ألكساندر دوماس هو واحد من الكتاب الفرنسيين الأكثر شعبية فى القرن التاسع عشر، كتب أعمالا اتسمت بحس المغامرة، خاصةً رواياته «الكونت دى مونت كريستو» و«الفرسان الثلاثة»، كما قدم أعمالا عن التاريخ الفرنسى والقصص الواقعية، ومسرحيات، وترجمت أعماله إلى أكثر من 100 لغة. وهو مولود فى فرنسا عام 1802، ووالده الجنرال دوماس ألكسندر ديفى دى لا بايليتيرى، وتم تبنى اسم عائلة دوماس من جدة ألكسندر. وفى 1822، انتقل ألكسندر إلى باريس وتفرغ للكتابة، وبدأ كتابة المسرحيات الكوميدية والدراما، وكان أسلوبه يتميز بأنه من النوع الرومانسى المعاصر. كتب دوماس فى القصص القصيرة والروايات، والمسرحيات والسفر، وشملت اهتماماته أيضًا الجريمة والفضائح والمغامرة، وحقق نجاحًا واسعًا فى روايته «كونت دى مونت كريستو»، التى نُشرت فى البداية كمسلسلات. وبفضل الأموال التى اكتسبها من نشر رواياته، قام بشراء أرض وبنى قلعة مونتى كريستو، فى بورت مارلى، إيفلين، فرنسا، وكان المقصود منها أن تكون ملاذًا له، وقضى الكثير من وقته فى الكتابة والتسلية هناك، قبل أن تزداد عليه الديون، مما اضطره إلى بيع العقار، واتجه إلى بلجيكا، ثم روسيا، للتهرب من الدائنين، واستمر فى نشر الكتب، وتوفى فى 1870، فى منزل ابنه فى فرنسا. تحكى الرواية عن البحار إدموند دانتيس، الذى يتمتع بحياة مثالية، على وشك أن يصبح قبطان سفينة، ومرتبط بشابة جميلة تدعى «مرسيدس» وهو محبوب من قِبل كل من يعرفه تقريبًا، لكن هذه الحياة المثالية تثير الغيرة لبعض أصدقائه، «دانجلار» أمين صندوق السفينة «فرعون»، وصديقه فرناند مونديجو، الذى يحسده على خطيبته، وجاره «كادروسى» الذى يشعر بالحسد لأنه أكثر حظًا منه فى الحياة. فى أثناء رحلته بالسفينة توفى القبطان، فتولى «دانتيس» القيادة، ودون استشارة أحد توقف فى جزيرة ألبا استجابة لآخر تعليمات قبطان السفينة، لتسلّم طرد إلى المارشال برتران، دون أن يعلم محتوى الرسالة، إلا أن هؤلاء الرجال الحاقدين عليه، اتهموا «دانتيس» بالخيانة، وتم القبض عليه. يرى نائب المدعى العام، «فيلفورت» براءة «دانتيس» من ادعاءات الخيانة، بعد التحقيق معه، وقرر الإفراج عنه، وفى اللحظة الأخيرة كشف له «دانتيس» اسم الرجل المفترض أن يتسلم منه الرسالة، المرسلة من نابليون لأحد مناصريه، وكان ذلك الرجل «نويرتييه»، والد «فيلفورت»، فعدل عن قرار إطلاق سراحه خوفًا من الكشف عن أنشطة والده الخائنة، وقرر إرسال «دانتيس» إلى سجن شاتو ديف سيئ السمعة مدى الحياة. فى السجن، يلتقى «أبى فاريا»، وهو كاهن ومفكر إيطالى، تم سجنه بسبب آرائه السياسية، قام بتعليم «دانتيس» العلوم والفلسفة واللغات، كما كشف له عن مكان كنز مدفون فى جزيرة مونتى كريستو، وبعد وفاة الكاهن، وضع «دانتيس» نفسه مكان جثمانه، واستطاع الهرب بعد إلقاء الجثمان فى البحر، وتمكن من الوصول للشاطئ والتقطه مجموعة من المهربين، انضم إليهم، حتى تمكن من إيجاد موقع الجزيرة وعثر على الكنز، وبدأ رحلة انتقامه ممن تسببوا فى سجنه. قُدمت الرواية فى العديد من الأفلام الأجنبية، كما تم تجسيدها فى أعمال مصرية، منها، «أمير الانتقام» بطولة أنور وجدى، و«أمير الدهاء» بطولة فريد شوقى، و«دائرة الانتقام» لنور الشريف، و«الظالم والمظلوم». يشار إلى أن المؤرخ الفرنسى ألان ديكو قام بإنشاء مؤسسة أصدقاء ألكسندر دوما عام 1971، وكان الغرض منها الحفاظ على قلعة مونت كريستو الموجودة حاليًا فى موقع المؤسسة.
