الفنان الكبير سمير غانم فى حوار خاص ل«المصرى اليوم»: المسرح تاريخى.. و«مقدرش مجيش» فى ليلة عرض احترامًا للجمهور

فى حضرة نجم الكوميديا وسفير السعادة الفنان الكبير سمير غانم تتلاشى كل الإعدادات المسبقة لإجراء حوار معه، حيث تغلب العفوية وخفة الظل الفطرية التى يتمتع بها النجم الكبير على إجاباته، أو حين يتوقف بين كل سؤال وآخر، ليبادل من يحاوره الأسئلة، يسأل عن تفاصيل جانبية، تُخرج الحوار معه عن النص وسياقه، تجعله مرتجلا وعفويا، يتلاشى معه سطوة النجم الذى يفاجئك بتواضعه وإفيهاته التى يتقاطع بها مع أسئلتنا.
فى حضرة نجم الكوميديا، وحاضرا لمسرحه لا تملك إلا أن تضحك وتملأك البهجة بإطلالته وكاريزمته التى تزداد وهجا ولا تخفت بمرور السنوات، ويظل وقوف «غانم» على المسرح «فى عز السقعة»- كما وصفها خلال الحوار- لتقديم أحدث عروضه المسرحية «الزهر لما يلعب» على مسرح مكتبة مصر الجديدة رمزًا للبهجة ونموذجًا للالتزام واحترام الجمهور الذى يحضر لمتابعة أعماله، ويسبقه «غانم» فى التواجد يوميا قبل العرض بمدة كافية للتحضير لبدء العرض.
«غانم» أكد أنه ابتعد عن الصحافة منذ فترة طويلة، منذ ظهور السوشيال ميديا، لكنه اختص «المصرى اليوم» بحوار تحدث خلاله عن مسرحيته الجديدة، وعن تعاونه مع الفنانة شيرين، بعد أن جمعتهما مسرحية «المتزوجون» قبل 40 عاما، كما تحدث عن مسرحه الذى يمتاز بالسلاسة والإفيهات المتجددة والارتجال، وكشف عن رأيه فى نجوم الكوميديا الجدد، وأكد قيامه ببروفات لمدة شهرين ليخرج العرض إلى النور، وشدد على أن المسرح والكوميديا دائما ما يكونان انعكاسا لما يمر به المجتمع.. وإلى نص الحوار:
■ مسرحيتك الجديدة «الزهر لما يلعب» هل تراها تجربة مختلفة فى مشوارك المسرحى؟
- المسرحية هى التى الناس تتكلم عنها أكثر، وبالنسبة لى المسرح تاريخى، وحياتى هى المسرح، وحين أتواصل مع الناس وأضحكهم أشعر بأننى ملكت الدنيا.
■ كيف تابعت ردود فعل الجمهور عن المسرحية؟
- سمعتِ ضحكات الناس فى المسرح؟.. شعرت بأنهم مبسوطين وبيضحكوا من قلبهم، ويكفى أنهم نزلوا فى عز البرد و«السقعة» كى يشاهدوا «الزهر لما يلعب»، ومنذ بدء عرضها فى يناير، كنا أعلى إيراد فى المسرح منذ أول أسبوع لعرضها، ومنذ خامس ليالى العرض.
■ هل أثر هذا الطقس عليك؟
- برغم البرد القارس الذى كانت الأجواء عليه منذ افتتاح المسرحية، فى يناير الماضى، لكن «مقدرش مجيش»، ولا يجوز أن أبلغ المنتج باعتذارى اليوم عن عدم الحضور، لأن المسرح بالنسبة لى التزام بالحضور والوقوف أمام الجمهور الذى يأتى لمشاهدتى والضحك و«يفك عن خنقته»، فسبب نزولنا أن الناس عايزه تضحك وتنبسط، كيف يحضر أحد ليضحك فى مسرحى وأرده وأعتذر بسبب الجو؟.
■ تحرص على إضافة الإفيهات كل فترة إلى النص؟ وهل تخضع للارتجال الذى يميز مسرح سمير غانم؟
- بالفعل بعد أول أسبوع أضفنا إفيهات بالتشاور مع المؤلف أحمد الإبيارى عن صافينار الراقصة الاستعراضية، وأضحكت الناس كما رأيتِ فى المسرح، وتجاوبوا معها، وقلته بشياكة، وبطريقة «متزعلش حد»، وأعرف صافينار من زمان، وهى شخصية لطيفة، وقابلتها عدة مرات.
