البطارخ والكافيار.. أيهما أفضل؟

هل يرتبط عشق المصريين للكافيار والبطارخ باعتقادهم أن البيض عموماً يعنى بداية الحياة.. أم كما يقول العامة السبب هو الفوسفور الذى يتواجد بنسبة عالية فى الجمبرى والكابوريا وبالذات إذا أكلوه فى فترة «التبويض».. وإذا كانت بيوض الجمبرى تتجمع فى رأس أنثى الجمبرى.. أو تملأ تجويف أنثى الكابوريا.. ولذلك يصر المصرى على شراء الكابوريا الأنثى بينما أرى ذكر الكابوريا به لحم أكثر وأطعم من لحم الأنثى.. ترى ما سر كل ذلك؟! وهل الكافيار وهو بيض نوع من الأسماك أفضل أم البطارخ المصرية البلدى بالذات المأخوذة من سمك البورى..
وبطارخ البورى هى أفضل ما فى هذه النوعية من السمك. وكان أبناء بحيرة المنزلة يتفاخرون ببورى هذه البحيرة وأنه أفضل من بورى بحيرة قارون وبطارخ البورى أكثرها يؤكل مملحا ومجففا.. وبعضها يؤكل طازجاً إما مقلى فى الزيت أو مطبوخا فى صلصة الطماطم وهذه وتلك تفضل فى موسم صيد البورى وهى بين شهرى ديسمبر وإبريل بكل أنواع العائلة البورى، وبالذات من البورىوالجرانة والطوبارة والدهبانة.. وعندما يتم صيدها وهى ممتلئة بالبطارخ قبل أن تترك بحيرة المنزلة لتضع بيضها داخل البحر المتوسط ثم تعود ووراءها صغارها بعد أن يتحول بيضها إلى أصبعيات أى أسماك صغيرة فى حجم الأصبع.
وهناك من يقوم بصيد هذه الأصبعيات وهى تحاول العودة إلى البحيرة عبر البواغيز.. ليتاجروا فيها بالبيع إلى المزارع السمكية!! وبالمناسبة يباع كيلو هذه العائلة البورية «وهى ممتلئة بالبيض» بضعف سعرها وهى فارغة منها!! وهناك خبراء تخصصوا فى تحويل هذا البيض إلى بطارخ يعشقها الناس طوال العام. وبالمناسبة فإن سعر كيلو البطارخ بمئات الجنيهات وتباع أحياناً بالأصبع!! بعد أن تكتمل عملية تمليحها.. وبعض التجار يستوردون بعض البورى الأمريكى «مجمداً» وهو يحمل هذا البيض.. ليفوزوا بالبطارخ ويباع السمك بعدها «فوارغ» لهواة أكل صيادية السمك!!.
أما الكافيار فهو بيض مملح من سمك الاسترجون الكبير. وهو من الأغذية الغالية.. للأثرياء. وهو سريع التلف ويحتاج إلى التبريد ويمكن تعقيمه وبسترته ثم يعبأ.. ويجىء معظم الكافيار من روسيا. وبعضه من إيران. ويتدرج فى اللون بين الرمادى والأسود.. والأحمر الغامق. وبعض الكافيار يأتى من سمك الحفش. وبعضه من سمك السالمون الأبيض وسمك اللمب.
■ ولا تسألوا عن الكافيار الأفضل: الأحمر أم الرمادى. أم الذهبى أم الأسود.. فالأسعار نفسها هى التى تحدد ما هو الأفضل.. وبالمناسبة من الخطأ والخطر أكل كمية كبيرة من الكافيار.