قال حلمي فوزي، سفير إندونيسيا في القاهرة، إن مشاركة مصر في مصر في المعرض التجاري الاندونيسي يساهم بشكل كبير في تعزيز التعاون التجاري بين البلدين، مؤكداً أنه فخور بأن مصر مشتري مخلص للمنتج الاندونيسي. وأضاف «فوزي» في حواره ل«المصري اليوم» على هامش المعرض التجاري الدولي الأندونيسي ال34، انه يحاول من خلال منصبه توقيع اتفاقية تجارية مع مصر، إذ أن من بين العقبات التي تقف في سبيل ذلك هي نسبة الجمارك التي تفرضها مصر على المنتجات الاندونيسية، بحسب شكوي رجال الاعمال المصريين من زيادة الجمارك على المستورد الاندونيسي * كيف ترى مشاركة مصر في المعرض التجاري الإندونيسي في دورته ال34؟ تسهم مشاركة مصر في هذا المعرض بشكل كبير في تعزيز التجارة بين البلدين، وذلك بعدما شكلت الدولتين في يونيو العام الماضي المشاورات الثنائية السادسة من نوعها، والتى اتفقا من خلالها على أهمية تعزيز أوجه التعاون الثنائي وبحث مجالات التعاون الأخرى، والتى انتهت بتشكيل لجنة تجارية مشتركة ذات إطار قانوني لأسس التعاون التجاري بين البلدين. * ما هو انطباعك عن كون مصر ضمن الخمس دول الكبار في الاستيراد من إندونيسيا؟ نحن فخورون بأن مصر مشترى مخلص للمنتجات الإندونيسية، وذلك بسبب أن منتجاتنا تحصل على رضاء المستهلك المصري، والذي يستهدف الحصول على منتجات ذات جودة عالية، بأقل سعر ممكن، وهو ما يحققه له المنتج الإندونيسي. كما أن مصر حازت العام الماضي على 6 جوائز بريما دوتت يمنحها رئيس الجمهورية الإندونيسي، وكان معظمها شركات تستورد منتج البن، وهذا العام حصلت مصر على ثلاثة جوائز، واحدة لإحدى شركات الورق، وإثنين لشركتى قهوة، مما يعكس عمق الشراكة بيننا وبين مصر وتحسن القوة الشرائية للمصريين، وتقدم الاقتصاد المصري. وإذا نظرنا إلى الوضع الحالي لوجدنا أن هناك تراجع في الاستيراد والتصدير في العالم بوجه عام، لكن في علاقتنا بمصر يحدث العكس. * إندونيسيا وقعت مع كوريا الجنوبية اتفاقية لزيادة حجم التجارة بين البلدين ليصل إلى 50% خلال 3 سنوات، ماذا عن مصر؟ منذ أن توليت منصبي كسفير لإندونيسيا في مصر منذ ثلاثة أعوام، وأنا أعمل على محاولة توقيع اتفاقيات تجارية مع مصر، قبل توقيع الاتفاقية الاقليمية الاقتصادية الشاملة التي وقعتها إندونيسيا مع دول أسيا، واتفاقية كوريا الجنوبية كانت من ضمن إطار هذه الخطة، كما أننا نحاول تأسيس لجنة تجارة مشتركة بين إندونيسيا ومصر لكن هذا لم يتم بعد. * ما هي التحديات التي تحول دون توقيع اتفاقية تجارة حرة بين مصر وإندونيسيا، وكيف تعملون على حلها؟ نحن نرغب في توقيع اتفاقية تجارية مع مصر ولكن حتى يتم ذلك نقوم بجلب المزيد من رجال الأعمال من الاندونيسين لمحاولة التقريب بين الجانبين وبحث الفرص التجارية الممكنة وسبل تذليل عقباتها. لكن لابد من حل مشكلة الجمارك على الواردات الإندونيسية إلى مصر، فنحن نجد أن بعض رجال الأعمال المصريين يشكون ارتفاع الجمارك على المنتجات الإندونيسية التي تصل إلى 60٪ على الفواكه و20٪ على الإطارات؛ وحتى يستطيع المُصدر الإندونيسي تصدير بضائعه إلى مصر يجب أن يكون مسجل لدى الحكومة المصرية الشركة والمُنتج أيضًأ، حتي يتمكن من التصدير، وهنا تكون العقبة الأساسية في إيصال التجار في كلا البلدين بعضهم ببعض. * ماذا عن السياحة والاستثمارات المصرية في اندونيسيا؟ نسبة الاستثمارات المصرية في إندونيسيا تصل إلى حوالى 50 مليون دولار، بينما تصل أعداد السياح المصريين إلى 18 ألف سائح، ويصل إجمالي الصادرات الإندونيسية إلى مصر مليار دولار. فيما يبلغ عدد السياح الإندونيسيين في مصر حوالى 60 إلى 70 ألف سائح، وذلك بسبب أن غالبية هؤلاء السياح يذهبون إلى مصر من أجل التعليم. * ما هو أفضل داعم للاقتصاد الإندونيسي السياحة أم التجارة؟ القطاعين مهمان بالنسبة إلى الاقتصاد الإندونيسي، لكن السياحة تعتبر الأهم وذلك بسبب تأثيرها السريع الذي ينعكس على الاقتصاد، وأن رجال الأعمال إذا استثمروا في السياحة يكون العائد أسرع وأكبر مقارنة بالقطاعات الأخرى، ونحن نعتمد كثيرًا على هذا. وفي قطاع السياحة والثقافة الاجتماعية، فإن سفارة جمهورية إندونيسيا في مصر تكرس المزيد من الجهود في عقد عدة فعاليات في جميع محافظات مصر للترويج للثقافة الإندونيسية، مثل فعالية اليوم الثقافي الإندونيسي وأتموسفير إندونيسيا، كما تنظم السفارة رحلات تعريفية لعدة وجهات سياحية في إندونيسيا للشركات السياحية المصرية والإعلاميين المصريين، إلى جانب تنظيم ملتقى سياحي للزيادة نسبة السياح من إندونيسيا إلى مصر والعكس. وعلى الجانب الأخر، في إندونيسيا نسعى إلى التنويع الاقتصادي، ونتبنى اقتصاد ابداعي يعتمد على التكنولوجيا الحديثة والانترنت، والأنشطة المرتبطة بهما. * هل هناك قطاعات جديدة ترغبون في التعامل التجاري من خلالها مع مصر؟ بالطبع، هناك قطاع تكنولوجيا المعلومات، والذى يجب أن يكون هناك مزيد من التعاون فيه، وذلك لأن إندونيسيا تعرف بتميزها في الشركات الناشئة، حتى أن بعضها قادرًا على تحقيق إجمالي أرباح تقدر بمليار دولار للشركة الواحدة، إلى جانب الاقتصاد الرقمى، والذى يمثل مستقبل الاقتصاد في العالم. * يمثل التاريخ بين مصر وإندونيسيا تشاركًا كبيرًا في قطاعات كثيرة؟ لن ينسى الشعب الإندونيسى أبداً أن مصر كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلاله عام 1945، وأول وثيقة تعاون مشترك توقعه إندونيسيا كدولة مستقلة هي معاهدة الصداقة التي وقعتها مع مصر في عام 1974، منذ ذلك الحين تقف كلا البلدين جنباً إلى جنب في النهوض بالقضايا المشتركة لدى الدول الناشئة والنامية من أعضاء حركة عدم الانحياز، والأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والعديد من المحافل الدولية الأخرى. * ما هو المنتج الأكثر تصديرًا من إندونيسيا؟ المنتج الأشهر في قطاع التصدير من إندونيسيا إلى كافة دول العالم هو زيت النخيل، والذى نشتهر به منذ قرون، كونه واحداً من أفضل الأنواع بين منافسينا في هذا المنتج.