لا أذكر أننى قمت بقيادة الجيل الأول من سيارة نيسان الكهربائية Leaf. قمت بقيادة عدد لا بأس به من السيارات الكهربائية المنافسة مثل Prius و شيڤروليه Volt وأوپل Ampera وفولكس ڤاجن e-Golf! وغيرها من السيارات الكهربائية الفاخرة والرياضية. ولكن لم تسمح لى الظروف بقيادة الجيل الأول من سيارة نيسان! الحقيقة أن Leaf من السيارات التى يجب أن أحترمها، كما تحترمها الصناعة. سيارة قدمت الكثير فعلا، أسست معايير جديدة وحققت مبيعات قياسية وقدمت فكر مختلف كونها السيارة الكهربائية الأكثر مبيعا فى العالم كله!. مبيعات الجيل الأول بلغت 280 ألف سيارة. Leaf تمكنت من أن تخرج كسيارة مميزة جدا، يرى العملاء حول العالم فيها مواصفات فريدة. السيارة اقتصادية جدا بالطبع، ومع الاتفاقيات التى عقدتها نيسان مع الحكومات المختلفة لتسويق السيارة، فإن Leaf تمكنت من تحقيق المبيعات الضخمة «280 ألف سيارة منذ إطلاقها فى 2011»، على مستوى سيارات الأجرة بجانب الملاكى. سيطرت تماما على مدن كاملة، نيسان تقول أن سيارات الجيل الأول من Leaf غطت 3.5 مليار ميل حول العالم!. عبء كبير! أعتقد أنه لن يمكننا أن نختلف بأى شكل من الأشكال حول نجاح الجيل الأول من Leaf. كانت سيارة مميزة جدا فى أدق تفصيلها، حتى على مستوى التصميم كانت مختلفة، تلاحظ ملامحها فورا بالمصابيح الأمامية الكبيرة جدا، تصميمها الذى كان من 7 سنوات أقرب من تصميم النماذج التجريبية أصبح نموذجا لملامح السيارة الكهربائية، Leaf خرجت كسيارة كهربائية حقيقية وليست نسخة من سيارة تسويقية موجودة بالفعل، ولكنها تدار بالكهرباء. مثل فولكس ڤاجن e-Golf على سبيل المثال!. والحقيقة أنها نجحت ببراعة فى مهمتها، ما يجعل عليها الآن عبئا كبيرا جدا ستواجه السيارة فى جيلها الثانى، نفس العبء الذى ستواجهه السيارة الرياضية GT-R فى جيلها الثانى! النجاح «المدهش» الذى حققته هذه السيارات يتطلب المحافظة عليه، وهى مهمة صعبة جدا! لا تنجح فيها معظم شركات السيارات عادة!. بعيداً عن فرانكفورت ! الحملة التشويقية للجيل الثانى بدأت قبل تقديمه رسميا فى طوكيو بثلاثة أشهر تقريبا!. نيسان كانت تتحدث باستمرار عن الابتكارات الرائعة التى سوف تحظى بها السيارة، الحقيقة أننا قرأنا كثيرا عنها قبل تقديمها. ثم جاء موعد إطلاقها الرسمى عالميا. نيسان أحدثت ضجه كبيرة، حيث قدمتها فى حفل ضخم جدا فى موطنها قبل معرض فرانكفورت بفترة قصيرة، بعد أن أعلنت عدم مشاركتها فى المعرض الألمانى العملاق!. ما جعل ضجة الجيل الجديد العالمية تتضاعف وقتها، خصوصا أن نيسان قامت بدعوة عدد ضخم بالفعل من الصحفيين من مختلف أنحاء العالم. الضجة الإعلامية كانت حقيقية ومؤثرة جدا! غطت بالفعل على عدم مشاركة نيسان فى معرض فرانكفورت من ناحية، ومن الناحية الأخرى وجهت الأعين نحو الجيل الثانى من Leaf الذى يخرج ليثبت الكثير والكثير! بين 2011 و 2018 ؟ يجب أن يثبت أن لديه مقومات حقيقية تفوق الجيل الأول. ويجب أن تحتفظ السيارة بريادتها لمبيعات السيارات الكهربائية فى العالم. وهى مهمة صعبة جدا بالتأكيد! خصوصا أن المنافسة فى 2018 فى فئة السيارات الكهربائية ليست مثل 2011! الجميع لديه خطط للتحول إلى الكهرباء الآن!. السؤال الذى كان على محاولة الإجابة عنه خلال رحلتى إلى طوكيو هو: هل ستستمر Leaf فى ريادتها لقطاع السيارات الكهربائية مع جيلها الثانى؟! سؤال كبير، قد يحتاج لعدة سنوات حتى نجيب عليه. ولكن دعونى أسجل بعض الانطباعات التى قد نتمكن من تكوين صورة من خلالها بشكل من الأشكال!. تصميم.. غير مُتَوقع؟! فى مدينة «يوكوهاما». خلال زيارتى الأخيرة لليابان، قمت بتجرية السيارة. الجميع الآن شاهد صور نيسان Leaf، ملامح السيارة أصبحت حادة مقارنة بالجيل الأول، والخطوط منقولة بشكل مباشر من نموذج IDS الذى تم تقديمه فى 2015، بشكل أو بأخر Leaf فقدت ملامحها الأساسية، ودخلت مرحلة جديدة فى التصميم. فى رأى لا توجد علاقة واضحة بين تصميم الجيل الأول والثانى. ولا أعلم فى الحقيقة إذا كان شيئا جيد أم لا، فالسيارة كانت مميزة جدا فى جيلها