«جزيرة بدران».. سرد روائى ل«مغامرات مثيرة»

«جزيرة بدران» هى الرواية الثانية والأحدث للدكتورة داليا مجدى عبدالغنى، بعد روايتها «الحوت الأزرق»، وتأتى الرواية فى طابع بوليسى يتوارى خلف ملامح وجدانية تلقى بظلالها على السرد الروائى، والرواية عامرة بالسرد والحكى والكثير من الأحداث المتدافعة والمتدفقة دراميًا. وعلى غلاف الرواية نقرأ: جزيرة بدران هى تجربة جديدة للكاتبة تكشف فيها عن فتاة تدعى «جومانا المداح»، وهى تسير فى الطريق الوعرة المظلمة والغموض يساورها وهى تتذكر كل حياتها الماضية، والتى كانت عبارة عن سلسلة مغامرات متلاحقة، فهل يا ترى هذا الطريق هو بداية لمغامرة جديدة فى حياتها، حتى وصلت إلى كوخ الأسرار، والذى يحمل بداخله سلسلة من الألغاز، التى وجدت حلها أثناء قراءتها الرواية الغامضة التى وجدتها فى الكوخ، ولكن السؤال الذى ظل يتردد بداخلها هو: أين اختفى مؤلف الرواية «أحمد بدران»؟. وهذا هو اللغز الذى لم تجد إجابة له فى تلك الرواية، ولكن الصدفة وحدها هى التى حجبت الستار عن حل ذلك اللغز، وكان ذلك الحل هو أكبر مفاجأة لها. استهلت الكاتبة روايتها بقولها: «العزلة ليست دائما هى السبب والبداية، بل أحيانا تكون هى النتيجة والنهاية»، ووفق ما تحمله الجملة من غموض وإثارة لمعرفة كيف يتجلى معناها فى وقائع الحياة تأتى فصول الرواية الممتدة بلا ملل لتحكى حكاية رواية أخرى، وتتسم الرواية أيضًا بطابع بوليسى يتوارى خلف الملمح الوجدانى الذى يلقى بظلاله على السرد الروائى، ويتبين بشدة فى عناوين الفصول التى تأتى: (كوخ الأسرار، وتفسير الحلم، والنهر سارق الأحباب، والمرأة الغامضة). وكانت قاعة جرجى زيدان بمؤسسة دار الهلال الصحفية عقدت أمسية ثقافية للاحتفال بتوقيع روايتها الثانية «جزيرة بدران»، التى تعد أحدث إصداراتها. وعلى هامش الأمسية التى أقامتها مجلة الهلال برئاسة الكاتب الصحفى خالد ناجح، رئيس تحرير إصدارات الهلال، ناقش الحضور الرواية من مختلف الجوانب الأدبية، وأدار المناقشة الكاتب والروائى يوسف القعيد، والناقد شعبان يوسف، والدكتورة نوران فؤاد، والشاعر أسامة الحداد، والكاتب الصحفى أحمد أيوب، والفنان أحمد ماهر، إلى جانب عدد من كبار الكتاب والنقاد والإعلاميين. وقال الروائى يوسف القعيد فى كلمته إن الرواية عامرة بالسرد والحكى والكثير من الأحداث المتدافعة والمتدفقة دراميًا، أما الشاعر والناقد شعبان يوسف فقال إن هناك تطورًا فى الحدث الروائى، كما أن الرواية تناقش الواقع المجتمعى وصراع الطبقات بشكل مثير وتتميز بالسرد التصاعدى المتنامى، مثل حكايات ألف ليلة وليلة، والرواية ممتعة وشيقة، أما الناقدة الدكتورة نوران فؤاد فقالت إن الرواية قوية فى أحداثها على نحو متدفق وتذكرنا بأسطورة إيزيس وأوزوريس فضلا عن الملمح الفلسفى، فيما وصف الشاعر والناقد سامى الحداد الرواية بقوله إن الرواية تقف على تخوم الملاحم الشعبية التى تعتمد على القصة النابعة من رحم قصة أخرى، كما أنها تحكى عن مرحلة مهمة فى تاريخ مصر. وخلصت المناقشة إلى الإشادة بالرواية من حيث البنية الروائية، وكذلك الوصف الدقيق للأماكن والأشخاص ما يجعلك تتعايش مع أحداث الرواية حتى إنها تتجسد أما عينيك أثناء القراءة، حتى إن أسماء الشخصيات كانت مناسبة تمامًا لزمن الرواية والذى يدور فيما قبل ثورة يوليو وما بعدها. بقى الدكتورة داليا مجدى عبدالغنى، مستشارة بهيئة النيابة الإدارية، حاصلة على درجة الدكتوراة فى الحقوق عام 2014، وعضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، لها العديد من المقالات الأسبوعية فى العديد من الصحف المصرية، وحازت العديد من الجوائز التقديرية عن أبحاثها فى القانون، ولها العديد من المؤلفات القانونية.