■ هل أجريت بروفات كثيرة قبل بدء العرض؟ وهل تحرص رغم كل هذه الخبرة على أن تجرى البروفات مع فريق العمل؟
- بالتأكيد، لقد أجرينا بروفات لمدة شهرين، ومهما كانت خبرتى دائما ما أجرى بروفات قبل العرض بفترة كافية.
■ ما الذى جذبك لتقديم «الزهر لما يلعب»؟
- مسرحية عائلية دمها خفيف، تحكى عن رجل غنى ومزواج، ويستخدم فيها المخرج طارق الإبيارى عدداً من التقنيات الفنية الحديثة التى درسها فى أمريكا، وهو محترف فيها جدا.
■ هل لها علاقة بأغنية أحمد شيبة «آه لو لعبت يا زهر»؟
- المسرحية لا علاقة بها بالأغنية، الاسم قريب من اسم أغنية أحمد شيبة «آه لو لعبت يا زهر»، وهى عمل غنائى استعراضى يشمل العديد من الأغنيات الراقصة، وتطرح فكرة أحلام عدد من الأشخاص تجمعهم الظروف وممن يحلمون بأن يلعب الزهر معهم.
■ تقدم فى المسرحية شخصية تاجر طيور مزواج.. لكنك تختتم المسرحية بالتأكيد على حبك للفنانة دلال عبد العزيز؟
- بالتأكيد، يضحك «بس مبخافش»، هى فعلا الحب الحقيقى والباقى فى حياتى، وأهديتها رسالة حب فى مشهد الختام بجملة «هتجوز دلال».
■ طلعت زكريا وشعبان عبد الرحيم يغيبان عن مسرحيتك الجديدة لأول مرة.. كيف استقبلت ذلك؟
- هما من أجمل الشخصيات التى رأيتها فى حياتى، وجمعنى بهما أكثر من عمل، وتشاركنى إيمى ابنة طلعت زكريا فى بطولة المسرحية.
■ هل افتقدت أيضا أسرة مسرحية «المتزوجون» باستثناء الفنانة شيرين التى تشاركك بطولة «الزهر لما يلعب»؟
- مسرحية «المتزوجون» لا تعوض إطلاقًا، وأبطالها لا يعوضون، مثل جورج سيدهم، وزكريا موافى، ونجاح الموجى، وهم أساطير فى التمثيل والكوميديا.
■ لماذا استعنت ببعض الإفيهات التى قدمتها على مدى مشوارك فى مسرحيتك الجديدة «الزهر لما يلعب»؟
- «بندلع الناس»، ونذكرهم بما قدمناه وما ذكرته فى مشوارى، كما اختتمتها بأغنية «أنستونا» التى طالما رددتها فى فوازير «فطوطة».
■ ما الذى يحمله «الزهر لما يلعب» ويطرحه من أفكار اجتماعية؟
- العرض يناقش العديد من القضايا الاجتماعية التى تحيط بفكرة الفلوس فى إطار كوميدى، ورغبة الجميع فى أن «الزهر يلعب له»، وأن يصادفه الحظ فى كل خطوات حياته.
■ ماذا عن التعاون مع المخرج طارق الإبيارى رغم صغر سنه؟
- طارق ده ابنى، وهو مخرج «شاطر» استطاع أن يظهرنى بشكل جديد وشبابى، يتماشى مع الجيل الحالى، ليكون همزة الوصل بينى وبين الجمهور، وخاصة خلال الفقرات الاستعراضية فى العمل.
■ سمير غانم من النجوم الذين يغيبون عن الإعلام والسوشيال ميديا؟
- نسيت الجرايد من زمان، منذ أن طلعت السوشيال ميديا والبرامج، رغم إنى ماليش فى السوشيال ميديا، بينزلوا حاجات غريبة على الفيس بوك، وينشرون أخبارا وشائعات بتغيظنى.
■ لكن ابنتك الفنانة دنيا حرصت على تهنئتك بافتتاح المسرحية عبر السوشيال ميديا؟
- دودى حبيبتى عملت لى تهنئة وربنا يخليها ليا، وهى من الجيل الجديد الذى يعبر على السوشيال ميديا.
■ هل تحرص على حضور أسرتك افتتاحات عروضك المسرحية؟
- دائما ما يحضرون معى، ولكن بعد مرور شهر من العرض مثلا.
