عشرة شهور مرت على التقرير الذى أعدته لجنة تقصى الحقائق، برئاسة الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، وتضمن أسباب الفشل فى أوليمبياد بكين 2008. كان الرئيس حسنى مبارك قد شكل لجنة لبحث أسباب الفشل، واستمرت فى عملها لمدة تقارب الشهرين، وانتهت إلى إعداد تقرير فى أكثر من 1000 صفحة عن أسباب الفشل، وكيفية الإعداد السليم لأوليمبياد لندن 2012، وأوصى التقرير بالبدء على الفور فى الإعداد للأوليمبياد المقبل، واستشهدت بالسباح الأمريكى «فيلبس» صاحب الأرقام القياسية الذى حصل على إجازة 15 يوماً فقط بعد أوليمبياد بكين، قبل أن يبدأ الإعداد للندن، وحتى الآن لا يعرف أحد مصير التقرير الذى تم تجميده داخل الأدراج المغلقة. من جانبه، أكد عصام عبدالمنعم، عضو اللجنة، حزنه الشديد على إهدار الجهد الكبير الذى بذلته اللجنة فى إعداد التقرير، الذى لا يعرف أحد عنه شيئاً طوال الفترة الماضية، خاصة أن اللجنة لم تكن منوطة بالتنفيذ، وقال: أنا حزين على الوقت والجهد اللذين بذلتهما فى تقرير على الورق فقط، وتم احتجازه فى الأدراج المغلقة، وأضاف: لن أشارك فى مثل هذه اللجان مرة أخرى لأنها بلا جدوى. وأكد أن الرياضة المصرية تسير فى طريق خاطئ، ويصعب تحقيق ميدالية فى لندن، خاصة أن القائمين على الرياضة لا يشغلهم الأمر ويقدمون مبررات الفشل من الآن. وقال محمود أحمد على، رئيس اللجنة الأوليمبية، إن الفشل موجود فى كل المجالات، وليس فى الرياضة فقط. وأرجع فشل مشروع البطل الأوليمبى إلى النزاع عليه بين المجلس القومى للرياضة واللجنة الأوليمبية. وقال المصارع محمد عبدالفتاح «بوجى»: لا يوجد إعداد بالمفهوم العلمى للبطل الأوليمبى، وإنما طفرات فردية من الأفراد لرغبتهم فى صناعة مجد شخصى كما حدث معى عندما فزت ببطولة العالم 2006، وعندما فاز كرم جابر بذهبية أوليمبياد أثينا، وأضاف بوجى: اتحاد المصارعة السابق وقف ضدنا لدرجة أنه كان يحرض وكالة المنشطات على إجراء كشوفات دورية لنا، لدرجة أنهم تحاملوا علىّ وأوقفونى فترة طويلة. وانتقد بوجى مشروع البطل الأوليمبى واعتبره حبراً على ورق، ولا يقدم شيئاً، وأشاد بالمركز الأوليمبى من حيث الإقامة، لكنه اشتكى من الوجبات التى رغم تحسنها لا تجدى مع أبطال يسعون لحصد ميداليات أوليمبية. من جانبه، اعترف اللواء محمود أحمد على، رئيس اللجنة الأوليمبية، بأن كل الاتحادات تعد لاعبيها، لكن ليس الإعداد الأمثل، وذلك بسبب عدم وصول الدعم المقدم من المجلس القومى للرياضة، وقال: هناك اتصالات مكثفة مع حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، لتوفير الدعم فى أقرب فرصة، وكشف عن وجود مشروع جديد وهو مشروع «التميز الأوليمبى» بالتوازى مع مشروع «البطل الأوليمبى» ولكنه يمتد لمختلف أنحاء الجمهورية لاكتشاف أبطال أوليمبيين. وأكد أن فرص مصر فى لندن تنحصر فى الفوز بميدالية أو اثنتين، وذلك مرهون بالتركيز على 30 أو 35 لاعباً فى 6 ألعاب فقط، يتركز عليهم الدعم بالكامل مع تخصيص دعم أقل للاتحادات التى تشارك للتمثيل المشرف. وقال رئيس اللجنة الأوليمبية إن إنجاز أثينا بالفوز بخمس ميداليات طفرة وليس نتيجة إعداد علمى، وتساءل: لماذا يطالبوننا بحصد الميداليات وتثور الدنيا ضدنا فى حين أن أحداً لم يتحدث عن عدم اختيار أى جامعة مصرية ضمن أفضل 5000 جامعة على مستوى العالم؟!