بعد اكتشاف النفط فكرت الدول التي تنتجه كالعراق والسعودية والكويت وإيران في أن توحد جهودها للحفاظ على المستوي العالمي، فكانت فكرة تأسيس منظمة الأقطار المصدرة للنفط «أوبك»، ووجدوا في ذلك ضرورة لا مفر منها بسبب الشركات متعددة الجنسيات التي تسيطر على حوالي 90% من النفط المنتج في العالم، بفضل الامتيازات التي أعطتها لها الدول المنتجة، وكانت مدد صلاحيات هذه الامتيازات بين ستين وسبعين عاما، فأصبح دور الدول المنتجة وكأنه انحصر في تحصيل الضرائب على هذه الشركات، فضلا عن أن أغنى بقاع العالم بالنفط وهي المناطق العربية كانت مطمعاً للاستعمار الغربي، فكان تأسيس منظمة الأوبك أمرا واقعا تحقق «زي النهارده» في 14سبتمبر 1960 في العاصمة العراقية بغداد، باتفاق خمس دول منتجة للنفط، وهي فنزويلا وإيران والعراق والكويت والسعودية، ثم انضمت قطر للمنظمة عام 1961، وأندونيسيا وليبيا عام 1963 والإمارات والجزائر عام 1967 ونيجيريا عام 1971، والإكوادور والجابون عام 1973 لكنهما انسحبتا عامي 1992م و1996. وتضم المنظمة حاليا 11 دولة، واتخذت من «فيينا» عاصمة النمسا مقرا لها، وقد ذكرت بعض المصادر أن صاحب فكرة تأسيس المنظمة هو الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم، وقد جاء تأسيس المنظمة بغية خلق تكتل في مواجهة الشركات النفطية الكبرى، التي خفضت الأسعار المعلنة عام 1959 دون استشارة الحكومات المنتجة للنفط، متجاهلة مصالحها مما أدة إلى انخفاض معدل إيراداتها النفطية، وتنتج المنظمة حوالي 40% من الناتج العالمي للنفط، وتمتلك أكبرمن ثلاثة أرباع النفط الخام من إجمالي الاحتياطات العالمية.