«النواب» الليبى يطالب البرلمان العربى بسحب الاعتراف من «السراج»

طالب رئيس مجلس النواب الليبى، عقيلة صالح، البرلمان العربى، بسحب الاعتراف من المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق بسبب انتهاكاته للإعلان الدستورى و«اتفاق الصخيرات» المبرم فى المغرب بجانب دعم جهود الشعب الليبى فى مكافحة الإرهاب والتصدى للغزو التركى.
وشدد صالح، خلال كلمته فى جلسة البرلمان العربى، أمس، فى القاهرة، على أن مجلس النواب هو الجسم الشرعى فى ليبيا، ولا يعتد بأى اتفاقات دون موافقته، وأى اتفاق يوقع دون موافقة المجلس باطل ولا أثر له.
وحث صالح، البرلمان العربى على اعتبار ما قام به المجلس الرئاسى من خروقات للاتفاق السياسى والإعلان الدستورى مساساً بسيادة ليبيا ووحدتها وسلامة الدول المجاورة وهو ما يستوجب سحب الاعتراف به وأن يدعم البرلمان العربى حق الليبيين وجيشهم الوطنى فى مكافحة الإرهاب، والتصدى للغزو التركى، مطالباً بالدعم العلنى لحق الليبيين فى الدفاع عن أراضيهم، داعيًا العرب للاستفادة من التجارب السابقة التى لاتزال الأمة تعانى من نتائجها.
وقال وزير الخارجية السعودى، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إن الأزمة الليبية فى صلب الاهتمام السعودى، وبلاده حريصة على الحفاظ على وحدة ليبيا، وإقامة حوار وطنى حقيقى يؤدى لسلام كامل بين أبنائها، لافتاً إلى أن الأحداث التى تمر بها المنطقة تتطلب التصدى الجاد لكافة التهديدات التى تواجه الدول العربية.
ودعا رئيس البرلمان العربى، الدكتور مشعل السلمى، مجلس الأمن والمجتمع الدولى إلى منع نقل الإرهابيين الأجانب إلى ليبيا، محذراً من خطورة التدخلات والمُخططات العدوانية التى تقوم بها دول إقليمية، تستهدف إحياء مطامعها الاستعمارية، من خلال تكوين ميليشيات وأذرع لها داخل المجتمعات العربية وإرسال قوات عسكرية تنتهك سيادة هذه الدول والسيطرة على ثرواتها.
ونبه «السلمى» إلى أن التطورات والمستجدات المتسارعة فى العالم العربى وصلت إلى درجة غاية فى الخطورة، فى ظل ما تشهده بعض الدول العربية من صراعات وتدخلات خارجية وما تمثله من تهديدٍ مباشرٍ للأمن القومى العربى.
وقال أحمد رسلان، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصرى، ل«المصرى اليوم»، إن مصر تدعم البرلمان الليبى المنتخب المعبر عن جموع الشعب الليبى، وتدعم كذلك الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، للقضاء على الإرهاب والجماعات المسلحة المتشددة، لافتا إلى أن ليبيا هى امتداد للأمن القومى المصرى لمشاركتهما فى حدود 1200 كيلومتر، مشدداً على ضرورة حل الأزمة فى ليبيا سياسياً وليس عسكرياً.
وقال عضو مجلس الشورى السعودى، اللواء عبدالله السعدون، إن هناك رفضا للتدخل التركى فى الشأن الليبى والذى يزيد من تفاقم المشكلة ويطيل أمد الأزمة، مؤكدا ضرورة تكاتف الدول العربية للحفاظ على وحدة ليبيا.
وعلى هامش انعقاد اجتماعات البرلمان العربى، قال القيادى الفلسطينى، عزام الأحمد، إن أمريكا تريد تصفية القضية الفلسطينية عن طريق «صفقة القرن»، سواء بنقل سفاراتها أو دعم الاستيطان، مشدداً على ضرورة إحياء اتفاقية الدفاع العربى المشترك، نظرا لما واجهته البلدان العربية فى العراق وسوريا واليمن وليبيا، موضحا أن نجاح ثورة 30 يونيو فى مصر، جعلها تفلت من المؤامرة التى كانت تحاك ضدها.
وفى الشأن اليمنى، قال عضو مجلس شورى اليمن، علوى الباشا، إن العام الجارى سيشهد تسوية للأزمة اليمنية، بسبب ما يلوح فى الأفق من انكماش للدور الإيرانى، وتزايد حالة التذمر من الحوثيين، موضحا أن هناك أهمية لتنفيذ نتائج مباحثات استوكهولم، لاتخاذ خطوات أخرى فى حل الأزمة.
وفى الشأن الليبيى قال وزير الدفاع التركى خلوصى أكار، أمس، إن فريق تدريب وتعاون تركى يعمل حالياً فى ليبيا، معتبرا أنه من السابق لأوانه الحديث عن انهيار وقف إطلاق النار، بعدما رفض قائد قوات الجيش الوطنى الليبى، توقيع اتفاق هدنة خلال المحادثات التى شهدتها موسكو.
وفى سياق متصل، قال وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، إن المشير حفتر لا يريد حلاً سياسيا ولكن عسكرى.
وقال رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى أمس الأول، إن روما لن ترسل جنودا إيطاليين لمراقبة وقف إطلاق النار فى ليبيا إن لم يكن ذلك فى ظروف آمنة، وسياق سياسى واضح للغاية، مشيراً إلى أنه سيتم تناول عملية المراقبة فى مؤتمر برلين.
من جانبه قال رئيس المجلس الأعلى لحكومة الوفاق فى ليبيا، خالد المشرى، إن مسودة بيان مؤتمر برلين حول ليبيا المزمع عقده فى 19 يناير الجارى، تتضمن العمل على 3 مسارات، سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية.