لم يكن يدري الصحفي التقني الأمريكي مات سويدار أن توثيق رحلته السياحية إلى مصر سيتحول إلى مغامرة من نوع أخر لتوثيق رحلة الذهاب إلى الحجر الصحي من الأقصر إلى مرسي مطروح بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد. بتتبع الحساب الخاص به على «تويتر»، وصل سويدار إلى مصر قادما فيما يبدو من رحلة عمل إلى لندن، وبدأ في توثيق رحلته بصور لزيارة القاهرة والتي شملت شارع خان الخليلي، وأبدي إعجابه بالطعام المصري والأثار بمنطقة الأهرامات. ولكن سويدار انتقد أن بعض سيارات الأجرة لا تحوي أحزمة أمان، أو حتي مثبتات حزام الأمان على الأقل، على حد وصفه، وقدم نصيحته للسائحين إنه يجب التحقق قبل استقلال إي سيارة أجرة في مصر التأكد من وجود حزام أمان وأن بابها يٌغلق، لأنه وصف القيادة في مصر بالأمر الخطير. استقل سويدار قطارالنوم للذهاب في رحلته إلى الأقصر، لكنه راح يشتكي من أن أبواب «الدولاب» لا يمكن إغلاقها، وأن هناك ضجيج بسبب السلم المعدني الموجود داخل الكابينة، لم يكن يعلم سويدار أن المغامرة لم تبدأ بعد، وأن هذه الأمور ما هي إلا «صغائر الأمور»، وإن المغامرة الحقيقية لم تبدأ بعد. توقف سويدار عن التغريدات التي تصف رحلته إلى مصر، لست ساعات تقريبا، ليعلن لمتابعيه إنه وضع في الحجر الصحي لإصابته بفيروس كورونا المستجد، فبعدما أجري له فحصا طبيا خاصا بكورونا، تم إخباره إن النتيجة سلبية، ولكن سرعا ما تم إبلاغه من جديد إن خطأ ما قد حدث وأن التحليل أثبت إنه مصاب بالفيروس، ليبدأ نقله من الأقصر مع 32 آخرين إلى مستشفى خارج الإسكندرية (مرسي مطروح) عبر طائرة عسكرية مصرية. توقف سويدارعن نشر تغريدات لمدة 6 ساعات، ليعود لإكمال توثيق رحلته من داخل الطائرة التي تقله إلى مكان الحجر الصحي: «لدي الإنترنت من جديد، هذه هي الطائرة المصرية التي نقلتنا من الأقصر إلى مطار بعيد (لا يتم إخباري بتفاصيله) تلاها قافلة مكونة من 9 سيارات إسعاف على الأقل لمسافة طويلة وصولا للمطار، هناك العديد من سيارات الإسعاف». وشكر سويدار كل من استجاب له بينما هو في الطائرة: «لقد فوجئت وشعرت بالامتنان لأنه وصل إلى الكثير من الناس عندما هبطت من الطائرة، أشعر أنني بخير، أحتاج للنوم، الساعة 5:30 صباحًا». وتشارك بعدها مع متابعيه صورا من داخل الطائرة المصرية :«هذا ما كانت عليه الطائرة المصرية من الداخل كانت تجربة جديدة». وغرد سويدار معلنا عن وصوله إلى «مستشفى فيروس كورونا» على حد وصفه وكانت درجة حرارته، حسبما شاهد بعينه، 36.6 والتي اتضح له أن هذا طبيعي جدًا، وهو ما اعتبره خبرا جيدا«. ونشر سويدار صورا من داخل المستشفى، والذي وصفها ب «منزله في مصر» خلال الفترة القادمة، حتى يتم إخلائه من الحجر الصحي لفيروس كورونا، ووصف موظفي المستشفى بإنهم ودودون للغاية «حتى الآن»، واختتم تغريداته بأنه منهك وسيخلد إلى النوم، ليقوم بعدها بالمزيد من الاختبارات.