انفراجة فى أزمة «التكليف» بين «الصحة» و«الأطباء»

شهدت الأزمة بين نقابة الأطباء ووزارة الصحة حول نظام التكليف وفق نظام التدريب الذى قررته الوزارة ضمن برنامج الزمالة المصرى، انفراجة بعدما وافقت الوزيرة، الدكتورة هالة زايد، على الاجتماع مع وفد نقابة الأطباء برئاسة النقيب العام الدكتور حسين خيرى، أمس الأول، بحضور وفد من لجنة الصحة بمجلس النواب برئاسة الدكتور محمد العمارى، بحضور عدد من قيادات الوزارة، للإجابة عن استفسارات النقابة حول النظام، حيث قدمت الوزيرة شرحاً لأهدافه ووعدت بالكشف عن تفاصيله.
وقالت وزارة الصحة فى بيان، أمس، إن الوزيرة قالت، خلال الاجتماع، إن النظام تمت دراسته والإعداد له منذ فترة للتأكد من إمكانية تطبيقه بشكل دقيق على أرض الواقع، مشددةً على أن شعار الوزارة، خلال الفترة المقبلة، هو تعليم الطبيب لأن مسؤولية الدولة هى الاهتمام بمصلحته ضمن واجباتها فى الحفاظ على حق المريض فى الحصول على خدمة طبية من خلال طبيب مؤهل ومدرب.
وأكدت الوزيرة أن أساس النظام الجديد هو طبيب متعلم، ومنهج معتمد، ومكان تدريب معتمد، ومدربون أكفاء فى التعليم الطبى، وهو إلزامى لجميع خريجى كليات الطب المكلفين بالعمل فى الوزارة بما يحقق إصلاح التعليم الطبى المهنى وحصول الأطباء على فرص تدريبية، وتقديم أكفاء للعمل فى منظومة التأمين الصحى الشامل التى تم إطلاقها والتى تقوم فى الأساس على بيئة عمل جيدة وأجور عادلة ونظام تدريب مهنى، وهو ما يتطلب تكاتف جميع الجهود لإنجاح ذلك النظام لصالح الطبيب والمريض.
وأشارت الوزيرة إلى أن مصر خطت خطوات كبيرة فى مجال الصحة العامة نالت إشادات العالم والمنظمات الدولية من خلال إنجاز المبادرات الرئاسية فى هذا المجال وتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، لذا كان يجب أن يتزامن مع تغيير منظومة الرعاية الصحية فى مصر، إصلاح وتطوير وتأهيل مقدمى الخدمة الطبية من خلال تطوير منظومة التعليم الطبى المهنى.
وأكدت الوزيرة أن نظام تدريب الأطباء ببرنامج الزمالة المصرية يرفع من كفاءتهم بما يوازى زملاءهم فى المستشفيات الجامعية والمؤسسات الطبية مثل مؤسسة مجدى يعقوب، موضحة أنه يتم تدريب الأطباء على كيفية البحث العلمى وكذلك إتاحة النشر للأبحاث العلمية، كما تم البدء فى تنفيذ خطوات اعتماد الكلية الملكية البريطانية للمناهج وطرق التقييم والتدريب بحيث تتوافق أى مستجدات فى برنامج الزمالة المصرية مع معايير الاعتماد للكلية البريطانية، ولفتت إلى أنه تم إلحاق 3 أطباء من أوائل دفعات الزمالة المصرية قبل عام 2012 بالمجالس العلمية للزمالة المصرية، وسيتم تطبيق ذلك النظام على الدفعات القادمة بالزمالة.
وتابعت الوزيرة أنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع كلية الطب بجامعة هارفارد لمدة 3 سنوات لتدريب الأطباء على البحث العلمى حيث يتيح ذلك لجميع الأطباء العاملين بمنظومة التأمين الصحى الشامل نشر أبحاثهم العلمية، بالإضافة إلى الاتفاق على تدريب أول دفعة من الأطباء المُدربين ببرنامج الزمالة المصرية على طرق التعليم والذى يبدأ فى ديسمبر الجارى من خلال استقدام وفد من الأطباء المتخصصين بجامعة هارفارد، موضحة أن القيادة السياسية ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسى هما الأساس فى تنفيذ كل تلك الخطوات فى إطار الموارد المتاحة بالدولة، لافتة إلى إطلاع نقابة الأطباء على أى تعديل بنظام تدريب الأطباء الجديد قبل تطبيقه.
ونبهت الوزيرة إلى أن الوزارة ملتزمة بتحمل التكاليف المالية للأطباء كافة حيث سيتم معاملتهم بنظام التدريب الجديد ببرنامج الزمالة المصرية معاملة الطبيب المقيم من اليوم الأول للتكليف.
من جانبه أشاد الدكتور محمد العمارى، رئيس لجنة الصحة فى البرلمان، بتقبل الوزيرة لجميع الآراء المطروحة حول نظام التدريب الجديد أثناء مناقشته مع أعضاء لجنتى الصحة والتعليم، مؤكداً ضرورة التواصل المستمر بين النقابة والوزارة لتوضيح النقاط الغامضة لهم فيما يخص النظام الجديد.
وقال الدكتور مجدى مرشد، عضو اللجنة، إنه بعد استيضاح نظام تدريب الأطباء الجديد ببرنامج الزمالة المصرية لا يمكن لعاقل أن يرفضه، كما أنه لا خلاف عليه خصوصاً أن نظام التكليف السابق لم يكن يتيح فرص تدريب حقيقة للأطباء.
وأشاد الدكتور حسين خيرى، نقيب الأطباء، بالشرح والتوضيح الذى قدمته الوزيرة، الدكتورة هالة زايد، للنظام الجديد، مؤكدًا أن هدف النقابة والوزارة هو مصلحة الطبيب وتقديم أفضل خدمة طبية للمريض، فيما أشار الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام النقابة، إلى معاناة الأطباء فى الماضى للتسجيل بالزمالة المصرية، مؤكدًا أهمية النظام الجديد الذى يتيح الفرصة لتعليم جميع الأطباء.
وقال «الطاهر»، ل«المصرى اليوم»، إنه تم الاتفاق على عقد لقاء آخر أمس، مع مثول الجريدة للطبع بين الدكتور أحمد محيى، مساعد الوزيرة وممثلى لجنة الشباب بالنقابة، يتم فيه الكشف عن القرار الوزارى الذى يتضمن جميع تفاصيل النظام الجديد حتى يمكن مناقشته والحكم عليه بدقة.
وأضاف الطاهر أن النقابة رحبت، من حيث المبدأ، بالرؤية التى عرضتها الوزيرة خلال الاجتماع بضرورة توفير فرص تعليم وتدريب لجميع الأطباء، إلا أنه طرح مشكلة عدم وضوح العديد من نقاط النظام الجديد نظراً لعدم وجود مضمون مكتوب للنقاش حوله، لافتاً إلى أن النقابة طلبت تكليف الدفعة التكميلية الحالية وفق النظام القديم وإتاحة دراسة الزمالة لهم جميعاً، حتى يتم تحقيق فكرة تعليم وتدريب جميع الأطباء، لحين مناقشة تفاصيل النظام الجديد بدقة، متوقعاً الوصول لتفاهم حول النقاط الخلافية حوله خلال الجلسة بين مساعد الوزيرة وشباب الأطباء، وتحديد جلسات أخرى لمناقشة مكونات هذا النظام.