«المصرى اليوم» تختبر مرسيدس EQC الكهربائية

في مدينة فرانكفورت، قمت بتجربة سيارة مرسيدس الكهربائية الأولى EQC، التجربة كانت سريعة جدا لم تدوم لأكثر من ساعة، ولكنها أيضا كانت كافية إلى حد ما لتسجيل وتدوين بعض الملاحظات والانطباعات، على السيارات الكهربائية بشكل أساسى وعلى EQC بالطبع. في البداية يجب أن أعترف أن قيادة السيارات الكهربائية الألمانية خبرة وتجربة مختلفة جدا، عن تلك التي تحصل عليها عندما تقوم بقيادة سيارة أسيوية الصنع مثل نيسان Leaf أو حتى أمريكية مثل شيڤروليه Bolt.
مرسيدس EQC
تجربتى للسيارة الكهربائية الجديدة EQC المبنية على شاسية ال GLC كانت مميزة. كان الوقت المثالى لقيادة سيارة كهربائية بعد مشاهدة Taycan في برلين. وحالة الحماس الكبير التي تملكتنى لهذا النوع من السيارات هناك. والحقيقة EQC سيارة رائعة ومفاجئة أيضا! قصة العزم الذي تحصل عليه كاملا في لحظة بدلا من الحصول عليه تدريجيا مع سرعة لفات الموتور، مدهشة بالفعل! وخصوصا إن كانت سيارة عزمها يبلغ 760 نيوتن. متر مثل EQC. السيارة سريعة جدا وبالتعبير الدارج «تخطفك»، قيادتها ممتعة لدرجة سوف تنسى معها تماما قصة صوت الموتور، وهذا هو الفرق بين سيارة كهربائية بمعايير رياضية وأخرى لا تحمل هذه المعايير، نيسان Leaf مثلا. الأخيرة سوف توصلك لوجهتك بعملية وبساطة شديدة، وسوف تترك في ذهنك أسئلة كثيرة أيضا حول مستقبل السيارات التعيس، أما سيارة بعزم يتجاوز ال 700 نيوتن متر، فسوف تصحبك في رحلة فريدة وسوف تتعرف معها على أشياء كثيرة مثل التسارع المدهش وأيضا التكامل بين الأنظمة الكهربائية والأنظمة التقنية.
المستقبل
سيارة مثل هذه قد تتأقلم معها بسرعة على القيادة الصامتة، بل وتحبها أيضا. لذلك قصة تقبل التحول من البنزين إلى الكهرباء تلعب فيها السيارة دورا مهما جدا، وهذا سبب حالة التعصب المسيطرة على ملاك السيارة تيسلا مثلا، لأنهم رأوا وجها مثير من السيارات الكهربائية، لن تجد أحد متعصب لنيسان Leaf أو تويوتا Prius أو حتى فولكس ڤاجن Golf e. كلمة السر لتقبل التحول هي السيارة، لا أكثر ولا أقل. إذا قمت بقيادة سيارة كهربائية سريعة ورائعة سوف تحب السيارات الكهربائية والعكس صحيح. وبالنسبة لمرسيدس EQC وحتى نتحدث عنها بالتفصيل. كنقاط سريعة، المقصورة عصرية جدا وتحب أن تقضى فيها وقت أطول، السيارة سريعة وتحقق مستوى التحكم الذي تتوقعه من مرسيدس-بنز.
في أوسلو
مرسيدس كانت قد قدمت EQC، لأول مرة في عاصمة التنقل الكهربائى أوسلو، وهى بالمناسبة ليست السيارة الأولى على الإطلاق التي تحمل هذا الرمز. سبقتها السيارة EQ Silver Arrow المستوحاة من سيارة W125 المستخدمة في السباقات في الثلاثينيات. ولكن الفارق بينهما أن Silver Arrow هي نموذج اختبارى لسيارة سباق بينما EQC هي سيارة تم إنتاجها بالفعل وهى متاحة للعملاء الآن في العديد من الأسواق العالمية. السيارة من وجهة نظر مرسيدس بنيت لتجسد الابتكار الذي يأخذ العنصر البشرى محور للتصميم وركز المصممون بشكل أساسى على تبسيط مفهوم السيارة الكهربائية وجعله أكثر اعتمادية وراحة للسائق والركاب.
