«الشغف يغلب الخوف.. والأنثى هى القوة» فى معرض «دينا فاضل»

كان معرضها الأحدث الذى أقيم فى قاعة «بيكاسو» فى الزمالك، هو الفردى الخامس فى مسيرتها الفنية، كما أنها شاركت فى الكثير من المعارض الجماعية بين مصر وإنجلترا ودول أخرى، وهو يضم 20 لوحة مختلفة الأحجام تعبّر عن رحلة إنسانية ولحظات ذاتية فارقة، ويمثل كل عمل فيها محطة من محطات هذه الرحلة، إذ استدعت الفنانة التشكيلية، دينا فاضل، المذاق الفلسفى للتشكيل، كما حفزت المهارات البصرية لدى المشاهد، مستثمرة الطاقات اللونية ومنحت فرشاتها انطلاقًا شبه عفوى لتكون لكل لوحة أكثر من قراءة.
فى أعمال «دينا» عناصر بشرية غير محددة الملامح بدقة ووضوح، فنرى على سبيل المثال فى لوحة «لاند سكيب» منظرا قرويا نراه كثيرًا ضمن بعض الأعمال، ونقرأ حالة إنسانية حميمة فى أعمال أخرى تجسد حالات إنسانية متنوعة، كالخوف والشغف والشرود.
وتمتاز أعمال «دينا» بالقوة والتمرد، فكأننا نقرأ قصيدة لونية وفلسفة حياتية بمذاق وروح صوفية يبرزها التشكيل واللون، فيمكن قراءتها على هذا النحو: «تزهر بذور الحب نباتات قدسية، تمسُّ أعماق الروح، عندئذٍ قد يظهرُ فى طريقها الخوف، ذلك الذى تغذيه أفكارٌ سلبية، تدركُ ظلّها بالكاد ينبعث اهتمامك وينمو، لتختار الشغَف، لتهزم الخوف، ولتُنصت إلى الملكوت، ذلك الذى يهديك فى رحلة روحك، فتختار من حاضرك ما تختاره، وترفض ما ترفضُه فبوصلتك هى ضياؤك الداخلى، وما يقودك إليه شغفك أنصت جيدًا ولسوف يتحدد طريقك جيدًا».
وقالت «دينا»، ل«المصرى اليوم» عن رؤيتها التى تجلّت تشكيليًا فى أعمال معرضها الأحدث، إن عنوان المعرض يجسد فكرته العامة، حيث «الشغف يغلب الخوف»، إذ استطاعت ترجمة الفكرة من خلال مرادفات تشكيلية، فالشكل الحيوانى يرمز إلى الخوف، أمّا الأنثى بصورتها فتعبر عن القوة التى تروض ذلك الخوف، والذى يمكن هزيمته أيضًا بالإحساس المتدفق، لافتة إلى أن هذه اللوحات حافلة بالتركيبات والطبقاتٍ تعبّر عن أفكارٍ وانفعالاتٍ شتَّى. وأضافت: «مرد هذه الحالة التى تترجمها أعمال هذا المعرض إلى محنة مررت بها، وأيضًا فى ذلك الخلاف بين الروح والعقل وما يحدثه من تشويش، ما يمثل تعارضًا بين الانطلاق الروحى والتشويش العقلى ومن ثم فإنك تجد لوحات فى المعرض فيها رموز روحانية وأخرى تمثل الخوف».