تلك رسالتى الثالثة إليكم فى بابكم المميز خلال عام.. وأكرر أننى أعمل مرشداً سياحياً فى شركة ألمانية منذ واحد وعشرين عاماً.. أجوب بالسياح الألمان كل ربوع مصر على مدار العام.. بتاريخ 12 أبريل الماضى كنت مصاحباً لفوج فى زيارة لوادى الملوك.. ولأن التعليمات منذ سنوات تمنع شرح المرشدين السياحيين داخل المقابر، لمنع دخول أعداد كبيرة حفاظاً على ألوان الرسومات، فلم أدخل تلك المقابر التى أحفظها عن ظهر قلب منذ سبع سنوات!! وفى ذلك اليوم وفى التاسعة صباحاً فوجئت بآلاف السياح، يدخلون مقبرتى رمسيس الثالث وتحتمس الثالث (وأرسل إليك صورتين للأعداد المذهلة).. ذهلت للمصيبة!! كل مقبرة بها مئات السياح ومئات آخرون خارجها وإذا بالألوان قد بهتت بشدة عما تركتها عليه منذ سبع سنوات!! وإذا بالرطوبة تملأ المكان وسقف المقابر عليه قطرات ماء!! وبعض السياح يصورون بالتليفونات المحمولة مقابل يورو أو اثنين لخفير المقبرة!! وفى مقبرة تحتمس الثالث خرج السياح يكادون يختنقون وملابسهم مبتلة بالعرق.. النقوشات التى فى متناول أيدى السياح يمرون بأيديهم عليها ولا يوجد زجاج يحميها!! مهزلة بكل المقاييس.. إن مقابر وادى الملوك هى أجمل وأرقى ما نملك ولا يوجد لها مثيل فى العالم كله.. ويحق للسائح أن يدخل ثلاثاً منها فقط ب10 يورو.. بثمانين جنيها ندمر ما نملك!! كنت أقف ضمن ما لا يقل عن ثلاثمائة سائح داخل مقبرة رمسيس الثالث وأكاد أنفجر غيظاً!! سيدى لماذا لا نقوم بإنشاء نماذج طبق الأصل من تلك المقابر فى المنطقة أو بجوارها، وأياً كانت التكلفة سنعوضها خلال عام!!.. ونجعل دخول المقابر الأصلية بخمسين أو مائة يورو لتقليل الأعداد، وب10 يورو للنماذج.. فى شمال ألمانيا وفى متحف «هلدس هاين» يوجد نموذج طبق الأصل من مقبرة «ستى نيفر» وهى أشهر مقابر وادى العمال بدير المدينة بغرب الأقصر.. لماذا لا نقلدهم حفاظاً على ثروة لا تقدر بمال؟.. لقد زارنا العام الماضى 12 مليون سائح.. كلهم يحرصون على زيارة الهرم ووادى الملوك والكرنك وأبوسنبل وفيلة!.. هل نعى الأرقام؟.. يا سادة سارعوا وأوقفوا تلك المهزلة.. أما خفراء المقابر فتلك حكاية ورواية لها حديث آخر! مرشد سياحى - الشيخ زايد