«العشوائية المنظمة» والبحث عن الهوية فى معرض «جنااااان»

احتضنت قاعة الدبلوماسيين الأجانب بالزمالك، أحدث معارض الفنان التشكيلى حسنى أبوبكر، وهو المعرض ال25 فى مسيرته والمعرض الفردى الثالث.. وجاء المعرض تحت عنوان «جنان» ويضم 27 لوحة من بينها 12 بالألوان المائية و15 بالألوان الإكريليك، مستخدما السكينة فى التنفيذ إلى جانب الفرشاة.
وتجمع أعمال المعرض بين الأصالة والمعاصرة من خلال البحث عن الهوية المصرية والتكريس والتوثيق لها تشكيليا ولونيا بأعمال تضج بالحركة والصوت، مستلهما التراث والثقافة الشعبية والريفية المتوارثة والمهددة بالاندثار، وهى أعمال تعبر عن روح مصر الحقيقية والأصيلة، وتحقق المعايشة مع المتلقى وتثير «النوستالجيا» بصريا لديه، حيث يغلب الحنين إلى الماضى وبالأخص خلال العادات والطقوس والحرف الشعبية بين الأحياء الشعبية والريف المصرى، الأمر الذى يحقق تفاعلا تلقائيا وفوريا مع مشاهد اللوحات حتى وإن لم تكن لديه خبرة فى قراءة الأعمال التشكيلية.
وقد جمعت أعمال المعرض بين اللاندسكيب «المناظر الطبيعية» مثل لوحة قلعة محمد على، أو البروفايلات التى تعكس روح الشخصية المرسومة فى حالاتها بين الإطراق والتأمل والشرود، أو الانتعاش الوجدانى، وقد تحقق هذا بمذاق حالم ورومانسى فى بعض الأحيان، ومن الأعمال التى عكست الروح والعادات والطقوس الشعبية «رقصة التحطيب وعازف الربابة وبائع العرقسوس». ولم يعن الفنان حسنى أبوبكر بالتفاصيل الدقيقة لملامح الشخصيات أو خطوط العمل التعبيرية بقدر ما عكست توهج الحالة التى استطاع تحقيقها الفنان باستخدام الألوان المتوهجة..
حسنى أبوبكر يصف اتجاهه وأسلوبه الفنى بأنه يمثل «العشوائية المنظمة» ومن ثم فقد اختار لمعرضه عنوان «جنااااان» وكأن تكرار حرف الألف فى الكلمة، كما كتبه على بوست المعرض، يعكس هذا التوجه وطبيعة المغامرة الفنية، وعن هذا قال أبوبكر ل«المصرى اليوم»: «أردت أن أحقق بأعمال المعرض مغامرة فنية، فأنا فنان يكره الملل والتكرار والنمطية والسكون، لذا فإننى فى كل معرض أعتمد كل فكرة تحقق صدمة إيجابية للمشاهد من خلال أعمال جديدة على مستوى الفكرة والمضمون وعلى مستوى التنفيذ والخامة والأدوات المستخدمة». ويضيف: «ولعل أهم ما يميز هذا المعرض هو وحدة الموضوع بالبحث عن الهوية المصرية الأصيلة، والتأريخ لشخصيات وأماكن ربما تندثر.. ومن ثم فإننى أحرص دائما على أن أقدم أعمالا ذات صلة وثيقة بهويتنا ومصريتنا».