بدء المفاوضات النهائية ل«سد النهضة» فى واشنطن.. وإثيوبيا تعتذر عن عدم الحضور

تبدأ فى العاصمة الأمريكية واشنطن، اليوم وغدًا، المفاوضات النهائية بين مصر والسودان وإثيوبيا، بمشاركة وزراء الخارجية والمياه فى الدول الثلاث، برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولى، حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبى، وبينما وصل وفدا مصر والسودان إلى واشنطن، أعلنت إثيوبيا، أمس، أنها طلبت من أمريكا تأجيل الجولة الأخيرة من المحادثات، مشيرة إلى أنها أبلغت الخرطوم، أمس الأول، بتأجيل الجولة، فى تطور مفاجئ ربما يؤجل حل الأزمة، إذ كان من المقرر أن تُعقد الجولة الأخيرة بين الدول الثلاث، اليوم وغدًا، للتوقيع على مسودة الاتفاق التى تم التوصل إليها خلال جولات التفاوض السابقة.
وقال المتحدث باسم وزارة المياه والرى والكهرباء الإثيوبى، بزونه تولشا، فى تصريحات نقلتها وكالة «رويترز»: «طلبنا تأجيل جولة المحادثات لأننا بحاجة لمزيد من الوقت للتشاور»، كما نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية «إينا»، عن بيان لوزير الرى والطاقة، قوله: «فريق التفاوض الإثيوبى لن يشارك فى اجتماعات واشنطن، المقررة اليوم وغدًا، لأنه لم يستكمل المشاورات مع أصحاب المصلحة فى البلاد حول قواعد ملء وتشغيل السد»، فيما قال هيلا مريام ديسالين، مبعوث رئيس الوزراء الإثيوبى، أبى أحمد، خلال لقائه برئيس مجلس السيادة السودانى، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، فى الخرطوم، مساء أمس الأول، إن المفاوضات قطعت شوطًا كبيرًا خلال السنوات الخمس الماضية.
وجاء الاعتذار الإثيوبى بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية الإثيوبية أن الوزير، جودو أندرا جاشيو، توجه، أمس، إلى إيطاليا فى زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، يُجرى خلالها مشاورات مع نظيره الإيطالى، وبرنامج الغذاء العالمى ومنظمة الأغذية والزراعة «فاو»، حول برامج ومشروعات تتماشى وخطة الإصلاح فى أديس أبابا.
وكانت مصر وإثيوبيا والسودان قد أعلنت، نهاية يناير الماضى، أنها ستوقع على اتفاق تشغيل وإدارة السد، بنهاية فبراير الجارى، بعد الاتفاق على جدول لملء خزان السد على مراحل وآليات ضبط ملئه وتشغيله خلال فترات الجفاف والجفاف الممتد، لكن الدول الثلاث قالت، فى بيان، بعد آخر جولة تفاوض بواشنطن، إنه لا يزال يتعين عليها وضع اللمسات النهائية بخصوص عدة نواحٍ تتعلق بالسد، بما فى ذلك سلامته وأحكام فض المنازعات.
ووصل الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، والوفد الفنى المرافق له إلى واشنطن، أمس، كما أعلنت وزارة الرى والموارد المائية السودانية أن وفدًا غادر، أمس الأول، إلى الولايات المتحدة للمشاركة فى المحادثات، وكان الوزير ياسر عباس قد قال، فى وقت سابق، إن النقاط الرئيسية من الاقتراح تم التوافق عليها، و«90% من هذه الموضوعات تم الاتفاق عليها، وتبقى هناك نقاط تقنية بسيطة، لكنها مهمة».
وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية، إن مصر ملتزمة بالمسار التفاوضى الذى ترعاه أمريكا والبنك الدولى، خاصة أن الهدف من الاجتماع الراهن هو وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق الملء والتشغيل، مؤكدًا مشاركة وزيرى الخارجية والموارد المائية والرى فى الاجتماع تقديرًا للدور البَنّاء الذى اضطلعت به الإدارة الأمريكية على مدار الأشهر الماضية فى مساعدة الدول الثلاث للتوصل إلى الاتفاق المنشود.