رثاء.. وشكوى من المطار والداخلية.. وكلمة أخيرة

أولا.. أ. د. عصمت شيبة
فوجئت وفجعت أثناء وجودى فى برشلونة لحضور المؤتمر الأوروبى للسكر بخبر وفاة الصديق الحبيب والأخ الفاضل والأستاذ القدير عصمت شيبة الحمد أستاذ الباطنة والجهاز الهضمى والمناظير بطب القاهرة والرئيس الأسبق لمجلس قسم الأمراض باطنة ومركز تطوير التعليم وإدارة زمالة الأمراض الباطنة والذى أبلى بلاء حسنا فى كل المواقع، وكان نموذجا يحتذى للأستاذ الجامعى بكل معانى الكلمة، ولكن إرادة الله شاءت أن يرحل عنا بعد أن أدى مهمته على أحسن ما يكون كى ينال بإذن الله جزاء عمله الصالح ليكون مع النبيين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا وإنا لله وإنا إليه راجعون
ثانيا.. شكوى من مطار القاهرة ووزارة الداخلية
بقدر سعادتى وفخرى بما رأيته فى صالة 2 بمطار القاهرة والتى أصبحت تضارع مثيلاتها فى المطارات العالمية بقدر حزنى وأسفى على ما شاهدته عند العودة فى صالة 3:
1) فى رحلة العودة رقم 768 مساء الجمعة الماضى والتى أظهرت مجددًا امتياز طاقم الضيافة وتفانيهم فى خدمة الركاب فوجئنا عند توقف الطائرة بانتظار زاد عن نصف الساعة داخل الطائرة التى أطفأت أنوارها الداخلية علينا فى انتظار الحافلة التى ستقلنا إلى صالة الوصول!! مما سبب حالة شديدة من الاستياء بين المصريين والأجانب المرتبطين بمواعيد هامة ثم واصلنا التأخير فى انتظار وصول الحقائب فى غياب تام لأى مسؤول نتحدث إليه.. من أجل ذلك أطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه المواقع بالمطار والذين يسيئون– عمدا أو إهمالا– لمطارنا الدولى، كما أطالب بوضع حل حاسم لمهزلة منطقة انتظار السيارات والتى تمثل فى رأيى نقطة سوداء، لأنها تكون أول انطباع للزائر عن هذا الوطن فهل هذا يليق؟.
2) تعودت طوال سنوات طويلة على الوقوف لمدة ثوان أمام ضابط الجوازات عند العودة لرفع سماعة الهاتف للتحقق من حقيقة الاسم الذى يبدو أنه يتشابه مع اسم أحد المطلوبين أمنيا، ولكن الأمر اختلف هذه المرة، حيث أعطى الضابط الجواز إلى أحد الأمناء ليرسله إلى مكتب مجاور به أمينان للشرطة للاطلاع على الجواز، ووجدت معى مجموعة من أساتذة الطب العائدين معى وغيرهم وبعد فترة بدأوا بالنداء على الأسماء لاستلام الجوازات، وهو أمر مهين ومرفوض ولن نقبل به ثانية ولو وصل الأمر إلى التوقف عن السفر، وأطالب وزير الداخلية النشيط بأن يوقف هذه المهزلة واستخدام طرق تكنولوجية أخرى للحصول على المعلومات المطلوبة.
ثالثا.. كلمة أخيرة..
ما حدث ويحدث فى وسائل التواصل الاجتماعى مؤخرا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن حالة الغل والحقد التى تملأ صدور إخوان الشياطين ومن والاهم فى قطر وتركيا قد وصلت درجة خطيرة من الجنون، مستغلة بعض الصعوبات الحياتية المتوقعة فى مرحلة التغيير إلى الأفضل، وأصبح الأمر يحتاج إلى تكاتف كل الجهود لوأد الفتنة فى مهدها، فمن ناحية أطالب الأجهزة الأمنية بقطع دابر كل النباتات الشيطانية المزروعة فى الكثير من المؤسسات والإدارات أينما وجدت، مع وقف كل المواقع المشاركة فى هذه الهجمة الحاقدة، ومن ناحية أخرى أطالب بسرعة إصلاح منظومة الإعلام التى أصابها الشلل وضرورة زيادة المشاركة السياسية فى اتخاذ القرار وكذا الإفراج الفورى عن كل الشباب المحتجز ولم يحرض أو يشارك فى العنف من أجل تخفيف احتقان لا مبرر له.. وقولًا واحدًا لا للعنف والتخريب ولا عودة إلى الوراء، ولا تفاوض مع من تلطخت أيديهم بدماء المصريين، ولا تساهل مع من ساعد أو حرض على عودة العنف، وسوف نمضى فى طريقنا نتفق ونختلف، ولكننا أبدا لن نتوقف عن مسيرة البناء والتقدم، التى بدأناها شعبًا وجيشًا يدًا واحدة، كى تتبوأ مصر مكانها اللائق بها.
drsalahharb@gmail.com