البابا تواضروس: احتفالنا بعيد القيامة محدود بسبب «كورونا».. ولدينا يقين بأن الله سيرفعه

ألقى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عظة روحية، مساء السبت، عقب انتهاء صلاة القداس الإلهى بمناسبة عيد القيامة المجيد بدير القديس الأنبا بيشوى في وادى النطرون، بمشاركة الآباء الأساقفة أعضاء المجمع المقدس ودون حضور شعبى.
وهنأ البابا الأقباط بالعيد قائلًا: «أهنئكم أيها الأحباء بعيد القيامة المجيد الذي نحتفل به بعد 55 يومًا في الصوم المقدس وبعد أن قضينا أسبوع الآلام في الصلوات والقراءات الإنجيلية والكتابية، ورغم أن الظروف في هذا العام لم تسمح بالاحتفال الكامل في كنائسنا بسبب الإصابات الموجودة على مستوى العالم من جراء هذا الوباء العالمى فيروس كورونا المستجد وبلادنا أيضًا تتأثر به، ولكننا احتفلنا به هذا العام احتفالًا روحيًا عائليًا ومنزليًا بصورة رائعة وصورة الاحتفال وكل أسرة في البيت ونتابع الصلاة من خلال شاشات التليفزيون وعلى مواقع التواصل الاجتماعي هي وسيلة قوية جدًا لبناء الفكر الروحي في الأسرة والمذبح العائلي وتجديد الحياة الروحية داخل البيت الواحد.
وأضاف أن قيامة المسيح أثبتت أن الحياة أقوى من الموت وأن الحب أسمى من الكراهية وأن الخير أقوى من الشر وأن الحق اسمى من الباطل، وقيامة المسيح في اليوم الثالث، ومن هذه الحادثة صار رقم ثلاثة له أثر مهم جدًا في حياة الإنسان».
وتابع: «يقولون إن حياة الإنسان هي ثلاثة أيام، يوم الميلاد، ويوم الوفاة، وبينهما يوم طويل اسمه يوم الحياة، ويوم الحياة يوم طويل يصف منظومة الحياة الإنسانية وهذه الحياة فيها الليل يذهب ويأتي النهار وفيها أيضًا البذرة تموت في الأرض وتحيا لتأتي بثمر كثير وفيها أيضًا جيل يبني وجيل يجني وفيها أيضًا دموع تنساب وأفراح تولد وهكذا الحياة فيها كل هذه الاختلافات ولكن أود أن أركز على نقطة واحدة أن حياة الإنسان مرتبطة بمخاوف كثيرة التي يواجهها الإنسان عبر حياته وهى مخاوف عديدة وتجعله في حالة من حالات الخوف يخاف من الفشل، المرض، الموت، من وداع الأحباء من الشيخوخة من العجز من تغير الأحوال، هذه المخاوف الكثيرة تجعل الإنسان يعيش في حالة من حالات الخوف وربما ونحن في هذا العام وانتشار فيروس الكرونا بهذه الصورة في العالم بصورة فجائية جعل المخاوف تزداد وجعل حياة الإنسان في حالة قلق ولكن القيامة هي الوسيلة التي تنقل الإنسان من حالة الخوف إلى حالة الحب».
وقال: «إن القيامة جعلت الإنسان يعبر من حالة الخوف إلى حالة الحب وهى أسمى المشاعر الإنسانية التي يعيشها الإنسان في منتهى الراحة والسعادة والشبع الداخلي، وفعل القيامة هو الذي يحول الإنسان إلى إنسان يعيش إنسانيته الحقيقية وهو فرحان، القيامة نقلت وحولت كثيرًا من حالة الخوف إلى حالة الحب الكامل، سوف أشرح لكم ثلاث خطوات نجدها في مشاهد القيامة الجميلة: الخطوة الأولى وهى خطوة نقاء، فالإنسان لا يستطيع أن يتمتع بالقيامة وينتقل من حالة الخوف إلى حالة الحب الكامل إلا من خلال خطوة نقاء القلب ولكي يعيش الإنسان حياته السليمة أمام الله كإنسان، الله ينبغي أن يأخذ هذه الخطوة النقاء، والخطوة الثانية هي الرجاء والرجاء مرتبط بالإيمان، الإنسان الذي يعيش في الخوف دائمًا لديه أفكار سلبية محبطة وتجعله يصل إلى اليأس أو الانتحار إذا فقد الرجاء، خطوة الرجاء خطوة لازمة لينتقل الإنسان من حالة الخوف إلى حالة الحب».
وتحدث البابا عن الخطوة الثالثة وهى البناء (العمل) وهى خطوة الصعود والارتفاع إذا توفر للإنسان نقاء القلب ورجاء العقل تصير يده يدًا عاملة تبني.
وقال البابا: «إن القيامة ليست مجرد احتفال وليست حدثًا في التاريخ، القيامة حياة وإذا كنا ونحن في البيت الآن ونتمتع ونحتفل بعيد القيامة المجيد ونفرح ونعيش هذه الفرحة، ولنستطيع أن نفرح بالقيامة أدعوكم أن تقرأوا إنجيل معلمنا يوحنا ورسائله الثلاث وسفر لرؤيا هذه الأسفار الخمسة مجموع إصحاحاتها 50 إصحاحًا، وتتناسب مع فترة الخماسين المقدسة نعيشها ونفرح فيها بالقيامة المجيدة».
واختتم البابا عظته الروحية: «نحن نفرح بالقيامة المجيدة في هذا العام وفي هذا الاحتفال وإذا كان هذا الاحتفال محدودًا ولكن فرحة القيامة لا تحدها أى أحداث، فالقيامة في حياة الإنسان وقلبه، وبرغم تعرض بلادنا وبلاد العالم لوباء غير مسبوق وزيادة عدد المصابين ولكن نشكر الله أن بلادنا تنبهت مبكرًا وبدأت في الإجراءات الاحترازية التي تساعد في تقليل وحصر هذه العدوى التي تستطيع أن تطول أى إنسان، ولنا في وعد الله ونحن لنا ثقة ولنا يقين أمام الله أنه يستطيع أن يرفع هذه المخاوف والمتاعب الكثيرة».