الأول، الآن بشكل من الأشكال تبدو عادية. ربما لأن الأسواق العالمية بدأت تزدحم بالسيارات الكهربائية، أو ربما تصميم الجيل الثانى ليس مميزا بما فيه الكفاية. لا أدرى ولكنها ملاحظة مهمة بالنسبة لى!. الجديد فى الجيل الثانى بخلاف التصميم، هو مدى السيارة، وال e-Pedal وأخيرا باقة Propilot بجانب عزم المحرك الذى تم زيادته بنسبة 20٪. هذه هى المفاتيح الأساسية لLeaf الجديدة، والتى تراهن عليها نيسان بقوة. والحقيقة أنه حتى هذه اللحظة ربما تكفل هذه العناصر للسيارة التفوق، ولكن الفكرة -كما كتبت- أن السوق ازدحمت بالسيارات الكهربائية، وما يميز سيارة نيسان اليوم قد لا يميزها بعد شهر أو ستة أشهر أو سنة. اليوم تنافسها سيارات مثلا فولكس ڤاجن e-Golf و هيونداى ioniq. عندما تم تقديمها فى 2011 لم يكن لديها منافسين. بعد عام من الآن سوف تتضاعف أعداد المنافسين. لذلك حتى هذه اللحظة، نعم هذه العناصر تكفل لها التفوق فى مهامها المحددة!. 400 كم !! السيارة من الداخل بسيطة جدا. وغير معقدة. أدوات التحكم محددة. لوحة القياس رقمية بالطبع، والسيارة التى قمت بقيادتها مزودة بنظام Car Play. المقاعد عالية إلى حد ما والمقصورة يغلب عليها الطابع العملى. محرك السيارة ينتج قوة قدرها 148 حصان بداية من 3283 د.ق، وعزمه يبلغ 320 نيوتن متر يتم الحصول عليها بالكامل بداية من صفر د.ق، وهذا يجعلها سيارة سريعة جدا فى فئتها. التساع من الثبات إلى 100 كم/س خلال 8،6 ثانية. ومدى السيارة وهو العنصر الأهم هنا 400 كم كما تقول نيسان على الورق. ولكن مع قيادة السيارة كانت القراءة 280 كم، وعندما سألنا المهندسين فى نيسان قالوا أن 400 كم فى الظروف المثالية وتقل حسب ظروف القيادة المختلفة، حاجه زى استهلاك البنزين فى العربيات بردو. جديد فى الفئة ال e-Pedal كانت من أبرز العناصر التى بدأت نيسان تسويق السيارة من خلالها. والفكرة ببساطة هى أنك بمجرد رفع قدمك عن دواسة «الحركة» المعروفة باسم دواسة البنزين فى السيارات العادية، تبدأ سرعة السيارة بالانخفاض بشكل ملاحظ. كأنك وضعت قدمك على الفرامل. فى سيارات أخرى مثل BMW i3 تعتبر هذه الخاصية ثابتة لا يمكن تعطيلها، ولكن المثير حول Leaf أنها تأتى كنمط قيادة يمكن تشغيله من خلال مفتاح بجانب ناقل الحركة أو تعطيله. استخدام e-Pedal مريح فى القيادة، فبدون مبالغة يمكنك إنهاء رحلتك بشكل كامل دون الحاجة إلى استخدام دواسة الفرامل نهائيا. العنصر الأخير وهو نظام Propilot، وهى باقة تتكون من عدة أنظمة تحاكى القيادة الذاتية. حيث تشمل مثبت السرعة النشط Active Cruise Control و باقة الحفاظ على السيارة داخل الحارة Lane Keep assist. وبمجرد الوصول إلى الطريق السريع والتزامك بحارة مرورية واحدة. يمكن تشغيل النظام من خلال مفتاح أزرق مثبت فى عجلة القيادة متعددة الوظائف. ثم تقوم بضبط السرعة وتحصل على قيادة هادئة حتى نهاية الطريقة. ولكن بالطبع يجب أن تظل يدك على عجلة القيادة، حتى وإن كانت السيارة تقوم بتوجيه نفسها بالفعل، إذا رفعت يدك لثوانى معدودة تبدأ فى تحذيرك. أخيراً.. إذا أردنا تلخيص هذه التجربة السريعة، فيمكننا القول بأن السيارة على مستوى التصميم، لا أجدها مميزة جدا مثل الجيل الأول. ولكنها بارعة فى المساحات الداخلية، وسواء للركاب أو للتخزين. من ناحية التقنية، فأن Leaf تتفوق بمدى 400 كم للشحنة الواحدة، ما يعنى أنها تقترب من «تانك» البنزين الكامل للسيارات العادية. العناصر الجديدة مثل e-Pedal و Propilot قد لا تكون جديدة جدا، لأنها موجودة بالفعل فى عدد كبير من السيارات، مع اختلاف المصطلحات التجارية، ولكن الجديد أنها موجودة للمرة الأولى فى فئة نيسان Leaf. يمكن القول بأن السيارة مستعدة جيدا لتحقيق مهمتها المحددة. ولكن الفكرة أن المستجدات فى فئة السيارات الكهربائية سوف تكون سريعة جدا. وما أعرفه أن مهمة نيسان Leaf سوف تكون صعبة، لأن السوق السيارات الكهربائية سوف تزدحم بالمنافسين أكثر وأكثر خلال السنوات القليلة القادمة. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة