بعد ظهور 16 إصابة بكورونا بين الطاقم الطبي.. أزمة «أسوان الجامعي» تصل مجلس الوزراء

شهدت أزمة تعليق العمل بأقسام مستشفى أسوان الجامعي بعد تكرار إصابة الأطقم الطبية بفيروس كورونا، عدة تطورات، وذلك في أعقاب انتقاد الفريق الطبي بالمستشفى، للإدارة بعدم توفير الحماية للأطقم الطبية وعدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية التي تمنع تكرار إصابة الأطقم الطبية ما أدى إلى إصابة 16 من الطاقم الطبي بكورونا، وتأثر الخدمة الطبية نتيجة إغلاق أقسام المستشفى الوحيد التي تخدم محافظة أسوان بالكامل.
وأصدرت إدارة مستشفى أسوان الجامعي بيانا ردا على بيان صادر عن الفريق الطبي بالمستشفى والذي انتقد فيه الفريق تعامل المستشفى مع ظهور حالات إصابة بين الفريق الطبي، ووصفته بأنه «يحتوى على كثير من المغالطات وإنه لم يتم مخالفة البروتوكول المعمول به لسحب عينات المشتبه بهم وتم سحب العينات طبقا لم تقتضيه وضع كل حالة منفردة وتقييمها طبيا وهو ما يتم بمعرفة الطب الوقائي بمديرية الصحة».
وأضافت إدارة المستشفى أن «دور المستشفى في حالة ظهور حالة إيجابية هو عمل حصر للمخالطين وتتبع ظهور الأعراض على أي منهم وإبلاغ إدارة الطب الوقائي لتقييم الحالة وعمل الفحص اللازم إذا اقتضي الامر طبقا للبروتوكولات المعتمدة والمعمول بها وتحديد المخالطين ومن يستلزم عزلهم ذاتيا بالمنزل يتم بعد عمل التقصي اللازم حتى لا تفرغ الأقسام من الأطقم الطبية وبما لا يعرض أيا من العاملين للخطر».
وأشار البيان إلى أن «عودة المنتدبين والمعارين إلى المستشفى من مديرية الصحة تم تنفيذا لطلب مديرية الصحة بأسوان بعودة بعض الأطباء المنتدبين والمعارين إلى جهة عملهم الأصلية حتى لا يتعرضوا للفصل حرصا على مستقبلهم المهني ومع عدم توافر درجات متاحة لتعيين معيدين هو إجراء متبع عند انتهاء فترة الإعارة ولا يوجد به أي تعنت من المستشفى الجامعي ولا يجوز للجهة المعار إليها الطبيب مد إعارته بدون موافقة جهة عمله الأصلية».
ولفت البيان إلى أن «المستشفى ستتقدم بشكوى إلى نقابة الأطباء ضد عضو النقابة الفرعية للأطباء لنشره البيان، على ما يخالف الحقيقة، في ظل الظروف الحالية وإعطاء ذريعة لكل صاحب فكر أو توجه لهدم مؤسسات الدولة والدعوة إلى الفرقة والتعصب في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الاصطفاف جميعا لتخطي الظرف الراهن».
من جانبه، تدخل اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، حيث قام برفع المشكلة لرئاسة مجلس الوزراء، ووزارة التعليم العالي، لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وقال «عطية» إن وزيرة الصحة وجهت بإرسال أطقم طبية من القاهرة في العديد من التخصصات لأسوان لتوفير الخدمة العلاجية للمواطنين في أسوان لحين الانتهاء من إعادة تشغيل المستشفى الجامعي بكامل طاقتها، لافتاً إلى أن الأطقم الطبية المرسلة من القاهرة ستدعم مستشفيات التأمين الصحي لتصبح جاهزة أمام استقبال المرضى والمترددين من أهالى المحافظة.
وأكد المحافظ أن الخدمة الصحية داخل أسوان لن تتأثر، مشيراً إلى أنه في نفس الوقت تم التنسيق مع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، لمراجعة كافة الإجراءات الاحترازية من التعقيم والعزل مع اتخاذ اللازم لضمان الحفاظ على صحة العاملين بالمستشفى الجامعي من الأطباء والممرضين والإداريين.
وأضاف أنه تم تنفيذ أعمال التطهير والتعقيم لمباني وأقسام المستشفى وذلك بواسطة ضباط وأفراد القوات المسلحة، وأشاد بالاستجابة السريعة للقوات المسلحة لتعقيم مستشفى أسوان الجامعي.
وأشار إلى أنه بالتوازى سيقوم الطب الوقائى بمديرية الصحة بإجراء مسح شامل على كل حالات الاشتباه بالأطقم الطبية للاطمئنان على حالتهم الصحية باعتبارهم من رجال الجيش الأبيض الذين يعملون في خندق واحد مع العاملين بمستشفيات العزل والاشتباه، مشدداً على ضرورة تطبيق أقصى درجات الحيطة والحذر باتخاذ الأطقم الطبية كافة الإجراءات الوقائية في التعامل مع هذا الفيروس السريع الانتشار للإسراع في إعادة فتح أقسام المستشفى التي تخدم شريحة كبيرة من المرضى داخل وخارج المحافظة.
وكان الفريق الطبي بأسوان الجامعي قد أصدر بيانا طالب فيه بغلق كامل للمستشفى لمدة 5 أيام على الأقل لتعقيم كافة المباني والأسطح مع عمل مسحة لجميع العاملين، بعد إصابة 16 من الطاقم الطبي بكورونا.
وقال الفريق الطبي، إنه «لم يتم إجراء سحب المسحات للفريق الطبي المخالط رغم ظهور الأعراض عليهم، وأنه تم عمل مجرد تحليل سريع وأن سحب العينات يتم بطريقة عشوائية لبعض المخالطين، وأن المستشفى يتعامل مع الأمر بالتعسف وعدم الاكتراث لصحة الفريق الطبي، وعدم توفر وسائل الحماية الشخصية، وأن استمرار الوضع لن يخلق إلا أزمات متكررة»، على حد قولهم.
وطالب الفريق الطبي بالتراجع عن قرار إنهاء إعارة 16 طبيبا مقيما و7 أطباء منتدبين بالمستشفى وتجديد إعارتهم، بعد إنهاء إعارتهم بشكل مفاجئ وتعسفي دون سابق إنذار، بعد تزايد مطالبة الأطباء بتنفيذ الإجراءات الاحترازية المقررة من وزارة الصحة، لكونهم مخالطين لحالات إيجابية، حيث تم أمرهم بالعودة للعمل بمديرية أسوان الصحية مع العلم أن من بينهم حالات إيجابية، وأغلب هذه الإعارات تم تجديدها في مارس الماضي.
وشدد الفريق الطبي بالمستشفى على إصدار قرار بالعزل أسبوعين لجميع المخالطين المباشرين للحالات الإيجابية بصورة عاجلة وضرورة وضع ضوابط تضمن توفير دائم لكل وسائل الحماية الشخصية، وتخصيص سكن آدمي للفرق الطبية، وتخصيص أماكن لعزل من يصاب من الأطقم الطبية مجهز بكافة الإمكانيات وصرف مكافأة لاطباء العزل والحجر الصحي وتوفير سكن ادمي للأطباء يسمح بتواجدهم المستمر بالمستشفي مع توفير أدوات الحماية.