عودة الهدوء إلى غزة بعد وساطة مصرية للتهدئة مع إسرائيل

خيمت حالة من الهدوء الحذر، صباح أمس، على قطاع غزة بعد يومين من العدوان الإسرائيلى الذى طال عشرات الأهداف التابعة لحركة الجهاد الإسلامى، التى ردت بإطلاق أكثر من 80 صاروخا وقذيفة على البلدات الإسرائيلية فى محيط غزة، وتوقفت الحركة عن إطلاق الصواريخ، كما أوقف جيش الاحتلال غاراته على القطاع، بعدما أكد مسؤولون فلسطينيون بتدخل مصر والأمم المتحدة باقتراح استئناف الهدنة بين القطاع وإسرائيل وموافقة الفصائل على الهدنة، قبل منتصف ليل أمس الأول.
ووافقت الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة على الطلب المصرى بوقف إطلاق النار مع إسرائيل فى تمام الساعة العاشرة مساء أمس الأول، بالتوقيت المحلى، حسبما أفادت وسائل إعلامية فلسطينية، وذكرت قناة «الأقصى» التليفزيونية التابعة لحركة «الجهاد»، أن وقف إطلاق النار جرى الاتفاق عليه بوساطة مصرية، وأوضحت أنه من المقرر أن يدخل سريانه حيز التنفيذ الساعة العاشرة، مساء أمس الأول، وقال مصدر فلسطينى إنه تم الاتفاق على أن يكون وقف إطلاق النار الساعة التاسعة أمس الأول، ولكن الجيش الإسرائيلى لم يلتزم بما تم الاتفاق به، لإظهار تحكمه بمسار المواجهة، وقال المصدر: «نأمل أن يتم الالتزام من قبل الاحتلال على وقف العدوان، بناء على الاتفاق مع الوسطاء»، وأكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إعلان وقف إطلاق القذائف والصواريخ على المواقع والمستوطنات الإسرائيلية لإعطاء الوساطات المجال لوقف العدوان على شعبنا، وحذرت من أنه «إذا تمادى الاحتلال فى عدوانه سنرد بقوة وسندافع عن أبناء شعبنا».
وشنت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلى، خلال اليومين الماضيين، عشرات الغارات الجوية على مواقع «الجهاد الإسلامي» بالقطاع، وقالت متحدثة باسم الجيش إن الجهاد أطلقت 80 صاروخا منذ الأحد الماضى، وأكّد الجيش الإسرائيلى أنّ منظومة «القبّة الحديدية» اعترضت 17 من هذه الصواريخ دون وقوع إصابات أو ضحايا، وقال إن طائراته استهدفت منشأة تدريب وتخزين أسلحة تابعة لحركة الجهاد جنوب غزة، وبنى تحت الأرض، وبعدما قضى حوالى 65 ألف تلميذ إسرائيلى فى منازلهم بسبب التصعيد، أعلنت السلطات الإسرائيلية أنّ المدارس الواقعة فى المدن والمناطق المجاورة للقطاع مغلقة أمس، وأعلنت السلطات الإسرائيلية فتح معبر «بيت حانون» (إيريز)، الساعة 9 صباحا حتى الساعة 12 ظهرا فقط، وعدم السماح بمغادرة القطاع عبره سوى للمرضى وعرب الداخل والأجانب المنسق لهم، كما أغلقت معبر كرم أبو سالم المخصّص لنقل البضائع، وأعلنت الإغلاق التام للمنطقة البحرية لقطاع غزة ومنع الصيد.
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، بشن حرب على قطاع غزة إذا لم يتم وقف إطلاق النار، وقال على «تويتر»، إنه «إذا لم يتوفر أى خيار آخر، سنصل إلى الحرب لإعادة الأمن المطلق لسكان الجنوب»، وتوالت تهديدات كبار المسؤولين الإسرائيلييين بمهاجمة غزة، وبمواصلة سياسة الاغتيالات بحق قادة «حماس» و«الجهاد»، رغم أن «حماس» لم تشارك فى إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ومن أبرز تلك التهديدات التى وجهها وزير الخارجية الإسرائيلية، إسرائيل كاتس، لقائد «حماس» فى غزة يحيى السنوار، محذرا من اغتياله، وقال وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى، جلعاد أردان: «أؤيد استئناف الاغتيالات بشكل عاجل، لن نذهب إلى معركة واسعة حاليا»، وهدد بينى جانتس، زعيم تحالف «أزرق- أبيض» المعارض، بالعودة إلى سياسة الاغتيالات وبشن عملية عسكرية برية فى غزة، وصولا إلى احتلال القطاع.
وفى غضون ذلك، قال نتنياهو، أمس، إنه يمضى قدما فى خطة لبناء نحو 3500 منزل لمستوطنين يهود على مشارف القدس فى مشروع كان مجمدا بعد أن قوبل بانتقادات دولية، وأضاف نتنياهو «أصدرت توجيهات بشأن خطة بناء 3500 وحدة سكنية فى المنطقة (إيه 1)»، مشيرا إلى المرحلة الأولية من الخطة، وأضاف: «لقد تأخر هذا لمدة 6سنوات ونصف السنة».