على الرغم من أنه لم يتبق سوى أقل من عام على انطلاق أوليمبياد لندن 2012، ورغم أن كل دول العالم تستعد بجدية، فإن الاتحادات الرياضية فى مصر مازالت فى سبات عميق، وتفرغت للصراع مع لاعبيها بدلاً من رعايتهم وإعدادهم، وهو ما جعل الكثير من الأبطال يعبرون عن مخاوفهم من تضاؤل فرصتهم فى الفوز بميدالية أوليمبية، وحملوا القائمين على الرياضة المصرية المسؤولية كاملة خاصة أن أحدا لم يلتفت لتقرير لجنة تقصى الحقائق الخاص بأوليمبياد بكين، الذى ظل حبيس الأدراج حتى الآن. «المصرى اليوم» فتحت الملف الشائك بحثا عن مواطن الخلل، أملاً فى إيجاد الحلول المناسبة، وأجمع الخبراء والمدربون واللاعبون على أن مجالس إدارات بعض الاتحادات غارقة فى الفشل وأن مشروع التميز الرياضى والبطل الأوليمبى أخفق فى تحقيق أهدافه، وأنه مجرد مشروع على الورق فقط، وأوضحوا أن أغلب اللاعبين لم يحصلوا على رواتبهم على مدار 15 شهراً، وطالبوا بضرورة تدخل المجلس العسكرى لإنقاذ الرياضة من المصير المجهول. من جانبه، فجر هشام مصباح الحاصل على برونزية بكين مفاجأة من العيار الثقيل قائلاً: منذ أن عدت من بطولة فرنسا قبل 15 يوما وأنا لا أتدرب لأننى لا أجد مدربا، فضلاً عن أننى لم أحصل على راتبى على مدار سنة ونصف السنة، وهو ما يضطرنى للإنفاق من جيبى، وأكد مصباح أن حلمه بتحقيق إنجاز أوليمبى جديد يتضاءل فى ظل السياسة التى يتبعها القائمون على شؤون الرياضة وتجاهلهم للأبطال، ورفضهم إقامة معسكرات خارجية للإعداد، وقال مصباح إن الأمور كانت أفضل قبل أوليمبياد بكين، وكانت النتيجة أن حققت أنا وإسلام شهابى ورمضان درويش مراكز عالمية، ترشحنا لميداليات أوليمبية، وأضاف: بدلاً من الاهتمام بنا بتوفير مدرب على الأقل تم إهمالنا!! فيما وصف أشرف حافظ المدير الفنى للمصارعة المقال ما يحدث فى اتحاد المصارعة بالكوميديا السوداء، مشيراً إلى أنه علم بقرار استبعاده من تدريب المنتخب من وسائل الإعلام، وأنه لم يتلق إخطاراً باستبعاده حتى الآن، وقال إن مجلس الإدارة تفرغ لصراعاته وترك اللعبة تغرق وهو ما دفع اللاعبين للدخول فى اعتصامات، وأضاف: ما يحدث يعد اغتيالا للاعبى المصارعة، مشيراً إلى أنها المرة الأولى فى التاريخ التى تتراجع فيها مصر للمركز الثانى فى البطولة الأفريقية، وأوضح أن إبراهيم فرج الحاصل على المركز الثالث فى بطولة العالم خسر فى البطولة الأفريقية، وبات الأمل الوحيد فى بوجى الذى يستعد للمشاركة فى بطولة العالم بتركيا خلال أيام، لكونه يتدرب فى الخارج بعيداً عن مشاكل الاتحاد. ومن جانبه، أكد خالد زين سكرتير عام اللجان الأوليمبية الأفريقية صعوبة حصول مصر على أى ميدالية فى لندن فى ظل الانهيار والتخبط الإدارى الذى سيطر على جميع الاتحادات التى تركت دورها فى إعداد اللاعبين وركزت على صراعاتها وتقديم فروض الطاعة للمجلس القومى للرياضة. وقال عصام عبدالمنعم إنه نادم على المشاركة فى تقرير لجنة تقصى الحقائق عقب أوليمبياد بكين، ولن يشارك مجددا فى مثل هذه اللجان التى هى بمثابة مضيعة للوقت دون عائد، خاصة أنها تظل حبيسة الأدراج دون الاستفادة منها.