رغم كون أسامة فريد كيميائياً سبق له العمل فى شركة دوليّة إلا أن تفرده الحقيقى كان فى التشكيل والتصوير واستفاد من خبرته العلمية فى اختيار الألوان وخاماتها وتصنيعها، كما استفاد من فترة عمله فى السفر إلى أنحاء العالم والاطلاع على المدارس التشكيلية فى المراسم والمتاحف الغربية. كما حرص فريد على صقل موهبته بالدراسة فى عدة ورش عمل ومعاهد للرسم، سواء فى مصر أو فى أوروبا، وفى ذات الوقت احترف التصوير الفوتوغرافى، لكنه كان يلتقط صوراً تفيض بالدراما أقرب إلى منطق اللوحة، حيث ترجمها فيما بعد للوحات جمعت بين البورتريهات واللاند سكيب. وأدخل فريد نفسه- من خلال التشكيل- فى رهان نوعى، إذ استثمر التجريد فى رسم لوحات تعبيرية وكأنه يطوع اتجاهاً تشكيلياً نخبوياً لصالح المتلقى العادى، وفى أكثر من عمل فنى جمع بين تيارين فنيين أو أكثر، ويظهر فى بعض أعماله حضور للتأثيرية والتجريدية والتعبيرية. وقال فريد، ل«المصرى اليوم»، عن معرضه الذى يحمل اسم «التجريد الواقعى»، إن هذا العنوان يعكس ما يتطلع إليه وهو فى حالة الرسم وهو توظيف المدرسة التجريدية للتعبير عما هو واقعى، منبهاً إلى أن لوحاته تختلف باختلاف المناسبة والفترة الزمنية ما أدهش زملاءه والنقاد لعدم ثباته على اتجاه بعينه، ولفت إلى أنه ينتمى لمدرسة أكثر من فنان وهم مونيه الفرنسى وفان جوخ الهولندى وصلاح طاهر وبيكار المصريان لكنه حريص أيضاً أن تكون له بصمته الخاصة. واستضافت قاعة «جاليرى آزاد» بالزمالك المعرض الأحدث للفنان أسامة فريد وضم نحو 72 عملاً، منها 3 لوحات زيت على توال وحوالى 24 لوحة بالألوان المائية والباقى أكريليك وورق مذهب وخامات مختلفة وكلها على توال، وانعكست شخصية فريد على أعماله فهو متفائل ولا يحب التنظير وإنما يطلق العنان لحالته الإبداعية وهو أيضاً محب للناس والحياة لذا جاءت لوحاته مشرقة عامرة بالبهجة والمحبة خصوصاً للبسطاء والأطفال وهو ما يتجلى أيضاً فى اختيار الألوان وتوظيفها وأسلوب التشكيل.