■ هل يوجهون ملاحظات لك حين يتابعون أعمالك؟
- نحن أسرة، وأى رأى لهم يهمنى بالتأكيد، وانتظرت رد فعلهم وآراءهم على مسرحيتى الجديدة «الزهر لما يلعب».
■ كيف رأيت الانفتاح فى السعودية وتقديم عروض مسرحية مصرية هناك؟
- متميز جدا وناجح، السعودية «شاطرين» جدا منذ فترة، واستقطبوا كل الافتتاحات للعروض المسرحية والفنانين، فيفى عبده وغيرها، انبسطت جدا حين علمت أنها توجهت إلى هناك سعدت لها، ودائما ما كنت أقدم عروضى فى الدول العربية، وخاصة مسرحية «سيبونى أغنى»، وكنا أول من عرض فى السعودية، وتحديدا فى الرياض، وكان معنا شعبان عبد الرحيم- الله يرحمه- ومسرحيتى السابقة «سيبونى أغنى» فتحت الباب أمام تقديم عروض أخرى فى السعودية بعدها، ودائما ما أحرص على استضافة الضيوف العرب فى القاهرة لمتابعة أعمالى.
■ حرصت خلال العرض على التفاعل مع الجمهور فى المسرح وتوجيه الإفيهات وقياس ردود أفعالهم عليها؟
- أكون حريصا حين أقف على المسرح على أن أمثل ويشاركنى الناس التجاوب، لأننى أمثل لهم وأقف لأسعدهم، خاصة أننى تكلمت عن الزواج وتعدد زيجات تاجر الطيور الذى أجسد شخصيته بإحساسى، وبما يلمسه الناس، وهى فكرة أحمد الإبيارى، ولو لاحظتِ ستجدين الديكور الخاص بحديقة فيلا الشخصية الرئيسية بدا قريبا من الجمهور، وكأنهم يجلسون معنا لمزيد من التفاعل معهم خلال العرض وأن يعيشوا بداخله.
■ لكن الاعتماد على الارتجال ألا يصعب من تقديم المسرحية؟
- بالعكس ذهنى يفكر طوال الوقت، وغالبا ما يأتينى الموقف قبل دخولى العرض أو أرتجل على الهواء كما يقولون.
■ كيف تقيّم مستوى الكوميديا الذى يجرى تقديمه حاليا؟
- «هايل»، ودائما أربط مستوى الفن والكوميديا بالحال «بتاع البلد»، فحين يرتفع مستوى البلد يرتفع الحال الفنى، والكوميديا مثل أى فن بتعلى مع الاستقرار والحفاظ على الأوضاع، وسبب نزولنا لتقديم عرض «الزهر لما يلعب» أن الناس تبحث عن الضحك والمتعة.
■ من يُضحك نجم الكوميديا والإضحاك سمير غانم؟
- من أول ما بدأت التمثيل، وأنا «بضحك نفسى»، لأننى بطبيعتى مرتجل، و«بتطلع حاجات بتضحكنى» خلال تقديم المشاهد قد لا أستطيع بسببها معاودة التمثيل لحين انتهائى من الموقف والضحك، حين ألقيت مثلا إفيه «صافينار» خلال العرض، وكان لأول مرة فى رابع ليلة عرض تقريبا، «فضلت أضحك» لمدة 10 دقائق، وأقول للناس «معلش» وهم يضحكون معى.
■ لكن من النجوم الجدد من يضحكك؟
- الشباب الجدد الذين بدأوا قبل فترة ممتازون جدا، مثل على ربيع وحمدى الميرغنى ومصطفى خاطر، وكلهم عملوا معى بالمناسبة، وهناك ممثلون قد لا أتذكر أسماءهم، لكن كل واحد فيهم له شخصيته الكوميدية التى تميزه.
■ بم تنصح النجوم الشباب لمواصلة نجاحاتهم؟
- أن يحافظوا على أنفسهم وما حققوه، وتقديم أعمال متجددة، كى يكملوا مشوارهم لأن «الفلوس مغرية».
■ أى أنواع الكوميديا أقرب إليك؟
- أحب كوميديا الموقف، نصنع الموقف، ثم أرتجل فيه بحكم طبيعتى، وبالتجاوب مع الجمهور على ما أردده من إفيهات التى هى عرضة للتغيير والتطوير لتحقيق تفاعل الجمهور.