فيروس كورونا وهو البلد الذي توجد فيه حرب وخطف فيها زوجي من قبل الإرهابين التابعين لحكومة طرابلس.
وتجري أحداث الفيلم في ليبيا في عام 2019، حين وصلت، بدعوة رسمية من حكومة الوفاق الوطني، مجموعة من علماء الاجتماع الروس بقيادة مكسيم شوغالي، كانت مهمتهم هي دراسة الوضع السياسي والاجتماعي في ليبيا.
تمكنت مجموعة مكسيم شوغالي من إجراء الكثير من المقابلات الصريحة، فضلاً عن الحصول على معلومات مهمة حول من يتولى السلطة حاليًا في طرابلس، يمكن أن تضر المعلومات التي تم الكشف عنها لعلماء الاجتماع بسمعة حكومة الوفاق، لذلك قرر المجرمون اختطاف العلماء الروس على الفور.
وقاموا مباشرة بعملهم في تقصي الحقائق وإجراء مسح للبيانات واستطلاعات للرأي العام في طرابلس وعدد من المدن الليبية، ولكن الواقع الطرابلسي وتحكم الميليشيات المسلحة الارهابية وغيرها بزمام الأمور وإرهاب السكان قد فاجأهم، وحصلوا على معلومات كثيرة تكشف تجاوزات حكومة الوفاق الوطني عبر ميليشياتها ودوائرها الحكومية.
وبين ليلة وضحاها قامت مجموعة الردع التابعة لميليشيات الوفاق بخطف مكسيم شوغالي وسامر سعيفان من فندقهما، بأمر من عبدالرؤوف كارة متزعم الميليشيا وبمساعدة من عملاء المخابرات الأمريكية وايداعهما سجن معيتيقة دون توجيه اتهام لهما.
بعد المساعي الحثيثة التي لم تثمر وجهود الوساطة الكبيرة التي استُخدمت من أجل الإفراج عنهما وبعد مضي عام على وجودهما في السجن تم تصوير فيلم «شوغالي» الذي يحكي قصتهما ويتحدث عن الحالة المتردية التي وصلت اليها معيشة عامة الليبيين وعن الظلم والقهر الذي يحدث في أعنف وأشد سجون ليبيا قسوة وظلماً.
الفيلم يصور الواقع المظلم ويتطرق للعديد من شخصيات الدولة الليبية الحالية والسابقة وينقل الصورة الحقيقية للظلم في سجن معيتيقة وممارسات مديره الارهابي عبدالرؤوف كارة من خطف وتعذيب وترهيب ومتاجرة بالمخدرات والبشر، تحت مرأى ومسمع لا بل بدعم من حكومة الوفاق بأعلى مستوياتها.
قام بمشاهدة فيلم شوغالي جماهير واسعة من الليبيين وغيرهم بسبب ما ينقله من حقائق تم كشف النقاب عنها، ودارت نقاشات وتمت كتابة آراء جيدة عنه على منصات التواصل الاجتماعي وفي بعض المدونات. وهذه التفاعلات وصلت حداً لابأس به مما أثار قلق حكومة الوفاق الوطني وجعلها تهرول مسرعة إلى روسيا لفتح باب التفاوض على إطلاق سراح المحتجزين وتحقيق تسوية.
فيلم شوغالي انتشر على نطاق واسع وحقق اعجابات جيدة مما أدى إلى اتخاذ القرار بعرضه بشكل مجاني ليحقق أكبر انتشار ممكن وليشاهده أكبر عدد ممكن من الناس ليعرفوا الحقيقة وليتبينوا أن ليس كل ما يلمع ذهباً في إشارة هنا إلى حكومة الوفاق الوطني التي يقوم الغرب وبعض الدول بتلميعها.