استقالة الرئيس العراقى بعد رفض الشعب ثالث مرشح لرئاسة الحكومة

أعلن الرئيس العراقى، برهم صالح، استقالته، أمس، فى خطاب وجهه للبرلمان، بعد أن أعلن اعتذاره عن عدم تكليف مرشح «كتلة البناء»، أسعد العيدانى، لرئاسة الحكومة، استجابةً لمطالب المتظاهرين الذين واصلوا احتجاجاتهم فى عدد من مدن العراق، رفضًا لترشيح «العيدانى».
وقال «صالح»، وهو تاسع رئيس للعراق، فى رسالته للبرلمان، إنه يفضل الاستقالة على تكليف مرشح يرفضه المحتجون بتشكيل الحكومة - فى إشارة إلى العيدانى - وأضاف: «وصلتنى عدة مخاطبات حول الكتلة الأكبر تناقض بعضها بعضًا، وفى ضوء الاستحقاقات التى فرضتها حركة الاحتجاج المحقة، يتحتم تقديم المصلحة الوطنية العليا على النظر إلى الاعتبارات الشخصية والسياسية، فمن الضرورى الاستجابة لإرادة الشعب باعتباره مصدر شرعية كل السلطات، وتهدئة الأوضاع».
و«العيدانى»، القيادى فى حزب المؤتمر الوطنى، الذى أسّسه السياسى العراقى الراحل، أحمد الجلبى، هو ثالث مرشح لرئاسة الوزراء ترفضه ساحات الاعتصام، بعد محمد شياع السودانى وقصى السهيل.
وتم ترشيح «العيدانى» من قِبَل كتلة «تحالف البناء»، التى تُعد أكبر كتلة فى البرلمان، إذ تضم 150 نائبًا من أصل 329. ويشغل «العيدانى» منصب محافظ البصرة منذ عام 2017.
يأتى هذا بينما واصل العراقيون، صباح أمس، تظاهراتهم فى البصرة وعدد من المحافظات الجنوبية، وأقدم العشرات منهم على حرق إطارات فى تقاطعات وشوارع المحافظة، وأغلقوا طرقًا رئيسية فى البصرة من ضمنها الشارع التجارى، وهددوا بالتصعيد حال تكليفه بالمنصب، فيما رفعت أجهزة الأمن فى البصرة حالة التأهب فى المحافظة إلى المستوى «ج» حتى إشعار آخر.
وشهدت كربلاء تظاهرات حاشدة ضد «العيدانى»، وأفاد ناشطون مدنيون فى المحافظة بإطلاق مسلحين مجهولين الرصاص ضد المتظاهرين فى ساحات الاعتصامات، ووقوع مواجهات واعتداءات على المحال التجارية، مشيرين إلى أن قوات مكافحة الشغب تدخلت لفض المواجهات وألقت القبض على عدد من المسلحين، فيما فر آخرون إلى جهة مجهولة. وفى بغداد، نددت تنسيقيات الحراك فى التحرير بتحركات الأحزاب وإصرارها على فرض ترشيح العيدانى لمنصب رئيس الحكومة.
ودعا زعيم التيار الصدرى، مقتدى الصدر، إلى إبعاد الفاسدين عن الحكم فى العراق، وأعلنت «كتلة سائرون» أنها لن تشارك فى أى اجتماع يتعلق باختيار رئيس الوزراء الجديد. وذكرت «وكالة أنباء العراق» أن «ائتلاف النصر» دعا لتشكيل حكومة مستقلة لقيادة مرحلة مؤقتة.
فى سياق آخر، أفاد مصدر أمنى عراقى، لوسائل الإعلام، بسقوط ضحايا نتيجة انفجار دراجة مُفخَّخة، شرقى بغداد، ضمن سلسلة تفجيرات هزت العاصمة العراقية، مساء أمس الأول.
وقال المصدر- رفض ذكر اسمه- إن انفجار الدراجة وقع فى منطقة البلديات شرقى بغداد، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وكانت بغداد قد شهدت، أمس الأول، عدة انفجارات بعبوات ناسفة ودراجات مُفخَّخة وقعت فى مناطق الشعب والأمين والمعالف، وأدت إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح.