بعد أن تغنى موسيقار الأجيال بالنيل العظيم عام 1933 لم يتوقف الغناء عن النهر الخالد، ومن ثم يأتى هذا الشغف الروحى التاريخى بمثابة إشعال ذاتى فى قلب الشعراء مثل حسين السيد، فيتحفنا بنظم أبيات رائعة عن عظمة النيل، ويتغنى بها عبدالوهاب عام 1945 ويقول فيها: «اجرى يا نيل واسبق الأشواق، وارويها لأجل الشعور الدهب، الساقية ويا الأرغول، والشاغل والمشغول يتقابلوا والنيل مشغول»، ثم يتفاعل شعراء الفصحى شوقى وحافظ ومحمود حسن إسماعيل، ويمتعنا شاعر الرومانسية محمود إسماعيل: «مسافر زاده الخيال والسحر والعطر والظلال» عام 1956، ثم يأتى العندليب ليغنى فى الإذاعة من تأليف الشاعر سمير محجوب ويقول: «خيرك علينا مالوش آخر، يا ساقى وادينا الحياة، ده اللى يدوق طعمك مرة، م المستحيل أبداً ينساه».. ولم لا والنيل الذى يبلغ طوله 6738 كيلومتراً يجرى فى مصر لمسافة 1532 كيلومتراً، واتخذ شكله الحالى فى نهاية العصر الحجرى القديم، أى منذ من 20 إلى 100 ألف عام.. إن ارتباط المصريين التاريخى بالنيل يعنى أحقيتهم فى تحديد مصير هذا النهر!