الذكاء الاصطناعى
مرسيدس EQC تعتبر خلاصة 130 عاما من هندسة السيارات كما ذكرت الشركة مع الأخذ في الاعتبار المتطلبات المستقبلية وتتبنى مبادئ «الذكاء الكهربائى». مرسيدس تقول أن EQC ليست مجرد سيارة كهربائية ولكنها في الواقع تجمع بين العديد من العناصر المميزة للعلامة مثل الجودة والأمان والراحة. التصميم المستقبلى والراحة الحصرية في القيادة والمسافة التي يمكن تغطيتها على شحنة واحدة تجعل منها سيارة مثالية للاستخدام اليومى. وينعكس الأمر الأخير أيضا بوضوح في الأنظمة التقنية المقدمة بالتوازى مع السيارة، تفاصيل دقيقة مثل نظام الملاحة الذي تم ضبطه مع أخذ حقيقة أن السيارة كهربائية في الاعتبار بجانب خدمات إدارة الشحنة الكهربائية لفتت نظر الشركة لضرورة تحديد ما يسمى بالذكاء الكهربائى وبالتالى تجعل من السيارة الكهربائية بمثابة حلا متكاملا للتنقل الكهربائى وليست فقط وسيلة مواصلات.
مرسيدس EQC جهزت بتطبيق Mercedes Me الذي يستخدم MBUX والذى يتمكن من تحليل حديث السائق ويتم تفعيله بجملة Hey Mercedes، وهو يستخدم الذكاء الاصطناعى والنظام متاح حاليا في عدد من السيارات التي يتم تقديمها في مصر منها CLA وA-Class أيضا ومع السيارة EQC الكهربائية يمكن للسائق التعرف على محطات الشحن المحيطة بالسيارة.
القيادة
من ناحية القيادة، مرسيدس قامت بإعادة تصميم أدوات الجر والبطارية خصيصا لسيارة EQC بحيث يمنحها النظام الجديد eATS الذي يستخدم موتور منفصلا لكل عجلة للإدارة الأفضل لقوتها التي تبلغ 400 حصان وعزم دورانها الذي يبلغ 760 نيوتن متر. تلك المواتير المتصلة بموزع عزم وعلبة تروس محددة النسبة ونظام تبريد تم تكاملهم معا في وحدة مدمجة الحجم والابعاد لتحسين ديناميكيات القيادة. بطارية السيارة 80 كيلوواط/ساعة مما يمكن السيارة من تغطية مسافة تتراوح بين 445 و471 كم بحسب الدورة الأوروبية القياسية وهى مكونة من 384 خلية متواجدة في أرضية السيارة بين المحورين الأمامى والخلفى ويبلغ جهدها الأقصى 405 فولت ويتم تبريدها بالماء.
أخيرا
من خلال هذه الانطباعات السريعة جدا، يمكن القول أن السيارات الكهربائية ليست مملة أو بطيئة على الإطلاق، فقط إذا كنّت داخل سيارة تركز على متعة القيادة، وسوف نشاهد الفترة القادمة عدد كبير من هذه السيارات الألمانية سواء كانت لمرسيدس أو لغيرها من الشركات، وسوف تتميز جميعها بعزم كبير مثل EQC التي تبدو أرقامها مخيفة إلى حد كبير، عزمها 760 نيوتن متر، وقوتها 408 حصان. التسارع حتى ال 100 كم/س في 5٫1 ثانية. ووزن السيارة يبلغ 1800 كجم. وكانطباع أخير حول المقصورة، فيجب أن أقول أن مرسيدس كانت بارعة فعلا في تصميمها، فهى تبدو مختلفة عن مقصورة ال GLC وتترجم أيضا فكرة السيارة الكهربائية في الحداثة وتفاصيل المصمم. هل أحببت قيادة EQC؟ نعم أحببت قيادتها، وفى الحقيقة السيارات الكهربائية شيء مختلف عّن السيارات التقليدية التي عرفناها. مختلفة ولكن تشجعك على اكتشافها، فقط عندما تكون في السيارة الصحيحة.