قالت المعارضة الليبية إنها سيطرت على جيوب في العاصمة طرابلس، التي يتحصن فيها القذافي، بعد ليلة من القتال مع تقدم معارضي العقيد الليبي معمر القذافي في العاصمة الاحد معلنين عن هجوم نهائي لاسقاط العقيد الذي يحكم البلاد منذ 1969. ووصف القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الحكومي المعارضين الذين يقاتلون منذ فبراير للاطاحة به «بالجرذان» وقال انه لن يستسلم. وفي هجوم منسق كان المعارضون يخططون له سرا منذ شهور لانهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما بدأ اطلاق النيران مساء السبت عبر طرابلس بعد لحظات من استخدام رجال الدين مكبرات الصوت في ماذن المساجد لدعوة الناس للخروج الى الشوارع. ويشير القتال داخل طرابلس الى جانب تقدم مقاتلي المعارضة الى مشارف المدينة فيما يبدو الى بدء مرحلة حاسمة في الصراع المستمر منذ 6 أشهر والذي أصبح أكثر انتفاضات الربيع العربي دموية وتدخل فيه حلف شمال الاطلسي. لكن قوات الامن التابعة للقذافي التي تواجه زحفا من قوات المعارضة من ثلاث جبهات لم تنهر بالشكل الذي توقعه بعض المقاتلين. وتقتصر الانتفاضة على أحياء محدودة ولم تمتد للمدينة بأكملها. واذا تمت الاطاحة بالقذافي فهناك تساؤلات حول ما اذا كانت المعارضة بامكانها اعادة الاستقرار في البلاد المصدرة للنفط. وتعاني المعارضة من نزاعات وتنافس في صفوفها. ومع بزوغ شمس يوم الاحد أي بعد أكثر من 12 ساعة من اندلاع القتال ما زال بالامكان سماع دوي اطلاق الرصاص في العاصمة الليبية ولكن بكثافة أقل. وقالت مراسلة لوكالة «رويترز» في فندق بوسط المدينة أن بإمكانها سماع دوي إطلاق نيران كل بضع دقائق وأصوات أسلحة ثقيلة. وأقرب مفرزة للمعارضة تتمركز في الزاوية على بعد نصف ساعة بالسيارة من غرب طرابلس. وقال مقاتلو المعارضة من خط الجبهة انهم سيطروا على بلدة جدايم وانهم الان على بعد نحو 20 كيلومترا من طرابلس ويقتربون من ضاحية جنزور بغرب العاصمة. وحسب مراسل من «رويترز» فإنه بالإمكان سماع دوي قذائف تسقط ويمكنه رؤية أعمدة دخان. وهرعت عربات الاسعاف من خط الجبهة الى المستشفى في بلدة الزاوية القريبة. واحتفل مقاتلو المعارضة في جدايم وهم يكبرون. وقال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي المعارض في مدينة بنغازي بشرق ليبيا إن المعارضين يسيطرون على عدد من الأحياء مضيفا أن المزيد من المعارضين يتدفقون حاليا من خارج المدينة للانضمام لزملائهم. وقال عاشور شمس الصحفي المعارض والنشط المقيم في بريطانيا أن فرص القذافي لخروج آمن تتضاءل مع مرور الوقت مضيفا أن كلما بقي تقلصت قاعدته وأصبح من الأسهل أن يلقى القبض عليه أو يقتل. وتابع أنه يعتقد أن لا أحد ينقل الصورة كاملة للقذافي مشيرا إلى أن نجله سيف الإسلام هو من يقود القتال نيابة عنه. ويظل مكان تواجد القذافي ما زال سرا. وفي طرابلس ذاتها يبدو وكأن كل من الجانبين يسعى للسيطرة على أسطح المنازل حيث يكون بالامكان أعداد مواقع لإطلاق النيران استعدادا على ما يبدو لموجة جديدة من القتال أثناء الليل. وقال أحد النشطاء المعارضين في طرابلس أن قوات القذافي نشرت قناصة على أسطح المباني حول باب العزيزية مقر القذافي وعلى أسطح برج مياه قريب. وبث التلفزيون الحكومي رسالة على الشاشة تحث السكان على عدم السماح لمقاتلي المعارضة المسلحين بالاختباء فوق أسطح منازلهم. وقالت الرسالة:«العملاء وأعضاء تنظيم القاعدة يحاولون زعزعة استقرار المدينة وتخريبها». وطلبت من السكان منعهم من استغلال منازلهم ومبانيهم ومواجهتهم والتعاون مع وحدات مكافحة الارهاب للقبض عليهم. وفي رسالة صوتية تم بثها عقب منتصف الليل سعى القذافي الى أن يظهر للسكان أنه ما زال مسيطرا. وقال القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الرسمي الليبي في ساعة متأخرة من الليلة الماضية «نهنئكم بالقضاء على هؤلاء الجرذان التي انتشرت هذه الليلة وداهمتها الجماهير وقضت عليها». وأضاف أنه يعرف ان هناك غارات جوية ولكنه قال ان اصوات الالعاب النارية اعلى من صوت القنابل التي تسقطها تلك الطائرات. وفي افادة صحفية للمراسلين الاجانب كرر المتحدث باسم القذافي نبرة التحدي. وقال موسى ابراهيم ان الوحدات المسلحة التي تدافع عن طرابلس من المعارضين تؤمن تماما أنه إذا سقطت طرابلس فستسيل الدماء في كل مكان ومن ثم أجدر بهم القتال حتى النهاية. وأضاف أن الحكومة الليبية تحمل الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المسؤولية الأدبية عن «كل قتيل سقط دون داع في ليبيا».